![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() اللغز السومري… الشومريين ليسوا هنودا ولا اكرادا ، بل هم آشوريون جنسا ولغة بقلم:يوسف ككا المرحلة السومرية والمرحلة الآشورية حلقتان متصلتانفي سلسلة الحضارة الرافدينية الحديث عن الأقوام القديمة ليس بالأمر السهل او الهين كما يعتقد البعض ، لانه يحتاج الى دراسة كميات هائلة من الحقائق التي جمعتها جهود اجيال كثيرة من العلماء والباحثين مستندين على علم المنطق باعتباره الة العلوم وبدونه لا نستطيع ان نخطو خطوة واحدة الى الامام. وعلى هذا الاساس يجب ان تكون اقوالنا مدعومة بالمعلومات التي تبحث عن اصل الأقوام ومنشؤها ضمن المنطقة الواحدة كالآشوريين والشومريين والاكاديين والصابئة والعرب وغيرهم. اذا بات من الضروري درس هذه الظاهرة الانسانية استنادا الى علم الاثار الذي يعني بوصفه مرجعا للعلماء في اغناء القارئ بمادة اثرية يرتكز عليها بحثهم لتقرير هذا الأمر مع الاخذ بنظر الاعتبار المنطقة والتاريخ. فتاريخ الأقوام ليس تخيرا بل استحضارا للماضي بكل مظاهره ، علينا إذن وفي هذه الحالة ان نصف بدقة الوقائع او المظاهر الحياتية المتعددة التي تؤلف مجتمعا متجانسا وان نستحضره للاذهان في وحدته الزمنية والمكانية. فاكثر المناطق اهمية للبحث عن اصل اقوام المنطقة الشرق اوسطية حسب رأيي هي المنطقه الآرامية (آرام هي سوريا) لانها مسقط رأس الحضارة الآشورية والموستيرية اللتان عاصرتا حياة الإنسان القديم قبل ما يقارب من خمسين الف عام. عن هذا الموضوع يقول الدكتور وديع بشور في كتابه "اساطير حول آرام" لقد وجد المنقبون في هذه المنطقة بقايا للعظام البشرية تعود لأواسط العصر الحجري القديم. وبعد ان تأكد للبعثات الاستكشافية عن موطن الحضارات الأولى ، ارسلت جامعة شيكاغو بعثة لدراسة الآثار في المنطقة الآرامية برئاسة الدكتور ج. بريدوود الذي اكتشف آثار قرية جرمو جارمو( جمجمال) التي تقع آثارها قرب مدينة السليمانية ويرجع تاريخ هذه القرية الى نحو ثماني آلاف سنة ق. م وهي اقدم قرية في العالم. وفي هذه المنطقة ظهرت لغة الانسان القديمة بمقاطعها الصغيرة مثل (تا ، تو ، قو ، سي) ومعناها (تعال ، اجلس ، قم ، اذهب) بالآشورية. وعن هذا الموضوع يقول العالم الانكليزي بيلي فراسير في مقدمة كتابه "تاريخ ما بين النهرين وآشور" ، ما نصه : ((نستطيع القول وبكل صدق انه ليس في العالم بلاد تستحق الذكر وتجلب الانظار اليها اكثر من بلاد ما بين النهرين وآشور ، إذ انه فيها سكن اولاد نوح من بعد الطوفان ، وفيها بنوا البرج المشهور ومنها انتشروا الى كل جهات الأرض ، وفيها صارت او أضحت النبوءات على يد دانيال النبي عن مجيء المسيح عليه السلام وعن تقلبات ممالك الأرض )). ولدعم هذه النظرية لا بد من مناقشة تاريخية ولغوية لمعرفة حقيقة الشومريين (السومريين) الأثني وعلاقتهم بالآشوريين الذي سكنوا في البداية في المنطقة الآرامية (الجبلية) والتي ورد ذكرها. هل لهذه الأسماء مدلولات خاصة؟ وللاجابة على مثل هذا السؤال نقول " ان مدلول الشمال باللغة الآشورية هو (راما). ومدلول الجنوب هو (كوپا). ومدلول الشرق هو (مسقانا) أي الجهة التي تشرق منها الشمس. ومدلول الغرب هو (اربلا شمشا) أي الجهة التي تنزل فيها الشمس ، وتسمى بالعامية الآشورية (مگنيانا) أي الجهة التي تغيب فيها الشمس. ومن المعلوم ان لهذه المصطلحات معنى واضح وثابت في العلوم الجغرافية لكنها ومع ذلك ليست مطلقة وانما تخضع للنظرية النسبية التي تتبع مواضع الأمكنة ، فلكل مكان شمال خاص به ولكل شمال جنوب لا ينفك عنه. وخلاصة القول ان المعنى المفهوم للآرامية لهو من الأسماء المترادفة أي التي لها معنى واحد. اما اللفظ الدال على ذلك الأسم قد يكون وفي بعض الحالات مختلف كالقول (اراما) ، (اتلا) بقراءة اللام مشددة ، (اإليا) وجميعها تعني بالآشورية العالي او المرتفع او نحوها. وهنا اسرد بعض الالفاظ الاخرى التي تعطينا مدلول الآرامية ، مما يؤكد انحدار لفظة (آرام) من اصول آشورية ليس من وجهة نظر لغوية فحسب وانما من وجهة نظر التاريخ ايضا. مثال على ذلك لفظة (رمتا) بالآشورية معناها (التل). وكذلك لفظة (رامانا) بالآشورية معناها (المتعالي ، المتكبر ، الابهى). ونجد في معجم : ويبستر الدولي الجديد قاموس اللغة الإنجليزية ، الطبعة secont ، 1994 ، صفحة 137 ما يؤكد صحة قولنا. واليكم المحتوى "الارامي مرتفع اسم الأراضي تعطي ل" Asyria والعليا Missopotamia " وترجمتها : "الآرامية اسم ارض مرتفعة اطلق على بلاد آشور وشمال بلاد ما بين النهرين". وتشمل هذه المناطق شمال العراق مرورا بالاراضي السورية والتركية الحاليتين. وكما هو معروف عن طبيعة هذه المناطق انها تمتاز بعلو جبالها اذا ما قارناها بالمنطقة الوسطى والجنوبية لبلاد ما بين النهرين. كما انتقلت هذه التسمية الى اللاتينية باسم Armar ومعناها المنطقة المرتفعة والى العربية باسم (ورم) ايضا. وبهذا سمي سكنة المرتفعات في الشمال بالآراميين وسكنة القسم الجنوبي بالشومريين أي سكنة المنطقة المشمسة. المؤسف ان قسم من الباحثين سمحوا لاقلامهم التفرقه ما بين الاكاديين والشومريين وبين الكلدانيين والآشوريين بنفس الطريقة التي زعموا فيها عن وجود لغات مختلفة لهذه الاقوام ومن ثم جعلوهم اقوام مختلفة عرقيا بالرغم من معرفتهم المسبقة بان هذه الاقوام كانت تعيش في المنطقة الواحدة. ومؤسف ايضا ان نجد بعض المنقبين في جملة من المواقع الأثرية في بلاد ما بين النهرين يعتبرون النصوص المكتشفة تعبيرا عن وجود لغات مختلفة مما ساعد على تجزئة الشعب الواحد الى قبائل لا يعرفون كيف تكونت اسماءهم. ليس هذا فحسب وانما جعلوا من هذه الكتابة كما لو انها التاريخ كله. في الوقت الذي برهنت فيه الاحداث اللاحقة عن وجود الحضارات قبل الكتابة وخاصة في منطقة الاكاديين والمنطقة الشمالية بشكل خاص. يعتبر التجاهل الواضح لأصل الشومريين من اغرب الأمور التي بقيت حتى الان تلقي ظلالا من الشك حول الصلة العرقية التي كانت قائمة بين الآشوريين والشومريين والتي لا زالت حتى الان عند البعض ضرب من الجهل. فأن تكون معرفتنا عن الشومريين مثلا معتمدة ومستندة اساسا على الالواح المكتوبة المكتشفة في مناطق سكناهم لا يلغي او يضعف حقيقة كون ان شعب وصل الى هذه المرتبة المتقدمة في العلوم وخاصة ابتداع الكتابة ولأول مرة في التاريخ لا بد وان يكون منحدرا من اصل شعب كانت له حضارات رفيعة سبقت عهد الكتابة. وعلى ضوء تصنيف العلوم للروابط القومية واللغوية المشتركة التي كانت قائمة بينهما. بالطبع يجد القارئ صعوبة في الجمع بين هذا الكم الهائل من الاراء والنظريات المضللة القائلة بأن المنطقة الجنوبية من الجزيرة هي مسقط رأس جميع الاقوام العرقية من جهة وبين ما يعتقده علماء الآثار والباحثين في ان المراكز التي ظهرت فيها الحضارات الاولى والاكثر اهمية تمركزت في المنطقة الشمالية من بلاد ما بين النهرين وسوريا. وفي هذه المناطق وجد المنقبون آثار وجدت قبل ستين الف عام ، في الوقت الذي لم يعثر على مثل هذه الحضارات في المنطقة اليمنية او السعودية يرجع تاريخها الى ثلاثة الاف سنة ، لان الانسان قبل ثلاثة الاف سنة لم تدفعه الحاجة الى السكن في المناطق الصحراوية البعيدة عن الانهار. وعلى ضوء هذه المعادلات العلمية يكون اصل تسمية الشومريين مشتق اصلا من اللغة الآشورية فالاسم الاقدم للشومريين (شمشرو) معناه (محبي الشمس) او المنطقة المشمسة. ومن اصل هذه التسمية اشتقت لفظة او كلمة Sumario ملخص باللاتينية و بالانكليزية التي تعني الصيف او فصل الصيف الذي تكثر فيه الشمس وخاصة في المنطقة الجنوبية من بلاد ما بين النهرين ، وهي نفسها منطقة الشومريين التاريخية. هذا من جهة ومن جهة اخرى ارتبط اسم الشومريين ورئيسهم الالهة شماش (شماش بكبير) او (آتو) اله الشمس الذي كان في مقدمة الالهة التي عبدها الشومريين الاكاديين. وهو نفسه اله الشمس الذي نراه يقدم عضا الحكم والقوانين الى الملك العظيم حمورابي (عمورابا ). ان ينسب بعض الباحثين اصل الشومريين الى (كي ان جي) أي (البلاد السيدة) اعتمادا على النصوص المسمارية لا يعفيهم من الخطأ ، اذ ان غالبية التراجم مشكوك في صحتها. اضافة الى انها — أي التراجم — ساهمت مباشرة في تضيع حقيقة الشومريين من الناحية الاثنية واللغوية. وهكذا بقيت معلومات الباحثين في مجال الحضارات القديمة وخاصة الشومريين ناقصه. اما اذا اعتمدنا على علم اللغة او المنطق في الكشف عن الحقائق المتعلقة بموضوع البحث هذا ، فنجد بأن اللغة الشومرية المدونة فوق الالواح الطينية ترجع الى اللغة الآشورية وتمتاز بنفس خصائص اللغة الآشورية الشمالية التي عرفت ب (اشتقاقي) وهي نفسها التي وجدها المنقبون في المنطقة الآرامية التي نعني بها لغة شمال العراق مرورا بالأراضي السورية والتركية الحالية. ولتعزيز هذا الطرح بالأدلة العلمية نقول بأن جميع المفردات التي نسبت الى اللغة الشومرية لا زالت مستعملة عند الشعب الآشوري حتى يومنا هذا. فلفظة (جيش مثلا) التي تعني الشجرة في الشومرية والكردية هي نفسها (قيسا) أي الخشب في الآشورية. ولفظة (پوم) التي تعني الفم فهي كلمة (پما) الآشورية. ولفظة (العد) التي تعني اليد هي من كلمة (ايدا) الآشورية. ولفظة (إست) الفارسية والكردية و (هو) و الانكليزية (إيست) الالمانية والتي لها اصل شومري ، مشتقة اصلا من كلمة (إيت) الآشورية ومعناها (يوجد) او (موجود). ومئات الكلمات الأخرى التي لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعا. اما ان يرجح البعض اعتبار الشومريين قبائل هندية نزحت بسبب الجفاف ، فذلك رأي ضعيف لا يصمد اما حقائق التاريخ والجغرافية. فالقارة الهندية كانت وما زالت من اخصب الأراضي والدليل على ذلك هو الكثافة السكانية العالية فيها. وبهذا نتمكن من القول بأن كل من سكن ارض الآشوريين التاريخية ويستعمل الفاظهم يحق نسبته الى الآشوريين اكثر من أي شعب اخر. واعتمادا على ما تقدم نضيف قائلين بأن الشومريين ليسوا هنودا ولا اكرادا ، بل هم آشوريون جنسا ولغة. ان نظرية الاجناس كانت وما تزال تشغل مكانة هامة في اوساط المثقفين علما انها بقيت دون المستوى المطلوب. فغالبية المساهمين في هذا الحقل طغت عليهم روح التكبر والاستعلاء وبدأت اقلامهم تكتب ما يمليه عليهم السياسيون والحكام تارة وما يطلبه منهم الممولون تارة اخرى ، والنتيجة دائما واحدة تكون : اعادة كتابة التاريخ بنية مسبقة لتزييفه وتزويره. يوسف ككا / ديترويت ![]()
__________________
ܐܠܠܗܐ ܚܘܒܐܗܘ ܡܘܢ ܢܐܬܪ ܒܪܢܘܫܐ ܐܢ ܥܠܡܐ ܢܩܢܐ ܘܢܦܫܗ ܢܝܚܣܪ - الله محبة - ((ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه )) // الرب يسوع حامي بلاد الرافدين // // طور عابدين بلد الاجداد الميامين //
|
#2
|
||||
|
||||
![]() يمكن أن تكون العودة إلى الأصول اللغوية لأي شعب من الشعوب مدخلا إلى الوصول إلى حقائق تاريخية تكون صحيحة. لأن اللغة هي المتبقي لدينا في الوقت الحاضر من حيث التداول بين الناس, لكون الأثار انقرضت أو اختفت معالم كثيرة منها. شكرا لكاتب المقال و لأخينا و حبيبنا أبو سومر المبارك الذي يهتم بأصولنا التاريخية.
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|