معجزة الإيمان العظيم!

[الاخ زكا]

معجزة الإيمان العظيم!

فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ: يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لَكِنْ قُلْ كَلِمَةً فقط فَيَبْرَأَ غُلاَمِي ( متى 8: 8 )



في معرفته بحقيقة نفسه قال قائد المئة للرب: «(أنا) لستُ مستحقًا أن تدخل تحت سقفي»، وفي معرفته بحقيقة المسيح قال له: والأمر لا يستحق أن تُتعب نفسك «قُل كلةم فقط». ثم استخدم اللغة العسكرية التي يتقنها فقال: «لأني أنا أيضًا إنسانٌ تحت سلطان. لي جُندٌ تحت يدي. أقول لهذا: اذهب فيذهب، ولآخر: أْيتِ! فيأتي، ولعبدي: افعل هذا! فيفعل». وهو بهذا أوضح أن السر وراء إطاعة جنوده لأوامره في الحال يرجع إلى خضوعه هو للسلطة التي فوقه. فطالما هو خاضع للسلطة التي عيَّنته، فإنه يمثلها. إنه أمام الجنود يمثِّل سلطان القيصر وهيبة الدولة الرومانية، وبالتالي فلا يعصى جنوده أمرًا من أوامره على الإطلاق. ولقد طبَّق هذا الضابط المبدأ السابق على الرب يسوع، إذ لاحظ أن «يسوع الناصري» يعمل دائمًا تحت سلطان أبيه السماوي، وعليه فهو يمثل سلطة السماء، ووراء أوامره كل قوة السماء. إذًا فكلمة واحدة منه سيتبعها في الحال ظهور كل قوة الله وسلطانه غير المحدود على المرض.

إذًا لقد تميَّز ذلك الضابط الروماني بأمرين جوهريين: التواضع والإيمان.

التواضع! ... ما أجمل أن يقول القلب بصِدق كما قال ذلك الضابط: «لستُ مستحقًا»! لقد قالها الابن الراجع ( لو 15: 21 )، وقالها المعمدان ( يو 1: 27 )، وقالها الرسول بولس ( 1كو 15: 9 ). كم هذه الكلمة عذبة على سمع الرب يسوع الوديع والمتواضع القلب ( مت 11: 29 )، الذي «يعطي نعمةً للمتواضعين» ( أم 3: 34 ).

والإيمان!.. لقد تعجَّب الرب يسوع من إيمانه، وقال للذين يتبعُون: «الحق أقول لكم: لم أجد ولا في إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا!». ومكتوب «ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه» ( عب 11: 6 ).

اثنان فقط تعجَّب الرب من إيمانهما في أيام جسده: الأول هو قائد المئة الأممي الذي نتأمله الآن. والثاني هو المرأة الكنعانية التي طلبت من المسيح أن يشفي ابنتها المجنونة. وفي الحالتين قام الرب بالشفاء وهو في مكانه دون أن يذهب بنفسه للعلاج! وكم يعزينا هذا. فوإن كان المسيح غائبًا بجسده عنا، لكن كلمته فيها كل الكفاية لنا. فقَالَ يسوعُ لِقائِد المئة: «اذهب، وكما آمنت ليكن لك. فبرأ غلامه في تلك الساعة».

يوسف رياض