![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]()
نقل الجسد لمريوط : صدرت الأوامر للقائد التقى "أثناسيوس" لكى يأخذ فرقته لصد هجمات البربر على مريوط. فرأى اصطحاب جسد القديس "مينا"، لإيمانه العظيم بان بركته ستحميهم. عندما فتح القائد القبر خرج من جسد القديس نور عظيم كنور الشمس فأضاء المكان، ولكن القائد لم يُعلن عن هذه الأعجوبة حتى لا يمنعه أحد من نقل جسد الشهيد، بل أعطاه للجند خفية، فحملوه إلى السفينة واقلعوا. نار تخرج من الجسد : أثناء سير السفينة فى البحر إلى الإسكندرية، خرجت من الماء حيوانات لها رقاب طويلة ووجوه تشبه الجمال، ومدت رؤوسها إلى داخل المركب. فارتعب من بها، خشية أن تفترسهم وتأخذ الجسد. ولكنهم فوجئوا بنار تخرج من رفات القديس وتنطلق مثل السهام فى وجوه هذه الحيوانات، فكانت تغطس تحت سطح البحر، وبعد ان تكرر ذلك عدة مرات ، أحنت الحيوانات أعناقها أمام الرفات الطاهرة، ثم مضت. فتعجب الجنود من القوه العظيمة التى لرفات القديس، وآمن بالمسيح من لم يكن مؤمناً، وتبارك الجميع من الجسد. وصول الجسد إلى مريوط : بعد خمسه أيام وصلوا إلى الإسكندرية، ثم تركوها إلى بحيرة "ماريا" (هى الآن بحيرة مريوط ) فوضعوا الجسد على مركب واتجهوا غرباً، وهناك حاربوا البربر وهزموهم . لما انتهت مهمة الفرقة العسكرية وعزموا على العودة إلى إقليم أفريقيا، وضعوا جسد القديس على جمل، ولكن عندما حثوه على القيام لم يتحرك، فضربوه كثيرا لكنه ظل ثابتا مكانه، فنقلوا جسد القديس على جمل آخر أقوى من الأول فلم يتحرك أيضا، ثم اخذوا ينقلونه من جمل إلى آخر، حتى انهم وضعوه على كل الجمال التى كانت معهم، وما حدث من الجمل الأول تكرر مع جميعها. فأدرك القائد "أثناسيوس" ان إرادة الله أن تبقى رفات القديس فى هذا المكان. وإذ أراد القائد "أثناسيوس" ان تصاحبهم بركه الشهيد، أخذ لوحاً خشبياً ورسم عليه صورة القديس والوحوش المشابهة للجمال التى هاجمتهم فى البحر ساجدة عند قدميه، ووضع الصورة على الرفات لكي تظل بركته فى الصورة التى سيأخذها معه. كما رسم صورة أخرى مثل الأولى ووضعها مع جسد القديس فى تابوت من خشب لا يسوس ، ودفنه فى ذلك المكان ومعه كتابه تذكاريه، وبنى قبراً صغيراً ووضع به الجسد بإكرام عظيم. ثم عاد بفرقته إلى بلده. اكتشاف قبر القديس بمريوط وتعمير المنطقة بعد عوده القائد "أثناسيوس" وفرقته إلى بلادهم ظل قبر القديس مجهولاً زماناً، إلى أن أراد الرب إظهار جسد قديسه الشهيد، وكان ذلك بحدوث معجزات من مكان القبر. وعلى أثر ذلك بنيت عده كنائس فى منطقة القبر بمريوط وأقيمت مدينة أطلق عيها "مدينة الشهداء". شفاء الطفل الكسيح ( 320-325م). كان طفلا كسيحا منذ ولادته فى قرية قريبة من مكان قبر القديس، وهذا الطفل أخذ يزحف حتى صار خارج القرية، وبينما الطفل تائهاً خارج القرية وجد من بعيد مصباحا منيراً، فأسرع فى زحفه حتى وصل إلى المكان والذى كان هو قبر القديس، وهناك وقع عليه نعاس ورقد نائماً. خرج والداه يبحثان عنه وأخيراً وجداه نائماً هناك، وبينما هما يصرخان فى وجهه، إذ به يقفز ويجرى حتى دخل القرية، وهناك اخبر كل من رآه بما حدث. فخرجت القرية بأسرها، فابصروا نورا فوق القبر ومجدوا الرب، ثم احضروا كل المرضى والمربوطين برباط الشياطين فنال جميعهم الشفاء، وانتشر الخبر فى كل مريوط. راعى الأغنام يكشف مكان الجسد : حدث ان كان فى تلك البرية راعى أغنام يرعى بالقرب من المكان المدفون فيه جسد القديس ، وفى أحد الأيام بينما كانت أغنامه ترعى، نزل خروف اجرب إلى بركة ماء بجانب موضع الجسد، ولما خرج من البركة اخذ يتمرغ فى التراب، فبرئ لوقته. فلما أبصر الراعي هذا الأمر أخذته حيرة شديدة، لكنه فرح لذلك جداً وأخذ يبحث بين خرافه عن المريض منها ويأتي بالواحد تلو الآخر ويبلله فى ماء البركة، ثم يمرغه فى بقعة التراب العجيب، فكان يبرأ فى الحال. فمجد الله على محبته له واكتشافه هذا المكان. شفاء ابنة ملك القسطنطينية من الجذام : ذاع خبر المكان حتى صار ينبوع بركة واستشفاء لكل داء، واشتهر حتى بلغ أقاصي الارض. وسمع به ملك القسطنطينية وكانت له ابنة وحيدة مصابة بمرض الجذام، فأرسلها مع حاشيتها إلى مصر لتنال الشفاء. وصلت الأميرة إلى مريوط، وأخذت من التراب وبللته بالماء ووضعته على جسدها، وقضيت ليلتها فى ذلك المكان، فظهر لها القديس وعرفها بنفسه وطلب منها ان تحفر فى هذا المكان فستجد جسده.ولما استيقظت وجدت إنها قد شفيت تماما فاستدعت الجند وأمرتهم بحفر المكان ، فعثرت على جسد القديس ، فأرسلت إلى والدها تخبره. ففرح كثيرا وبنى مزارا فوق القبر ( كنيسة صغيرة ). كنيسة الأنبا اثناسيوس الرسولى: التمس أهالي مدينة الإسكندرية ومنطقة مريوط من القديس " أثناسيوس الرسولى " البطريرك العشرين بناء كنيسة كبيرة تسع الزائرين. فلم يتمكن "البابا أثناسيوس" - بسبب ما تعرض له من اضطهاد الحكام الاريوسيين - من بناء الكنيسة إلا فى عهد الإمبراطور "جوفيان " ( 363-364م) وقد شيدت الكنيسة غاية فى الجمال وزينت بالرخام الثمين، وأقيم أسفلها سردابا ليوضع فيه رفات القديس، وكرست الكنيسة بحضور مجمعاً من أساقفة مصر وكان ذلك فى اليوم الأول من شهر أبيب حوالي عام 373م. كنيسة الأنبا ثاؤفيلس بمريوط : بعد مرور عدة سنوات أي فى أيام حكم الملكين "أركاديوس، وأنوريوس" ابنى الملك "ثيؤدوسيوس الكبير" توجه البابا "ثاؤفيلس" الثالث والعشرون (385-412م) للاحتفال بعيد الشهيد مينا يوم 15 هاتور، فرأى ما تعانيه أعداد الزائرين الغفيرة من المشقة بسبب الزحام حيث ضاقت بهم الكنيسة، واضطرار الكثيرون الوقوف خارجها. فكتب إلى الملك " اركاديوس فأمر الملك ببناء كنيسة فسيحة، وجعلها واحدة مع الكنيسة التى بناها القديس أثناسيوس، وعندما أكملها البابا "ثاؤفيلس" جمع مجمعاً من الأساقفة وأراخنة مصر وكرسوها بالمجد والكرامة فى يوم 15 بؤ ونه. وقد أتم تزيينها البابا " تيموثاوس " السادس والعشرين (458-480م) ، وبنى معمودية كبيرة فى الطرف الغربي منها. تأسيس مدينة القديس مينا: قام الملك "زينون" (474-491م) المحب للمسيح بزيارة هذه الكنائس وتبارك من جسد الشهيد، وبنى لنفسه قصراً عظيما بجوار الكنيسة. اخبر البابا "تيموثاوس الثانى " البطريرك السادس والعشرون الملك "زينون " عن البربر الذين يغيرون على مريوط ويسببون متاعب للكنائس، وعندئذ أمر الملك كل العظماء فى المملكة ان يبنى كل منهم قصرا هناك وكتب أيضاً لأراخنة الإسكندرية والذين في مصر أن ينبغي علي كل واحد منهم أن يبني لنفسه مكانا هنا، إلى ان جعلوها مدينة وسميت "Martyroupolis " أي " مدينة الشهيد" ، ووفد إليها جموع كثيرة وأقاموا هناك. وقد أعد الملك "زينون" حامية من 1200 جندي لحراستها من غارات البربر. خدمات الطريق للزائرين: كانت بحيرة مريوط طريقاً ملاحياً للسفن وتتصل بالفرع الكانوبى للنيل بواسطة قناة تسمى "قناة نواقراطس"، وكان الزوار القاصدون كنيسة الشهيد مينا سواء القادمين من الإسكندرية أو من بلاد الدلتا، يصلون بالمركب إلى الشاطئ الغربي لبحيرة مريوط، ثم يتجهون براً إلى الكنيسة. فى عهد الملك "أناسطاسيوس" (491-518م ) أدرك الحاكم "فيلوكسينيتى" الصعوبات التى تواجه الجموع الكثيرة فى الطريق الذى يخترق المنطقة الصحراوية ما بين البحيرة والكنيسة، فأنشأ بجانب البحيرة منازلاً لإضافة الزوار واستراحات لاستقبال الجموع، وفى وسطها سوق لشراء احتياجاتهم ومخازن متسعة لإيداع أمتعتهم فيها، وأطلق اسمه على هذه المنطقة، وعلى طول الطريق من البحيرة للكنيسة أقام استراحات للمسافرين ، مزودة بجرار بها ماء للشرب، وهكذا كبرت المدينة وعظمت جداً. بازدياد عدد المرضى الوافدين للاستشفاء أقيمت فيها الحمامات الضخمة، وكانت تصل إليها المياه عن طريق قناة طويلة تغذى مجموعة كبيرة من الأحواض والحمامات، كما أعدت أفران كبيرة تحت الارض لتدفئة هذه الحمامات، ونسق المكان بحيث يكفل راحة الزائرين الآتين من أقاصي الارض يلتمسون البركة. شيدت كنيسة خاصة أيضا بجوارها من الجهة الشمالية، وامتلأت المدينة بالمرافق الحية والأسواق والمصانع المتنوعة للزجاج والأواني الخزفية. وهكذا تحولت إلى مدينة عظيمة تملأها القصور الرخامية والحمامات الشافية. شهرة القديس والمدينة: كان المرضى يأتون من كل مكان فى العالم ليستشفوا بشفاعة القديس مار مينا. وكان يُصنع بالمنطقة قوارير صغيرة من الفخار تملأ من زيت القنديل المعلق فوق جسد الشهيد أو من ماء نبع موجود بالقرب من قبر الشهيد، يأخذها الزائرون لبلادهم للبركة والشفاء. مما يدل على اتساع شهرة القديس أن هذه الأواني وجدت فى بلاد عديدة مثل كولونيا وهيدلبرج بألمانيا، ومرسيليا بفرنسا، ودلمتيا بيوغسلافيا، وميلانو بإيطاليا. ووجدت أيضا فى إنجلترا، وفى مدينة دنجلة بالسودان وكذلك فى مدينة اورشليم. كانت هذه القوارير تحمل على جانبيها صوره الشهيد مار مينا وعند قدميه الحيوانات البحرية، وبعضها كان ينقش عليها صلباناً أو اسم الرب يسوع. ويوجد بالمتحف القبطي بالقاهرة واليوناني بالإسكندرية مجموعة كبيرة من هذه القوارير. تعد الفترة ما بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين بمثابة العصر الذهبي لحجاج كنيسة ومدينة القديس مينا. لقد كانت المدينة هى المكان الثانى للحج بعد القدس. نزع الرخام من الكنيسة : فى عام 833م قرر الخليفة " المعتصم" ان يبنى عاصمته الجديدة ، فأرسل مندوبين إلى البلاد البعيدة ليجمعوا الأعمدة الرخامية ومواد البناء الثمينة. أرسل إلى مصر شخصا" اسمه "العازر" وكان هذا نسطورياً، فنزع الأعمدة الرخامية من كنائس كثيرة بالإسكندرية فتهدمت. ونزع الرخام الملون من كنيسة الشهيد مار مينا بمريوط. لما سمع "البابا يوساب الأول" البطريرك الثانى والخمسون حزن حزنا عظيما، واهتم بسرعة إصلاحها إذ أحضر من مصر والإسكندرية ألواح منقوشة ووضعها مكان التى نزعت. الاستيلاء على أملاك الكنيسة وتوقف الزيارة : فى عهد " البابا شنوده الأول" البطريرك الخامس والخمسين (859-880م) ، قامت مجموعة من الأعراب وفرضوا سلطانهم على كثير من البلاد، واستولوا على ممتلكات كنيسة الشهيد مار مينا بمريوط . حاصر هؤلاء القوم مدينة الإسكندرية لزمن طويل حتى عم الضيق والكساد حتى ان بيعة الشهيد مارمينا بمريوط، والتى كانت مسرة جميع شعب مصر الأرثوذكسيين، قد أمست برية. مع أن مزار القديس مينا لم يصب بسوء، إلا أن الزوار انقطعوا عن الحضور بسبب هذه الأحداث. الكنيسة فى القرن الثانى عشر: آخر إشارة تاريخية عن وجود جسد القديس بهذه المنطقة هو ما ذكر فى الكتاب المنسوب " لأبو صالح الأرمني"(1177-1204م) إذ يقول فى حديثه عن منطقه مريوط: "بيعة الشهيد أبو مينا ذو الثلاث أكاليل وجسده مدفونا بها… ولها آيات وعجائب كثيرة وتظهر كل حين ، وكان لها أوقاف ، وزينتها احسن زينة ، وفيها من العمد والرخام الملون قائم ونائم ما لم يشاهد مثله ". بعدها تعرضت المنطقة للهدم والتدمير ولغارات البدو ، فهجرت تماماً وبتهدم الكنيسة التى فوق القبر اختفى جسد القديس تحت الأنقاض ، وهذا يعنى أنه حتى أوائل القرن الثالث عشر لم تكن الكنيسة قد تهدمت ولا إختفى الجسد. رحله الجسد المبارك من مريوط إلى فم الخليج فى عهد "مملكة المعز" أي فى عهد الملك " عز الدين أيبك " الذى تولى الحكم فى الفترة من 1249-1257م. كان البربر يغزون كثيرا مدينة الإسكندرية من جهة الغرب، ويسبون أهلها وينهبون أموالهم، لذلك ولى الملك أميرا لها يدعى " فلك التقوى " ، وعين أحد أعيان الأرثوذكس فى وظيفة رئيس ديوان له اسمه "شيخ الصنيعة التريكي"، وأثناء سفرهما مروا على منطقة مريوط وأقاموا بها أياما". فى مدة إقامتهم عمد بعض الأعراب إلى تلٍ عالٍ ليبحثوا عن طوب يستخرجونه منه ليبنوا منازل لهم ويبيعوا ما يزيد عنهم إلى أهالي الإسكندرية، فبينما هم يحفرون فى التل وينقضون الطوب وجدوا صندوقا مقفلا مختوماً، ففرحوا وظنوا أن في داخله أموالا من الذهب أو الفضة أو الجواهر الثمينة. أراد فريق منهم أخذه دون الآخر، فنشبت مشاجرة عنيفة بينهم، واجتمع باقى الأعراب الموجودين بمريوط وتقاتلوا، وعندما علم الأمير " فلك التقوى " أخذ منهم الصندوق، و أمر بفتحه، ففتحوه ووجدوا بداخله أنبوبة مزخرفة ففتحوها أيضا. ولما رفعوا الغطاء دهشوا إذ وجدوا عظام إنسان ملفوفة بسبع طبقات من الحرير الفاخر، ولم يعلموا عظام من ؟ فأمر الأمير أحد الجنود ان يلقى هذه العظام فى موقد النار بالمطبخ لتجنب ثورة الأعراب بسببه. إلقاء جسد القديس فى النار : فعل الجندي كما أمره وصرف الحاضرين. قام رئيس الطباخين فى الليل وحضر إلى المطبخ لتجهيز بعض ما هو لازم ، فرأى عمودا من نور يضئ كالشمس صاعداً من وسط النار من فوق الأعضاء المقدسة، فدهش وتوجه حالا إلى "شيخ الصنيعة" واخبره بما رآه، فقام معه إلى المطبخ ، ولما نظر ذلك مجد الله، وتأكد انه من أجساد الشهداء. نقل جسد القديس إلى بلد أشمون الرمان ![]() اخرج "شيخ الصنيعة" العظام المقدسة من النار ولفها بأكفان من حرير، وسلمها إلى أحد غلمانه الأمناء، وأمره بالذهاب به إلى منزله ببلدة " أشمون الرمان "، وان يحرص عليها، ولا يخبر أحداً بأمرها. الجسد فى أشمون الرمان: لما رجع " شيخ الصنيعة" إلى منزله، أرسل ودعا أسقف المدينة، ولما حضر اعلمه بمسألة الصندوق، وانه لا يعلم من هو صاحب هذا الجسد الطاهر، فأتى إليه وتبارك من الجسد، وأمره ان يوقد قنديلا أمامه. الجسد فى بنها العسل : بعد ذلك إنتقل الرجل إلى بلدة "بنها العسل" وسكن بها، ونقل التابوت معه ووضعه فى مكان خاص منفرد ووضع القنديل أمامه. ظهور القديس وإعلانه عن ذاته : فى أحد الأيام كان حاضرا عند "شيخ الصنيعة" راهب مبارك يسمى "اسحق" فبينما هو نائم ذات ليلة ظهر له القديس، وعرفه بنفسه، وطلب منه الاعتناء بالجسد لحين نقله إلى الكنيسة. لما كان الصباح أيقظ الراهب "شيخ الصنيعة" وجميع أهل بيته، وقص عليهم ما شاهده ففرحوا فرحاً عظيماً، فاهتموا بزخرفة مكان التابوت، واحضروا قناديل جديدة كبيرة، ووضعوها أمامه موقدة نهاراً وليلاً وزادوا فى إكرامه. وكانوا يدعون كاهن تلك الجهة ليرفع البخور أمام الجسد فى تذكاراته. كان "لشيخ الصنيعة" ابنة عذراء تسمى "ست القبط" نذرت بتوليتها للسيد المسيح، فأوصاها والدها ان تخدم جسد القديس "مينا" طوال أيام حياتها، ففرحت جداً، ونظراً لقداستها استحقت مشاهدة القديس عيانا مرات كثيرة، الذى كان يشكرها على محبتها وخدمتها لجسده. القديس يعلن عن انتقاله من بنها : لما أراد السيد المسيح نقل جسد القديس الطاهر "مينا" إلى بيعه على اسمه بظاهر مصر المحروسة. ظهر الشهيد العظيم "لست القبط " واعلمها انه سيذهب إلي مكان آخر. نقل جسد القديس إلى القاهرة : لما علم القس "يوحنا الصائغ" خادم بيعة القديس مار مينا بفم الخليج بوجود جسد صاحب البيعة الطاهر بمنزل "شيخ الصنعة" وان عذراء اسمها "ست القبط" تخدمه، عندئذ سافر إليها واعلمها ان أجساد القدسيين ينبغى ان تحفظ بالكنائس، ووعدها بأن تقيم مع الجسد فى الكنيسة وتخدمه كل أيام حياتها. فوافقت على ذلك، وأعلمته أن القديس ظهر لها، وقال لها: " أنا ماض إلى مكان آخر" . لما علم أعيان القاهرة بذلك حضروا لأخذ الجسد، فمنعهم أهل قرية "بنها العسل" إلى ان تدخل"البابا بنيامين الثانى البطريرك الـ82 (1327-1339م) وأمر بنقل الجسد إلى كنيسة مار مينا بفم الخليج. بهذا يكون رفات القديس قد ظل بكل من" أشمون الرمان "و "بنها العسل" حوالى ثمانين عاما. العصور على جسد مارمينا بكنيسته فى فم الخليج: جرت محاولات عديدة لسرقه جسد الشهيد المبارك، مما دفع بأراخنة الكنيسة إلى حفظه في مكان بعيد عن الأعين، ومع تعدد المرات التى تخربت فيها الكنيسة وأعيد بناؤها، أصبح مكان الأنبوبة التى بها الجسد غير معلوم ، وارد الله ان يظل هكذا لزمان طويل، فآخر مرة ورد فيها ذكر الجسد في وثيقة مكتوبة كان فى بابوية "الأنبا مرقس الرابع" الـ84 (1348- 1363م). فى سنه 1589 للشهداء ( أول سبتمبر 1873م ) ظهر القديس مار مينا العجائبي للقمص تادرس مينا رئيس دير مار مينا بفم الخليج فى حلم وأمره ان يفتش عن الجسد وأعلن له أنه فى الكنيسة. بعد البحث وجد الجسد موضوعا فى أنبوبة من الخشب مكتوب عليها اسم القديس مار مينا، ومعها أربعة أنابيب أخرى بأسماء شهداء آخرين مكتوبا عليها أسماؤهم أيضا". عندما تولى قداسة "البابا كيرلس السادس" البطريركية فى عام 1959 م، تم نقل جزء من رفات الشهيد إلى كنيسة مار مينا بمصر القديمة. وفى 15 فبراير 1962م تم نقل جزء آخر من الأنبوبة الأصلية إلى دير مار مينا بمريوط. |
#2
|
|||
|
|||
![]()
تشكري اختي الغالية هيلانة لسردك لنا حياة القديس مارمينا العجايبى وربي يقويك ويبارك بعمرك
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
تشكري ابنة عمي هيلانة ليشفعك ويشفعنا القديس مار مينا وبركته تحل علىالجميع يارب تسلم
ايديك . ولتكن قلوبنا فوق تنظر إلى السماء وتمجد وتسبح رب الكون.. آمين. سميرة |
#4
|
||||
|
||||
![]()
تشكري يا ابنة عمي على هذا السرد الجميل لقصة هذا القديس البار ولتكن نعمته معنا إلى الأبد
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|