![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
<H1 style="FONT-SIZE: 16px; FONT-WEIGHT: normal">الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط </H1>
كتبهاسعيد حفضان ، في 11 نوفمبر 2007 الساعة: 12:25 م ![]() طقوس وليتورجيات تختلف شكلاً وتتوحد جوهراً بيروت- نجاح بومنصف إذا كانت المسيحية ولدت في الشرق الأوسط، ومنه انطلقت الى سائر أنحاء العالم، فقد غدت اليوم ديانة الاقليات. فهناك 14 مليون مسيحي يعيشون في هذا لشرق موزعين كما يلي: ثلاثون % في لبنان، عشرة % في سوريا، اثنان % في الأردن، ثلاثة % في العراق، اثنان % في فلسطين، عشرة % في إسرائيل (عرب اسرائيليون)، ثمانية % في مصر، ليشكلوا في معظمهم نسبة عشرة % من شعوب المنطقة وواحد % من المسيحيين في العالم. هذه «القلّة» المسيحية في الشرق الأوسط، التي لوجودها قيمة تاريخية وسياسية وحضارية رمزية في المنطقة، انتمت الى كنائيس توحدت في الدفاع عن ايمانها واستقلالها وسيادتها رغم الضغوط والصعاب، ولكنها تشرذمت وتشققت اثر صراعات عقائدية لاهوتية تمحورت حول طبيعة السيد المسيح، وأيضاً اثر صراعات سياسية كان لها اثرها الكبير في تفكك جسم الكنيسة الواحدة الموحد، وجعلت اربع عواصم مسيحية كبيرة تتواجه في القرن الخامس والسادس والسابع وهي: روما، الاسكندرية، انطاكية والقسطنطينية، ومع ان المحاولات استمرت لاحقاً من أجل رأب الصدع في جسم الكينسة المسيحية من أجل توحدها مجدداً لكن حتى الآن لا نتائج نهائية. حيث تتوزع الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط على أربع بطريركيات أساسية وهي: 1- الاسكندرية وتضم أساساً مصر والحبشة وافريقيا، لكنها مقسمة اليوم الى بطريركيتين: القبطية والحبشية. 2- القسطنطينية والمعروفة بالبيزنطية. 3- انطاكية وهي مقسمة اليوم الى بطريركيات عدة: الروم و الروم الكاثوليك، والسريان الارثوذكس، و السريان الكاثوليك، والسريان الموارنة، والأرمن، و السريان المشرقيين (كلدان وآشوريين). 4 - بطريركية أورشليم القدس، وتضم بطريركية الروم الارثوذكس وممثلين عن كل الكنائس الشرقية في نيابات بطريركية متعددة كاثوليكية وارثوذكسية. هذه الكنائس المسيحية تتبع كل منها طقوساً وتقاليد مختلفة ومتنوعة تخضع بدورها لعوامل عدة دينية وحضارية وثقافية وتاريخية، وأبرز ما فيها انه مع اختلافها في التفاصيل والشكل، تتوحد في المضمون والجوهر. المطران بطرس جميل: اختلاف في الطقوس لكن الهيكلية واحدة مطران قبرص للموارنة ورئيس اللجنة البطريركية الطقسية المارونية بطرس جميل أوضح ان نظرة شاملة على الكنائس الشرقية تظهر أن كل منها تحتفل بشعائرها وطقوسها ولغتها في شكل خاص، لكن في الوقت نفسه نجد ان بينها الكثير من الشبه وبعض المميزات المتأتية من خصائص كل كنيسة ومن طرق تعبيرها، تحت تأثير حضاراتها ومواقعها الجغرافية. وأضاف: صحيح ان هناك تشرذم في كل الكنائس، لكن من الواضح ان هناك تأثير في «ليتورجية» على اخرى من كنيسة الى اخرى. ومثلاً على ذلك كنيسة اورشليم التي كانت مركز حج ديني لكل الكنائس التي كانت تتأثر بطرق العبادة والصلاة في كنائيس المدينة المقدسة. والثابت ان كل الشعائر الدينية في الكنائيس الشرقية كافة كانت تتركز حول النقاط التالية: 1 - القداس: وهو أقدس احتفال مسيحي وهو قسم عادة الى ثلاثة أقسام: - القسم الأول يضم صلوات وأناشيد اعدادية يهيئ الكاهن، والشعب للاحتفال بالتوبة والصلاة. - القسم الثاني: يضم قراءات في الكتاب المقدس من الانجيل وسائر الكتب في العهد الجديد. وبعض الطقوس يتلو أيضاً قراءات من العهد القديم (لدى الاحباش والاشوريين والأرمن). - القسم الثالث: الاحتفال بالقربان المقدس أو تذكار العشاء السري الذي احتفل به السيد المسيح مع تلاميذه ليلة صلبه. كل الطقوس الشرقية تتبع بطريقة أم بأخرى هذا التقسيم المبدئي، انما قد يكون القسم الأول طويلاً في هذا الطقس أو ذاك، وقد يكون ثابتاً او متحركاً… مثلاً لدى الموارنة هناك تغيير في بعض الطقوس بحسب الأعياد الطقسية. وأوضح المطران جميل أن القداس يتضمن نصوصاً وارشادات معينة على المحتفلين والمشاركين فيه اتباعها بدقة، كما ان لكل طقس طريقته في الآداء الموسيقي وفي الترتيل، فلكل طقس موسيقاه وألحانه وتراتيله التي قد تختلف بين طقس وآخر. فالموسيقى والتراتيل البيزنطية هي غير السريانية وغير القبطية أو الحبشية. والأمر ينطبق أيضاً على هندسة الكنائس، في الداخل وفي الخارج، فهناك اشكال مميزة لكل طقس، وكذلك الأمر بالنسبةللفن المقدس مثل الايقونات والثياب الطقسية. 2 - الاحتفالات والاسرار الطقسية التي تضم: الاحتفال بالاسرار المقدسة اي: الزواج، السيامة الكهنوتية، العمادة… الخ… فلكل طقس صلواته وطريقته لكن الجوهر يبقى واحداً. 3 - الصلوات: هناك الصوات للزمن الطقسي تتلى في الصباح والمساء والليل والنهار وتضم المزامير والتراتيل والطلبات والعبادات، وهي ايضاً من حيث الجوهر تتشابه مثل الطقوس، لكن تختلف من حيث النصوص وذلك وفق التعبير اللاهوتي العائد لكل كنيسة. وغالباً ما تؤلف هذه الصلوات الطقسية مجموعات ضخمة وكتباً عدة تتوزع فيها الصلاة سبع مرات في اليوم، ولكل يوم ولكل زمن صلواته. 4 - الاحتفالات والأعياد لها أيضاً طقوسها وشعائرها وهي عادة شعبية النظر والتعبير، يشارك فيها الشعب في المختلفة الأعياد والمناسبات. 5 - الجنازات أو الصلوات التي ترافق الميت، وهي عادة قديمة العهد في كل الطقوس، في بعض الكنائيس تحددت بما يتلاءم وتطور العصر. تجدد الطقوس هل تخضع عملية تجديد الطقوس لتوقيت معين وما الذي يدفع في اتجاه هذا التجديد؟ يجيب المطران الجميل: لكل كنيسة من حيث المبدأ لجنة طقسية مهمتها اعادة النظر بالطقوس والصلوات والشعائر تحافظ على مبدأين أساسيين وهما: 1- المحافظة على الاصالة لكل طقس وعلى تاريخه وهويته. 2- تحديث هذا الطقس ليكون موافقاً للتطور الثقافي والاجتماعي والحضاري. مثلاً على ذلك، اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية في الكنيسة المارونية التي تضم عدداً من العلماء في الطقوس والخبراء (خمسون شخصاً)، كهنة وعلمانيين، موزعين على المختلفة الفروع والاصول، مهمتها ان تعيد النظر في كل الصلوات حتى تكون أمينة للآصالة السريانية الانطاكية وفي الوقت نفسه متجددة مع روح العصر وتطوره، ليتمكن الموارنة من الاحتفال بها بروح راعوية حديثة قريبة من الواقع ومنسجمة مع تطوراته. وقامت هذه اللجنة بتجديد عدد من الاحتفالات الطقسية وهي: القداس، العماد، الميرون، السيامة، والجنازات وهي بصدد تجديد سائر الرتب. وتتضمن هذه اللجنة الطقسية المركزية فروعاً ولجاناً فرعية عدة منها: - اللجنة الكتابية المختصة بالكتاب المقدس. - اللجنة الموسيقية المختصة بكتاب التراتيل الدينية. - لجنة الفن المقدس تهتهم بهندسة الكنائس وديكورها. 4- اللجنة اللغوية مهمتها التدقيق في اللغة العربية لتأتي سليمة وواضحة وأعضاء هذه اللجنة من الأدباء والعلمانيين المعروفين. وختم المطران الجميل موضحاً ان هذه الطقوس «هي تعبير حضاري وتاريخي وثقافي لكل الشعوب المسيحية المشرقية، ولا تزال تحمل في طياتها الفرح والأمل والشدة والحزن وسائر أنواع المشاعر التي انتابتها مع مضي هذه الشعوب في مسيرتها التاريخية. وإننا ندعو المهتمين بالأمر ان يعودوا الى هذه النصوص الغنية والجميلة والحاملة بين سطورها آمال الشعوب وألمها». وأوضح أخيراً أنه يتم حالياً تنشيط الناس في كل الرعايا من أجل عيش الليتورجيا. يوحنا يازجي الطقوس الكنسية: من التنوع الى الوحد ويبقى السؤال كيف تكونت ليتورجيات الكنائس الشرقية، كيف توزعت وما هي ميزاتا كل منها؟ يذكر الاسقف الدكتور يوحنا يازجي صاحب «مدخل الى الاشكال الليتورجية» ان الرسل القديسين لم يرسموا للمسيحية طقساً معيناً بل كان ثمة شيء من الحرية في اقامة الطقوس في العصور المسيحية الأولى. لكن مع الزمن تسرب الى العواصم المسيحية الكبرى شيء من التوحيد في اقامة الطقوس وامتدت حركة التوحد هذه من العواصم الى المناطق المجاورة. وبهذا يصح القول ان الطقوس الكنسية لم تتطور من الوحدة الى التنوع، بل من التنوع الى شيئ من الوحدة. فلم تعرف الكنيسة منذ نشأتها طقساً واحداً تفرعت منه على توالي العصور طقوس متنوعة، بل ان الطقوس المحلية المتنوعة مالت الى التقارب فالتوحد شيئاً فشيئاً. وهذا لا ينفي وجود بعض التشابه في الاساس بين الطقوس الكنسية القديمة، فالوثائق القديمة تؤكد وجود طقوس كنسية متشابهة منذ القرن الميلادي ومتجمعة حول طقس اساسي واحد كان لها بمثابة الجذع للفروع. ويحدد يازجي مفهوم الليتورجيا الكنسية، او «العائلات الليتورجية» بـ«مجموع الاشكال المختلفة للافخارستيا الإلهية التي ظهرت ونمت في اماكن متفرقة آخذة عناصر خاصة بها وكان كل شيء يتميز عن سائر الاشكال بخصائص وصفات معينة من جهة ويشابهها ببعض الأمور من جهة ثانية. و كان التقارب والتشابه في الاشكال يتفاوتان كما ونوعاً، تبعاً لنوعية التأثير المتبادل، وظروفه (…) مع الاشارة الى ان تقسيم هذه الاشكال هو تقسيم جغرافي دون ان يمنع ذلك وجود شكلين ليتورجيين في منطقة واحدة، وهذا التقسيم لا يعتمد على اللغة او المفهوم العقائدي، وبالتالي يمكن ان نجد في اللغة اليونانية نصوصاً ليتورجية تنتمي الى العائلة الاسكندرية، وأخرى تنتمي الى انطاكية. ومثلاً على ذلك استعمال الارثوذكس والاقباط الشكل الليتورجي الاسكندري، كما استعمل اليعاقبة الشكل الانطاكي. بالنسبة الى الاشكال الليتورجية في الكنائس الشرقية يقول يازجي ان الصفة المشتركة بين هذه الاشكال، والتي تميزها عن الأشكال الغربية، هو أن افاشين الانافورا فيها ثابتة ومحددة. فلا يطرأ عليها تغيير حسب المواسم والأعياد الكنسية، بينما في الغرب تطرأ على هذه الافاشين عناصر جديدة تتناسب مع الأعياد الحاصلة». ويذكر ان الأشكال الليتورجية الشرقية تلك على تعدديتها وتنوعها تتحدر في معظمها من عائلتين ليتورجيتين كبيرتين في الشرق وهما: العائلة الانطاكية والعائلة الاسكندرية وما يميز هاتين الليتورجيتين أمران: 1- الذبيحة الإلهية في الليتورجيا الاسكندرية تذكر قبل تقديس القرابين فيما تذكر الذبيحة في الليتورجيا الانطاكية بعد تقديس القرابين. 2- في الليتورجيا الاسكندرية يتم استدعاء الروح القدس على القرابين مرتين: مرة قبل كلام التأسي ومرة بعد كلام التأسي، اما في الليتورجيا الانطاكية فيتم استدعاء الروح القدس مرة واحدة وذلك بعد كلام التأسي. العائلة الليتورجية الانطاكية شكلت انطاكيا مفرقاً للطرق البحرية وللقوافل المتنقلة ما جعل منها ملتقى حضارياً دينياً وثقافياً مهماً امتدت تأثيراته حتى بلاد فارس. وكثير من الوثائق التاريخية التي تعود الى الايام المسيحية الأولى اوردت بعض التفاصيل عن الحياة الداخلية للكنيسة الانطاكية: تقليد الآباء الرسل وتعاليمهم ورسائلهم والتي ألقت بعض الضوء على كيفية تنظيم أولى الكنائيس المسيحية وهيكلتها، وتحديداً حياتها الليتورجية وذلك منذ منتصف القرن الثالث. وما اظهرته تلك الوثائق ان اللغة الرسمية في الكنيسة الانطاكية كانت اليونانية، اما اللغة الشعبية فكانت الآرامية أولاً لتصبح لاحقاً السريانية التي صارت اللغة المشتركة بين معظم الطقوس. العائلة الانطاكية، تعتبر الاكبر بين العائلات الليتورجية نظراً لاتساع المنطقة التي كانت تشملها وقد تعددت اقسامها وفروعها كنتيجة طبيعية لكثرة الشعوب التي كانت تنتمي إليها. وقد ضمت شكلين ليتورجيين يملك كل منهما طقوسه الخاصة وهما: الفرع السيرياني الشرقي، والفرع السرياني الغربي. أ - الفرع السرياني الشرقي الذي يتضمن بدوره الأشكال الليتورجية التالية: 1- الطقس الليتورجي الماروني: خلال الصراع العقائدي المرتبط بالمجمع الرابع المسكوني المنعقد في خلقيودنيا العام 154، دافع الموارنة عن مقررات هذا المجمع المناهض لنظرية القائلين بوجود طبيعة وا حدة للسيد المسيح، وخلال مجمع القسطنطينية الثالث، اعلن الموارنة عقيدتهم القائلة بوجود طبيعتين في شخص السيد المسيح. في القرن الثامن، ومع توتر علاقاتهم باليعاقية والملكيين، توجه الموارنة نحو النسطوريين لطلب المساعدة والخبرة. وبهذا بدأت العلاقة بين الكنيسة المارونية والكنيسة الكلدانية تتوطد منذ ذلك التاريخ. وفي القرن العاشر واثر الفتح العربي دمر دير الموارنة واحرقت مكتبتهم وكل ما تحتويه من وثائق. في العام 5121، ارسل البابا اينوسان الثالث الى البطريرك الماروني عبر موفده بقرار بابوي يمنحه فيه حق تولي سدة الكرسي البطيركي الانطاكي طالباً منه الانضمام الى الكنيسة الرومانية على المستوى العقائدي والليتورجي. وبذلك كانت بداية انضمام الموارنة الى الفاتكيان، ما ادخل لاحقاً الكثير من التأثيرات اللاتينية الغربية الى ليتورجيتهم، في العام 1578، ارسل الفاتيكان ايليانو وبرونو لاجراء تحقيق حول ايمان الموارنة وليتورجيتهم صحح ايليانو الكثير من الكتب الليتورجية وادخل تعديلات على بعضها كما أحرق بعضها الآخر معتبراً انها نوع من الهرطقة. و بعد ايليانو ، ارسل الفاتيكان مندوباً آخراً، دانديني، الذي استطاع بدبلوماسيته ان يفرض على الموارنة ما عجز ايليانو على فرضه بالقوة. وذلك خلال مجمع جبل لبنان في العام 1596، وفي القرن السابع عشر، تمكن البطريرك اتيان دويهي (1670 - 1704) ان يحقق نفضة ليتورجية جذرية احيت الطقوس المارونية الكنسية مجدداً، وفي العام 1936، جمع القاصد الرسولي السمعاني، السينودوس الماروني، البعض اتهم هذا المجمع بـ«لتننة» (نسبة الى اللاتين) الطقوس المارونية في شكل منهجي وبعد ذلك انشأ البطريرك الياس الحويك (1899 - 1931) لجنة ليتورجية مهمتها درس النصوص الليتورجية ولا يزال عمل هذه اللجنة يتجدد حتى اليوم. في العام 1992، أصدرت اللجنة الليتورجية البطريركية كتاب قداس ماروني جديد، وهي لا زالت حتى اليوم مستمرة في درس الاسرار وبناء عليها تتبع طقوسا جديدة. وبذلك تعتبر الكنسة المارونية، نتيجة تأثرها بالطقوس اللاتينية، الأكثر تجدداً في كنائيس الشرق الأوسط لناحية طقوسها ليتورجيتها المعتمدة مع الاشارة الى ان الليتورجيا المارورنية تحتوي على عناصر قديمة كثيرة في الشكل الليتورجي الانطاكي القديم. 2- الطقس الليتورجي البيزنطي: يذكر الأسقف يوحنا يازجي ان المناطق القديمة للتقليد الليتورجي الكسي البيزنطي هي تركيا وآسيا الصغرى. فعاصمة الامبراطورية القسطنطينية كانت ملتقى تيارات ليتورجية مختلفة متأتية من انطاكيا وبلاد النبط وكبادوكية. وجلس على كرسي البطريركية في القسطنطينية بطاركة كبار كان لهم دور اساسي بلا شك في تطور الأشكال الليتورجية في القسطنطينية، كما ان حياة البلاط الملكي اثرت أيضا ًفي العبادة هناك. وقد اتخذ الشكل الليتورجي البيزنطي شكله النهائي في شكل عام في حدود القرن الثامن الميلادي وكان لهذا الشلك لون عقائدي ظاهر، كعقيدة الثالث الاقدس، والزيستولوجية، وتعليم الكنيسة حول والدة الإله، كما تركت عقيدة اكرام الايقونات آثاراً واضحة في هذا الشكل الليتورجي. ويضيف يازجي ان نتيجة وضع القسطنطينية الكنسي والسياسي من ناحية والوضع السياسي السيء الذي مرت فيه البطريركيات في الشرقمن ناحية اخرى، انتشر هذا الشكل البيزنطي في كل مكان تقريباً وقبلته الكنائيس الارثوذكسية في الشمال في بلاد البلقان وروسيا وجنوب ايطاليا وانطاكية والاسكندرية واصبح مع الوقت الشكل الليتورجي الوحيد السائد في الكنائس الارثوذكسية بكاملها. وقد ترجم الى كل لغات الشعوب الارثوذكسية. 3- الطقس الليتورجي الارمني الليتورجيا الارمنية هي حصيلة تلاحم عناصر سريانية وكبادوكية، وقد أسس هذه الكنيسة الرسولان برتلماوس وتادي، وكانت متأثرة بالاشكال الليتورجية الانطاكية ومنطقة النبط في كبادوكية. مع المجمع الخلقيدوني انخرطت هذه الكنيسة مع المونوفيزيتية (المذهب القائل بوجود طبيعة واحدة للمسيح) ، وفي نهاية القرن الخامس ترسخ الانشقاق بين الكنيسة الارمنية والكنيسة الكاثوليكية. وابتدأ من مجمع فلورنسا (1439) بدأ الارمن بالاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية. وقد تمتعت هذه الكنيسة باستقلالها الخاص واخذ بطريركيها لقب «كاثوليكوس». وتداخلت في عبادتها عناصر ليتورجية من الشكل البيزنطي والشكل الاورشليمي، كما دخلت اليها ايام الحروب الصليبية عناصر ليتورجية لاتينية. وبذلك تميز الشكل الليتورجي الارمني، الى تلاحم العناصر الخارجية مع العناصر الليتورجية الخاصة به، بجماله وطابعه الاحتفالي، اما الليتورجيا الممارسة اليوم في الكنيسة الارمنية فتحمل اسم القديس اثناسيوس الاسكندري يضاف اليها ليتورجيات اخرى نجمت كلها من الشكل الليتورجي الانطاكي ومصدرها سرياني او يوناني. واهم العناصر الليتورجية المختصة بالشكل الارمني الممارس حالياً هي استعمال الخبز الفطير في سر الشكر، عدم مزج الخمر بالماء، الاحتفاظ بالقراءة من العهد القديم، الاحتفاظ بقبلة السلام، قص شعر الاكليريكيين، ودهن الموعوظين بالميرون الخ… وتعود بعض هذه العناصر الى تقاليد قديمة محلية، وبعضها الآخر يعود الى تطورات لاحقة وتأثرات خارجية. واللافت في الليتورجيا الأرمنية، محافظتها حتى ايامنا هذه على العيد المشترك للميلاد والظهور الإلهي في 6 كانون الثاني (وفق التقليد القديم). 4- الطقس الليتورجي الاورشليمي الشكل الليتورجي الانطاكي اتخذ شكلا جديداً في اورشليم وتمكن بفعل رحلات الحج الى الأماكن المقدسة من التأثير في الاشكال الليتورجية الانطاكية الاخرى. وقد حملت ليتورجيا كنيسة اورشليم اسم «ليتورجيا القديس يعقوب اخي الرب»، وهي خضعت منذ القرن الرابع عشر لتأثيرات ليتورجيا العائلة الانطاكية والشكل البيزنطي في شكل خاص، وهي الليتورجيا الاكثر طولاً نسبة الى سائر الليتورجيات وقد انتشرت حتى خارج فلسطين حاملة السلطة الرسولية ( لانها تحمل اسم القديس يعقوب الرسول) وسلطة كنيسة ام الكنائس، وكان لها تأثير كبير في سائر الليتورجيات. ب - الفرع السرياني الشرقي وجاء بفعل انفصال مناطق سوريا الشرقية عن منطاق سوريا الغربية لأسباب سياسية وعقائدية، وقد أدى ذلك الى ظهور اشكال ليتورجية سريانية شرقية خاصة وهي: الشكل النسطوري والشكل الكلداني والشكل المالباري. 1- الليتورجيا النسطورية: نمت في بلاد ما بين النهرين، واستعملت اللغة السريانية، وان كانت جذورها تعود الى العائلة الانطاكية، إلا أنها اتخذت اشكالاً خاصة بها ميزتها عن سائر الليتورجيات. اما الليتورجية الاساسية في الكنيسة النسطورية فهي ليتور جيا الرسولين ادي وماري التي تتميز أولاً بعدم ذكر كلمات التأسيس (خذوا كلو… اشربوا منها كلكم…) الموجود في الليتورجيات الاخرى، وثانياً ان الطلبة مناجل الكنيسة وكذلك الذبيحة الإلهية تأتيان قبل استدعاء الروح القدس خلافاً لكل ليتورجيات العائلة الانطاكية… وبعد الحروب البيزنطية - الفارسية والفتح العربي، دخلت النسطورية في فتر تنظيمية جديدة اعادت معها ترتيب كل أمورها، بحيث تطورت طقوس عباداتها واتخذت اشكالها الأخيرة. 2- الليتورجيا الكلدانية: وهو شكل ظهر منذ القرنين الخامس والسادس عشر في قبرص وفي بلاد ما بين النهرين عند النساطرة الذين اتحدوا مع روما. وقد حافظ الكلدان على ليتورجياتهم القديمة وتقاليدهم المحلية لكنهم مع ذلك انفتحوا على عناصر جديدة ذات مصدر لاتيني (خدمة الزيت المقدس وبعض الأعياد والآفاشين). 3- الليتورجيا المالبارية المسيحيون الذين أسسوا كنيسة مالبار اطلق عليهم اسم «مسيحيو الرسول توما». كنيستهم تعود الى القرن الثاني، ومركزها الجغرافي الهند، ليتورجيتهم تنتمي الى الليتورجيا السريانية الشرقية الممارسة في بلاد ما بين النهرين ، وتحديداً بالليتورجيا النسطورية وذلك كنتيجة طبيعية لقيام مبشرين نساطرة بنشر البشارة المسيحية في بلاد الهند. ولكنها تأثرت لاحقاً بالطقوس اللاتينية مع وصول مبشرين برتغاليين في القرن الخامس عشر، بحيث اتحدت مع روما ودخل الى هذه الكنيسة الشكل الليتورجي اللاتيني فأهملت الكتب القديمة ولم يحافظ إلا على ليتورجية الرسل (الرسولان ادي وماري) وكذلك على بعض التقاليد المحلية. وهكذا تشكل الطقس الليتورجي المالباري اللاتيني، وما يعرف بالشكل الملنكاري. أما الذين رفضوا الاتحاد مع روما، فقد رفضوا الخضوع لسلطة البطريرك النسطوري فانضموا الى البطريرك الانطاكي اليعقوبي واعتنقوا معتقده متبنين طقسه السوري الانطاكي آخذين اسم كنيسة مار توما في مالبار. العائلة الليتورجية الاسكندرية منذ القرن الثاني، اعتبرت الاسكندرية العامصة الدينية لكل مصر، ومع انعقاد مجمع خليقدونيا حصل انشقاق في الكنيسة الاسكندرية بين الكنيسة القبطية والخلقيدونيين وتدعم الشكل الليتورجي الاسكندري في مصر واثويبيا وافريقيا ومع تقدم العصور صار للعائلة الاسكندرية شكلان ليتورجيان: المصري والحبشسي أو الاثويبي 1- الليتورجيا المصرية: مركزها كان الاسكندرية لكن لغتها المعتمدة كانت اليونانية وبها تم صوغ النصوص الليتورجية والافاشين، ومن ثم ترجمت من اليونانية الى اللغات المحلية، القبطية والصعيدية والبحيرية. الشكل الليتورجي في البطريركية الارثوذكسية في مصر تأثر شيئاً فشيئاً بالشكل البيزنطي وفي القرن الثاني ترك الشكل الليتورجي المصري وتبنى البيزنطي. 2- الليتورجيا الاثويبية عرفت أثيوبيا المسيحية منذ القرن الأول وانتشرت في القرن السادس على يد رهبان مونوفيزيت اما الممارسة الليتورجية الاثيوبية فهي تعكس تقلبات كثيرة وتأثيرات مختلفة، وأغلب نصوصها متأتية من ترجمات للعبادة القبطية، كما تلحظ تأثيرات سيريانية، واستعمل بشكل واسع في هذه الكنيسة الشعر الكنسي وبخاصة في ما يتعلق بوالدة الله. وختاماً تؤكد مصادر في رابطة كليات اللاهوت في الشرق الأوسط، ان تعدد الليتورجيات والطقوس الكنسية المسيحية، لا يعد تشرذماً كنسياً ولا هو حصيلة اختلافات او انشقاقات كنسية بل هو نتيجة طبيعية لتطور ولتعدد الحضارات والثقافات، وهو يعتبر تنوعاً حميداً يغني الكنيسة، وهذا النوع لا يطرح في الاجتماعات التي تعقد مناجل وحدة الكنائيس ولا يعتبر بنداً من بنود أعمالها، بخاصة انه مهما تنوعت هذه الليتورجيات، فإن هيكلية القداس لا زالت واحدة في كل الكنائيس. http://jfc.maktoobblog.com/621865/%D...8%D8%B3%D8%B7/ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|