Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-06-2014, 08:24 AM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي يَضْحَكُ


يَضْحَكُ

يَضْحَكُ عَلَى جُمْهُورِ الْقَرْيَة. لاَ يَسْمَعُ زَجْرَ السَّائِقِ ( أيوب 39: 7 )



هذه العبارة هي ضمن العبارات الذهبية، التي أدلى بها الربُّ نفسُهُ وهو يتكلَّم إلى عبدِهِ المُبْتَلَى أيوب. وبالفعل هي ذهبية، فلقد وَعَدَ أليهو أيوبَ في ختامِ حديثهِ، وقبل حديثِ الربِّ مباشرةً: «من الشمال يأتي ذهبٌ. عند الله جلال مُرهبٌ» ( أي 37: 22 ). وبدءًا من أيوب 38: 39 وحتى أيوب 39: 30 نجد سباعيةً، ساقها الربُّ ضمن حديثهِ عن عالمِ الحيوان، تبرِزُ دروسًا مُبَسَّطةً، تشرح شيئًا عن سياسةِ اللهِ وصفاتِهِ المتناغمة حتى في إدارتِهِ لعالمِ الخلائقِ غيرِ العاقلةِ، فكم بالأحرَى معنا، الذين «أفضل من عصافير كثيرة!» ( مت 10: 31 ).
في هذه السباعية، وَرَدت كلمة ”الضَحِك“ ثلاث مراتٍ ( أي 39: 7 ، 18، 22)، ومِن كُلٍ منها نتعلَّم درسًا عمليًا هامًا. ولكنني سأقِفُ تحديدًا على كلمةِ ”يضحكُ“ في الآيةِ المذكورةِ أعلاه. في هذه الآية، نقرأ عن الفراءِ أي الحمار الوحشي، وهذا المخلوق، فكَّ اللهُ رُبُطَهُ أي أطلَقَهُ حُرًا. والحمار الوحشي هذا، لا يقتات على اللحوم لكنَّ الخُضرةَ هي طعامُه الأساسي، كُنَّا نظنُه يهرَعُ إلى القرى، مُرتجيًا فلاَّحيها، بحثًا عن الخضرةِ، ولكننا نقرأ العكسَ تمامًا: «الذي جعلت البرية بيته والسباخ (الأرض البور) مسكَنَهُ. يضحَكُ (لا يعتَّد) على جمهور القرية. لا يسمع زَجر السائق. دائرة الجبال مَرعَاه، وعلى كل خضرةٍ يفتش» ( أي 39: 6 -8). وكلمة ”يضحَكُ“، هى ليست حرفية، لأن الحمارَ لا يضحك، ولكنها تعني عدم الاكتراث بل وعدم الرغبة في ضوضاء القرية.
أخي المؤمن، هل أدرَكْنا أن الأرض بكلِّ ما تحمِلَهُ مِن خضرةٍ وبكلِّ ما تُعلِنُه مِن حضارةٍ هي ليست سوى بلقَعٍ؟ أ لم يضحكْ يعقوبُ الوقور، أقصدُ لم يَعْتَدّ بكلِّ ما حَمَلَهُ قصرُ فرعون مِن حضارةٍ ورفاهيةٍ، وكأنَّ عينيه الذابلتين، لم يدلفْ إليها نورُ ولا بريقُ هذه الحياة الزائلة مرةً جديدة، كذا أياديه المرتعشة لم تُمسِك بها؟ أ لم يصمم على خلاصةِ الفاهمين: «أيامُ سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة ورَديَّة» ( تك 47: 9 )؟
فها الحمارُ الوحشي يضحك على جمهور القرية، ويعقوب يضحكُ على قصرِ فرعون، وها موسى يأباه، وبولس يحسبُها نفاية، فهيا نحن أيضًا نضحَكُ.
أنا لستُ إلا غريبًا هنا فإنَّ السما موطني
نزيلٌ أنا وسطَ أرضِ العنا فدارُ العُلا موطني


بطرس نبيل

__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke