Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-07-2014, 03:04 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,220
افتراضي ضرب الاعناق في التراث والتطبيق الاسلامي الشرق الأوسط الفصلية، ربيع 2005 باتت صور




ضرب الاعناق في التراث والتطبيق الاسلامي






الشرق الأوسط الفصلية، ربيع 2005
باتت صور الإرهابيين المقنعين الواقفين خلف الرهائن الغربيين في العراق والعربية السعودية على الفضائيات العربية كالجزيرة والمنار شائعة أكثر مما يحتمل. حتى أن المواقع الالكترونية الإسلامية كموقع منتديات المهدي [1] تذهب أبعد من ذلك، لتعرض أشرطة مصورة مستمرة لعملية قتلهم.

أرعبت عملية قطع رأس مراسل صحيفة الوول ستريت في شباط 2002 ، المنسجمة مع هدفها، المشاهد الغربي. وكان الثوار الشيشان، الذين يشجعهم المحسنون الإسلاميون، قد تبنوا الممارسة منذ أربع سنوات خلت، [2] ولكن غياب الأشرطة المصورة المبثوثة على نحو واسع حد من الأثر النفسي لقطع رأس الرهائن. لقد حفز قتل بيرل والشريط المصور انبعاث هذه الممارسة الإسلامية التاريخية. ففي العراق، صور إرهابيون عمليات قطع رأس نيكولاس بيرغ، جاك هينسلي ويوجين آرمسترونغ. ومن بين الضحايا الآخرين أتراك، مصري، كوري، وبلغاريون، رجل أعمال بريطاني، ونيبالي.

كما وقعت أعداد كبيرة من العراقيين، عرب وأكراد، ضحية سكاكين الإرهابيين الإسلاميين. وتطاولت البدعة الجديدة في وحشية الإرهابيين إلى العربية السعودية حيث قتل الإرهابيون الإسلاميون رجل الأعمال الأمريكي بول جونسون، الذي اكتشف رأسه لاحقاً في مجمدة في مخبأ للقاعدة. والتغيير سيكون ممارسة الإسلاميين لحز حناجر أولئك المعارضين الذين يعتبرونهم ملحدين. كما حصل للمنتج السينمائي الهولندي ثيو فان غوخ، الذي أطلق عليه النار أولاً ومن ثم مثل به في شارع أمستردام، [3] ولأسرة قبطي مصري في نيو جيرسي بعد أن أثار الأب حفيظة الإسلاميين بانتقادات للإسلام في دردشة على الانترنت. [4]

يرمي الإرهاب إلى زرع الخوف في قلوب المعارضين لكسب تنازل سياسي. وبما أن قيمة الصدمة تزول ويصبح العالم الغربي محصناً تجاه أي تكتيك محدد، يطور الإرهابيون تكتيكات جديدة لزيادة الصدمة ورد الفعل الصحفي اللذين يوفران لهما النجاح. ففي السبعينات والثمانينات اختطف الإرهابيون الطائرات ليفوزوا بالعناوين البارزة. وفي الثمانينات والتسعينات أصبحت السيارات المفخخة أكثر انتشاراً؛ وأتقن الإرهابيون الفلسطينيون التفجيرات الانتحارية في التسعينات. ولكن ما حظي فيما مضى بأيام من التعليق يحظى الآن بساعات فقط. وأصبح قطع الرأس أحدث موضة. تعيد، بأشكال عدة، الإرهاب إلى المستقبل. إن قطع الرأس، على خلاف عمليات الاختطاف والسيارات المفخخة، سابقة قديمة في اللاهوت والتاريخ الإسلامي.

المنهج الدفاعي والحقيقة
يقول بعض المعلقين الأمريكيين أن عمليات قطع الرأس التي يقوم بها الإسلاميون حرب نفسية مجردة من أي مضمون إسلامي حقيقي. فعلى سبيل المثال، ادعى خطأ إمام محمد آدم الشيخ، رئيس مسجد دار الهجرة في Falls Church، فيرجينيا، ، أن "قطع الرأس لم يذكر في القرآن مطلقاً." [5] أسماء أفصر الدين، الأستاذة المساعدة في الدراسات العربية والإسلامية في جامعة نوتردام، أساءت أيضاً تقديم اللاهوت والتاريخ الإسلامي عندما قالت لمراسل، "لا يوجد بالتأكيد أمر ديني بهذا الشأن." [6] ووقع كل من مجلس العلاقات الإسلامية - الأمريكية (CAIR) واللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز (ADC)على بيان يقول أن مثل هذا القتل "لم يمثل معتقدات الإسلام." [7]

وادعى سام حمود، مدير سابق للمركز الإسلامي في واشنطن، دي سي، أن النص القرآني بشأن قطع رأس الكافرين لم يعن فعلياً أنه يجب قتل الناس. [8] وكان لمثل هذه التنديدات أثرها: فقد شوهت وسائل الإعلام الغربية، ربما نتيجة للنزاهة السياسية أو لتحيزها الخاص، حقيقة التاريخ الإسلامي ونشرت مثل هذه التعديلية. ومع هذا المنهج الدفاعي، فان الأكاديميين الغربيين يظهرون جهلاً بحقولهم أو أنهم يضللون عن قصد. ثمة صلات بين إنكار المثقفين لأي جذور دينية للسيل الأخير من فصل الرأس والشقلبات الخلفية المنطقية والتعاملات المتسمة باللين والهوادة التي انخرط فيها العديد من الأساتذة لإنكار الأساس الديني للجهاد العنيف. [9] لقد برر الإسلاميون، باستثناء أفصر الدين وحمود، قتل وقطع الرأس بشواهد دينية وسوابق تاريخية.

قطع الرأس في علم اللاهوت الإسلامي
تبرر مجموعات مثل التوحيد والجهاد التابعة لأبي مصعب الزرقاوي وأنصار السنة التابعة لأبي عبد الله بن محمود قطع رأس السجناء استناداً إلى القرآن الكريم. فالسورة 47 تتضمن الآية : "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدو الوثاق." [11] التعابير العربية القرآنية بشكل عام دقيقة: كفروا تعني "أولئك الذين يجدفون على الله / الملحدون،" مع أن ضرب الرقاب أقل وضوحاً. ضرب يمكن أن تفسر "الضرب أو اللطم" بينما تترجم الرقاب إلى "الرقاب، العبيد، الأشخاص." مع بعض الاختلافات البسيطة، فسر العلماء الآية على النحو التالي "فإذا لقيتم الذين كفروا، فاضربوا أعناقهم بقوة." [12]

لقرون عديدة والعلماء المسلمون البارزون يفسرون هذه الآية حرفياً. وكتب المؤرخ الإيراني الشهير ومفسر القرآن محمد جرير الطبري (توفي عام 923 ميلادية.) أن "ضرب الرقاب" هي جزاء الله لمن يقترف إثما شديداً من غير المسلمين. وقال محمد عمر الزمخشري (توفي عام 1143 ميلادية)، في تفسير رئيسي درسه علماء الدين السنة لقرون، أن أي أمر "بضرب الأعناق" يطلب تجنب الضرب في مكان آخر لتأكيد القتل لا الجرح فقط. [14]

ولا يزال العديد من التفسيرات متسقاً مع تفسيرات الألفية الماضية. ففي تفسيره للقرآن المنشورة في السعودية، كتب عبد الله يوسف علي (توفي عام (1953 أن أمر "ضرب الرقاب" يجب أن يؤخذ حرفياً ومجازياً. وجادل علي أنه لا يمكنك أن تشن حرباً بلين وهوادة،". [15] يقول محمد محمد خطيب في تفسير سني حديث يحمل موافقة جامعة الأزهر في القاهرة، في الوقت الذي ينحى المسلمون التقليديون إلى رؤية هذا النص على أنه لا ينطبق إلا على عهد الرسول، يرى الشيعة أنه أمر عام." [16] ومما يدعو إلى السخرية أن الزرقاوي، في وجهة النظر هذه، تبنى تفسير خصومه الدينيين. وربما الإيجاز الحديث والمؤثر لهذا النص قدمه العالم الباكستاني المؤثر والمفكر الإسلامي البارز أبو المودودي (توفي عام 1979)، الذي حاول أن يبرهن أن السورة قدمت الأوامر الدينية الأولى بشأن قوانين الحرب.

جادل المودودي أنه على المسلم ألا يتغاضى، بأي حال من الأحوال، عن هذا الهدف ويبدأ بأخذ جنود العدو أسرى. ينبغي أخذ الأسرى بعد سحق العدو كلياً. [17]

وعلى هذا الأساس يجب أن يكون النصر، بالنسبة لجند الإسلام، الاعتبار الوحيد. وكان وضع أسرى الحرب خاضعاً للتفسير. فقد زعم المودودي أن الآية لم تحرم بشكل واضح إعدام الأسرى ولكن بما أن "الرسول صلى الله عليه وسلم فهم هذا المعنى من أمر الله، وأنه إذا كان ثمة سبب ما يدعو حاكم حكومة إسلامية إلى اعتبار قتل سجين أو "سجناء" أمرا ضرورياً، فبمقدوره القيام بذلك." [18] وكما يفعل العديد من الإسلاميين، يستشهد المودودي بمواقف أمر الرسول محمد فيها بإعدام السجناء، كبعض المكيين الذين أسروا في معركة بدر عام 624 ميلادية. وإعدام مكي على الأقل أسر في معركة أحد في السنة التالية. ومع أن هذه الأمثلة لا تعالج بشكل مباشر مسألة قطع الرأس، إلا أنها تسمح بقتل أسرى الحرب. ورغم ذلك، فان تفسير المودودي لا يقر إعدام الرهائن. حيث يحق للحكومة فقط، ولا يحق للجنود المسلمين الأفراد، تحديد مصير الأسرى. [19]

وثمة نص قرآني آخر يستشهد به، وان كان بشكل أقل، يقر قطع رأس غير المسلمين. السورة 8 الآية : 12 "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان." في النص الأصلي، العبارة ذات العلاقة اضربوا فوق الأعناق. هذه الآية إذن هي نتيجة طبيعية للسورة 47 الآية 3 . يعتبر يوسف علي أحد المفسرين الحديثين القلائل الذين يناقشون هذا النص ويفسرونها نفعياً: العنق هو المنطقة الوحيدة غير المحمية بالدرع، وان بتر يدي الخصم يمنع من استخدام السيف أو الرمح ثانية. [20] تبنى هدف العبارة الافتتاحية هذه – "لإثارة الرعب" أو كما ظهرت في بعض الترجمات، "لغرس الذعر" – إرهابيون إسلاميون لتبرير قطع رأس الرهائن.

قطع الرأس في التاريخ الإسلامي
في الوقت الذي قد يسوغ بعض الإسلاميين قتل السجناء على أساس ديني، يعزز آخرون استنتاجاتهم من خلال رسم تشابهات مع أحداث جرت خلال 1,400 سنة من التاريخ الإسلامي تقريباً. حيث كان قطع رأس الأسرى موضوعاً متكرراً. فقد استخدمت كل من الأنظمة الإسلامية والمعارضة قطع الرأس سياسة عسكرية وقضائية.

تمتد ممارسة قطع رأس غير المسلمين إلى عهد النبي نفسه. فقد ذكر أن ابن اسحق (توفي عام 768 م)، أول كتاب السيرة النبوية، كتب أن النبي أمر بتنفيذ حكم الإعدام بقطع الرأس على 700 رجل من قبيلة بني قريظة اليهودية في المدينة بحجة التآمر ضده. [21] وقد سار الزعماء المسلمون على نهج محمد من عهده وحتى وقتنا هذا. والأمثلة على قطع الرأس، للأحياء والأموات، في التاريخ الإسلامي لا تعد ولا تحصى. ويوسف بن تاشفين (توفي عام 1106)، الذي قاد إمبراطورية المرابطين لغزو الصحارى الغربية وصولاً إلى وسط أسبانيا، قام بعد معركة الزلاقة عام 1068، بقطع رؤوس 24,000 جثة من القشتاليين المهزومين "وكومهم ليصنع نوعاً من المنارة للمؤذنين الذين حمدوا الله وقوفاً على أكوام من الجثث المقطوعة الرأس." [22] ومن ثم قام بإرسال الرؤوس المفصولة إلى كل المدن الرئيسية في شمال أفريقيا وأسبانيا شاهداً على العجز المسيحي. غُزي المرابطون في القرن التالي من قبل الموحدين، اللذين قاموا أيضاً في عهدهم بقطع رؤوس أعدائهم القشتاليين المسيحيين بعد العديد من المعارك التي خسرها القشتاليون.

وكانت الإمبراطورية العثمانية دولة فصل الرأس بامتياز. بعيد الانتصار العثماني على الصربيين المسيحيين في معركة كوسوفو عام 1389، قطع الجيش الإسلامي رأس الملك الصربي ورؤوس أعداد كبيرة من السجناء المسيحيين. وفي معركة فارنا عام 1444، قطع العثمانيون رأس ملك لاديسلوس و"وضعوا رأسه على رأس رمح طويل ... ولوحوا به مهددين البولونيين والهنغاريين." واثر سقوط استانبول ، أرسل العثمانيون رأس الإمبراطور البيزنطي الميت بجولة في المدن الرئيسية الخاضعة للسلطان. وحتى أن العثمانيون قطعوا رأس بطريرك أرثوذكسي شرقي على الأقل. وفي عام 1465، سمح السلطان لمفتي الإمبراطورية الأول بأن يقوم شخصياً بقطع رأس الملك البوسني ستيفان وأولاده – رغم استسلامهم و، بعد سبعة عقود، أمر السلطان بقطع رأس ألفي سجين هنغاري. وفي أوائل القرن التاسع عشر، سقط البريطانيون نفسهم ضحية السيف العثماني. فقد خلفت حملة بريطانية عام 1807 "بضعة مئات من رؤوس البريطانيين على أسنة الرماح تتعفن تحت أشعة الشمس خارج روزيتا." [23]

كما أن قطع الرأس كان منتشراً تماماً بين المسلمين في كل مرة تواجه الأرثوذكسية الحركات المهدية. فوفقاً للتقليد الإسلامي، سيظهر المهدي قبل نهاية العالم ليعلن على مستوى العالم دولة إسلامية حقة. وكان يظهر، كل بضعة أجيال، قائد كارزمي يدعي أنه المهدي. وبما أن المهدي هو البشير بحكومة عادلة، فان أي قائد يتحداه فاسد بطبيعته. وغالباً ما تقود حماسة مثل هذه الادعاءات الأرثوذكسية والمهديين إلى تكفير الآخر، وبالتالي الاستشهاد بالآية الثالثة من السورة 47 وقطع رأس الأسرى.

حدثت سابقة رئيسية لهذه الممارسة قبل 500 سنة في سلطنة غوجارتي غرب الهند. حيث أكد سيد محمد جنبوري (توفي عام (1505 أنه المهدي. [24].وقام أتباعه، الذين عرفوا بالمهديين، بتكفير سلاطين غوجارتي والمسؤولين الدينيين. رد عليهم السلاطين، غالباً بعرض الرؤوس المفصولة للخلفاء المهديين بغية إخافة من يرغب في إتباعهم. خدمت قسوة الغوجارتيين غرضها وفي نهاية القرن السادس عشر صارت المهدية في طي النسيان.

وربما كانت أشهر حركة مهدية – وواحدة من القلائل التي تسلمت السلطة [25] – تلك التي قادها محمد أحمد من السودان في أواخر القرن التاسع عشر. في1880 أعلن محمد أحمد نفسه المهدي وقاد الجهاد ضد الإمبراطورية العثمانية ورعاياها المصريين وحلفائها البريطانيين. [26] وقام هو وأتباعه بقطع رؤوس المعارضين، مسيحيين ومسلمين على حد سواء. وكان من بين أبرز ضحايا هذا المهدي تشارلز غوردون، جنرال بريطاني يعمل لصالح القوات الإنجليزية المصرية. وقد وصف لاحقاً رودولف سلاتين، نمساوي أسره جيش المهدي، رد فعل المنتصرين المهديين على إعدام غوردون في كانون الثاني 1885. وروى مؤرخ كيف:

كان ثلاثة جنود سود من جيش المهدي في المقدمة، تعرف على أحدهم وكان يدعى شاتا ... كان شاتا يحمل شيئاً ما ملفوفاً بثوب ملطخ بالدماء. وقف سلاتين صامتاً عندما توقفوا أمامه، ووجوههم مبتهجة بالنصر. حل شاتا الثوب مبتسماً بينما تعالت هتافات الحشد. نظر سلاتين: لقد كان رأس غوردون المفصول ... أليس هذا رأس عمكم، الكافر؟" [27]

ومع أنه ليس حياً كأحد أشرطة فيديو القاعدة، إلا أن تأثيره على المجتمع الفيكتوري كان مشابهاً. ويأتي الانتقام بعد سنوات. مات محمد أحمد، ربما من التيفوئيد أو الملاريا، عام 1885، ولكن دولته لم تسقط في يد الجيش البريطاني إلا عام 1898.

بعد نصف قرن، في السنوات التي تلت تأسيس مصطفى كمال أتاتورك للجمهورية التركية وفرض الحكومة العلمانية، قاد زعيم ديني ثوري يدعى محمد ثورة مهدية قصيرة الأجل لكنها عنيفة. [28] كان محمد صوفياً – صوفياً إسلامياً – على الطريقة النقشبندية. يتماهى محمد وأتباعه الستة "بالسبعة النيام" المأخوذة من القرآن: سبعة مسيحيين شباب يغطون في نوم في كهف أثناء الاضطهاد الروماني للمسيحيين في القرن الثالث الميلادي، ثم يظهرون، سالمين، بعد قرن عندما أصبحت روما مؤمنة. [29] بمثل هذا التماهي، أراد محمد وأتباعه المهديين استحضار الصورة القرآنية للفرقة الصغيرة من المؤمنين الحقيقيين الذين يقفون ضد عبادة الأصنام الرسمية. من مانيسا، غرب وسط تركيا، هاجر محمد وأتباعه إلى منيمين على الشاطئ الإيجي، وفي الجامع الرئيسي أعلن محمد نفسه المهدي ودعا إلى إعادة تأسيس القانون الإسلامي الذي ألغاه أتاتورك. سحق محمد ومؤيدوه المتحمسون الحامية التركية المحلية. وقتلوا القائد ووضعوا رأسه المفصول على سارية وطافوا به حول البلدة. ومع ذلك لم تدم الانتفاضة طويلاً. حشد الجيش قواه وسحق الثورة، وأعدم جميع المتورطين.

يحظى قطع الرأس بشهرة خاصة في العربية السعودية. ففي عام 2003 وحده، قطع رأس أكثر من خمسين شخصاً في المملكة العربية السعودية. [30] يشمل هذا العدد عمالاً مسلمين وغير مسلمين. فخلال العقدين الماضيين، ضرب السعوديون أعناق 1,100 شخص على الأقل بجرائم مزعومة تتراوح بين تعاطي المخدرات لتصل إلى السحر والارتداد. [31]

والسعودية لا تستخدم قطع الرأس عقاباً للمجرمين فقط وإنما لإرهاب المعارضين المحتملين. ومن الأمثلة الشهيرة ذلك الذي طال أحد أفراد الحرس الوطني السعودي الذي يدعى جهيمان العتيبي. في أواخر 1979، بداية القرن الخامس عشر هجري ، ’أعلن العتيبي شقيق زوجته محمد بن عبد الله القحطاني بوصفه المهدي. سيطروا على المسجد المقدس في مكة ودعوا جميع السعوديين للثورة ضد الحكومة في الرياض. [32] رد البلاط السعودي بقوة بحملة الصدمة والرعب. وبعد معركة دموية، استعاد السيطرة على المسجد المقدس. وطارد المهديين لأسابيع وقتل من قتل وأسر الباقي.

وفي أوائل 1980، قطعت الحكومة السعودية علناً رأس ’العتيبي وأتباعه المسجونين. وبينما يصف الغرباء الممارسة السعودية بالهمجية، فان معظم عمليات الإعدام سريعة وتتم بضربة سيف واحدة. لقد اختار الزرقاوي وأتباعه طريقة نشر مؤلمة جداً لإرهاب الجمهور الغربي. وتساعد جميع هذه التبريرات المختلفة على حصول سلسلة من عمليات قطع الرأس في العراق وفي غير مكان في الشرق الأوسط. ولأن الزرقاوي وأتباعه يعتبرون الحكومتين العراقية والسعودية غير شرعية، فإنهم لا يجدون إعدام السجناء مخالفاً للشرع. وفي الواقع أشار الزرقاوي بأنه "يقبل ملاحظات من العلماء بشأن جوازية أو عدم جوازية عمليات القتل إسلاميا – شريطة ألا يكون العلماء مرتبطين بنظام أو أنهم يقدمون آراءهم عن قناعة شخصية، وليس لإرضاء حكامهم" [33] قد يدان قطع رؤوس المسلمين من قبل إمام مسجد مكة العظيم أو الزعماء الدينيين في مصر، الأردن، ولبنان، [34]

ولكن على غرار المهديين المزيفين عبر التاريخ الإسلامي، يرفض الزرقاوي والإرهابيون الإسلاميون ببساطة الفتاوى بوصفها بلاغة فارغة من أنظمة خانعة. ويذكر أن أسامة بن لادن زعيم القاعدة هو أيضاً من الذين يؤيدون ضرب العنق، وقد نفذوا ذلك بعامل مصري في العراق على الأقل حيث صنفوه "كافراً" لكونه مواطناً في نظام مرتد، إضافة إلى موافقته المزعومة على النشاطات الأمريكية في العراق. [35] وباتت الجماعات الإسلامية على نحو متزايد تدمج بين المقاتلين "الكفار" وأسرى الحرب، مما يوفر لهم، باقترانه مع ادعائهم الشرعية الإسلامية، جواز ضرب العنق.

الخاتمة
الحضارة الإسلامية ليست استثناء تاريخياً في إقرار ضرب العنق. [36] فقد ضربت الإمبراطورية الرومانية أعناق المواطنين (مثل القديس المسيحي بول) بينما صلبت غير المواطنين (مثل السيد المسيح). واستخدمت الثورة الفرنسية المقصلة لضرب أعناق المعارضين. ورغم ذلك، فان الإسلام اليوم العقيدة العالمية الرئيسية الوحيدة التي يستشهد بها الممثلون الرسميون وغير الرسميين لتشريع ضرب العنق.

وينبغي الإشارة إلى سمتين رئيسيتين لقطع الرأس في السياق الإسلامي: الأولى تحظى هذه الممارسة بموافقة قرآنية وتاريخية. وهي ليست نتاج تقليد مختلق. الثانية، خلافاً لتأكيدات المدافعين، مسلمين وغير مسلمين، إن عمليات قطع الرأس ليست مجرد طريقة وحشية للفت الانتباه إلى الأجندة السياسية الإسلامية ولإضعاف إرادة المعارضين للقتال. فالزرقاوي وإسلاميون آخرون ممن يمارسون ضرب العنق يعتقدون أن الله أمرهم بالقضاء على أعدائهم بهذا لأسلوب. فالإسلام، بالنسبة لهذه الأقلية المصممة من المسلمين، ليس "ديانة سلام." انه، بالأحرى ديانة السيف المسلط نصله أبداً على حناجر الكفار.

تيموثي فيرنش أستاذ مساعد في التاريخ في Georgia Perimeter College in Atlanta

[1] Chat Rooms of the Mahdi, accessed Jan. 17, 2005.
[2] Sunday Times (London), Dec. 13, 1998.
[3] Robert Spencer, "Murder of Theo Van Gogh and the Decline of the West," Human Events Online, Nov. 4, 2004.
[4] Newsday, Feb. 1, 2005; The New York Sun, Feb. 7, 2005; The Weekly Standard, Jan. 31, 2005.
[5] USA Today, June 20, 2004; "U.S. Muslims Condemn Beheadings," news release, U.S. Embassy, Islamabad, Pakistan, June 25, 2004.
[6] Atlanta Journal-Constitution, June 26, 2004.
[7] "U.S. Muslims Condemn Beheadings," U.S. Embassy.
[8] The Washington Times, June 24, 2004.
[9] Daniel Pipes, "Jihad and Professors," Commentary, Nov. 2002.
[10] See Michael Rubin, "Ansar al-Sunna: Iraq's New Terrorist Threat," Middle East Intelligence Bulletin, Spring 2004.
[11] Sura 47:3.
[12] Qur. 47:3; Abdullah Yusuf Ali, The Meaning of the Glorious Qur'an: Text, Translation and Commentary, vol. II (Cairo: Dar al-Kitab al-Masri, 1934), pp. 1378-9; Mohammed Marmaduke Pickthall, The Meaning of the Glorious Koran: An Explanatory Translation (Pakistan: Al-Farooq Masjid, n.d.), p. 361; N. J. Dawood, The Koran: Translated with Notes (London: Penguin Books, 1990), p. 357; J.M. Rodwell, The Koran, Translated from the Arabic (London: J.M. Dent & Sons, Ltd., 1915), p. 382.
[13] Jami' al-Bayan fi Tafsir al-Qur'an (Beirut: Dar al-Ma‘rifah, 1972), p. 26.
[14] Mahmud b. Umar az-Zamakhshari, Al-Kashshaf'an Haqa'iq at-Tanzil wa-'Uyun al-Aqawil fi Wujuh at-Ta'wil, vol. 3 (Beirut: Dar al-Ma'arif, n.d.), p. 530.
[15] Yusuf ‘Ali, The Meaning of the Glorious Qur'an, p. 1378, ftnt. 4820.
[16] M.M. Khatib, The Bounteous Koran, A Translation of Meaning and Commentary (London: MacMillan Press, 1984), p. 673, ftnt. 3.
[17] S. Abul A' la Mawdudi, The Meaning of the Qur'an, vol. XIII (Lahore: Islamic Publications, Ltd., 1986), p. 13.
[18] Ibid., pp. 13-4.
[19] Ibid., p. 14.
[20] Yusuf ‘Ali, The Meaning of the Glorious Qur'an, p. 418, note 1189.
[21] ‘Abd al-Malik Ibn Hisham, The Life of Muhammad: A Translation of Ishaq's Sirat Rasul, introduction and notes by A. Guillaume (Karachi: Oxford University Press, 2004 [reprint of the 1955 ed.]), pp. 461-9; ‘Abd al-Malik Ibn Hisham, As-Sirah an-Nabawiyah, vol. 3, Mustafa as-Saqqa and Ibrahim al-Hafiz Shalabi, eds. (Misr: Mustafa al-Babi al-Halabi, 1936), pp. 251-4.
[22] Paul Fregosi, Jihad in the West: Muslim Conquests from the Seventh to the Twenty-first Centuries (Amherst, N.Y.: Prometheus Books, 1998), p. 160.
[23] Ibid., pp. 187-374.
[24] Derryl N. MacLean, "La sociologie de l'engagement politique: Le Mahdawiya indien et l'Etat," in Mercedes Garcia-Arenal, ed., Mahdisme et millenarisme en Islam. Revue de mondes Musulmans et de la Mediterranee (Aix-en-Provence: Edisud, 2000), pp. 239-56.
[25] Another was that of Muhammad bin Tumart (d. 1130). Tumart declared himself the Mahdi and led a conquest of what was then the Al-Murabit (Almoravid) state in North Africa and Iberia. By three decades after his death, his Mahdist followers ruled a state stretching from Portugal to Tunisia.
[26] P.M. Holt, Encyclopedia of Islam, 2nd ed. (Leiden: E.J. Brill, 1960-2002), s.v. "Al-Mahdiyya." The Sudanese Mahdi's writings have been published in seven volumes: Muhammad Ibrahim Abu Salim, ed. Al-Athar al-Kamilah lil-Imam al-Mahdi (Khartoum: Dar Jami‘at al-Khartum lil-Nashr, 1990).
[27] Byron Farwell, Prisoners of the Mahdi (New York & London: W.W. Norton & Company, 1989), pp. 156-7.
[28] Hamit Bozarslan, "Le Mahdisme en Turquie: L' ‘incident de Menemen' en 1930," in Garcia Arenal, ed., Mahdisme et millenarisme en Islam, pp. 237-319; Bernard Lewis, The Emergence of Modern Turkey (London: Oxford University Press, 1968), p. 362.
[29] Sura al-Kahf 18:16-27; Holt, Encyclopedia of Islam, s.v. "Ashab al-Kahf"; Yusuf ‘Ali, The Meaning of the Glorious Qur'an, vol. 1, p. 730, note 2337.
[30] The Atlanta Journal-Constitution, July 13, 2004.
[31] Ibid., June 27, 2004.
[32] Joseph A. Kechichian, "Islamic Revivalism and Change in Saudi Arabia: Juhayman al ‘Utaybi's ‘Letters to the Saudi People,'" The Muslim World (Hartford Seminary), Jan. 1990, pp. 1-17.
[33] "Al-Zarqawi Associate: Al-Zarqawi Unconnected to Al-Qa'ida, Seeks to Expand Fighting to Entire Region," Middle East Media Research Institute (MEMRI), Sept. 23, 2004.
[34] The Wall Street Journal, Sept. 3, 2004.
[35] "AL-Qa'ida Magazine: ‘O Sheikh of the Slaughterers, Abu Mus'ab al-Zarqawi, Go Forth in the Straight Path, Guided by Allah," MEMRI, Oct. 12, 2004.
[36] ABCNews.com, Aug. 11, 2004.

ترجمة همدان مقصود
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke