![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() للمتألمين
«الدعوى قدامه فاصبر له» (أي35: 14) أخي الحبيب .. أختي الفاضلة: يا مَنْ أسرعت إليك المخاوف لتحط برحالها في سفينة حياتك، وقد وجد فيك الحزن ضالته المنشودة، فاتخذك مسكنًا له، وقد يكون السبب حبيبًا لك تغرب عن الجسد واستوطن عند الرب، أو مالاً وجدت فيه مُعتمدك فأصابتك الخسارة فيه، أو مركزًا سعيت إليه جاهدًا فولى عنك هاربًا ليرتمي في أحضان غيرك، أو صديقًا وثقت به فرفع عليك عقبه، أو أولادًا حُرمت من إنجابهم، أو مرضًا ما كنت تخشاه فأصبح واقعًا أصاب خيمتك، أو أي شيء آخر في بحر هذه الحياة، لذلك أحاط بك الهم المُذيب، ومن بين الحين والآخر تحدِّث نفسك الخائرة بما أصابك، وهكذا تحولت إلى مستودع يفتح أبوابه فقط ليستقبل الحزن والهم والقلق، بعد أن كنت مستودعًا يملأه سلام الله. أخي .. أختي : إن الرب إشفاقًا عليك يُطالبك بأن تهدأ وتستريح وتكف عن تساؤلاتك التي كثرت وتشابكت داخل ذهنك، فسببت لك أزمة أعاقت وصول كل الأفكار التي لخيرك من الله. عليك أن تعلم يقينًا أن المُجرَّبين هم اللآلئ التي تزين خطة الحكيم، لجماعة المؤمنين، إلى أن يصل بهم إلى المجد، وهناك تكون «للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح» (1بط1: 7). وأنت يا أخي واحد من هؤلاء. أوَ ليس هذا كفيلاً بأن يجعلك تخرّ شاكرًا لأبيك السماوي على ما أنت فيه، عالمًا أيضًا أن الرب خلف الخيمة، وهو صاحب الأمر والنهي في كل ظروفك «مَنْ الذي يقول فيكون والرب لم يأمر» (مرا 3: 37). وإن كانت البلوى مُحرقة، فمُبدع الكون القدير يستخدمها كمادة خام يبدع منها أعظم الروائع لخير وبركة نفسك، فقط ثق وانتظر واسمعه يقول لك: «لأن من عندي هذا الأمر» (1مل12: 24؛ 2أخ 11: 24). وإن كان الآن وقت ضيق لك، لكنك بالتأكيد ستخلص منه، ليعطيك الرب «آخرة ورجاء» وذلك لأن كل أفكاره من نحوك «أفكار سلام لا شر» (إر29: 11). أخي .. أختي: توسلاتي أن تتحول عن الظروف، وتثبِّت عينك على ذاك المجيد، الرب يسوع المسيح، الذي تألم قبلك مُجربًا، وهو الآن في قمة المجد لأجلك، يرثي لك، وبقدرته يعينك، وأيضًا يقودك من وجه الضيق إلى رَحب لا حصر فيه. فقط ثق «الدعوى قدامه فاصبر له» (أي35: 14). حكيم حبيب
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|