![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() الشمس والقمر، أو المسيح والكنيسة
![]() ![]() أما القمر فهو كتلة خامدة في حد ذاتها، تستمد نورها جميعه من الشمس، وهي تعكس في كل حين نور الشمس إلا متى اعترضت الأرض بينهما. ثم إنه حالما تختفي الشمس تحت الأفق وتُحتجب عن الأبصار، حينئذٍ يظهر القمر مُستمدًا نوره منها، وعاكسًا أشعتها على الأرض المُتسربلة بالظلام. وكما قلنا، فإن نور القمر قد يُحتجب أحيانًا متى اعترضت الأرض طريق أشعة الشمس إليه، وتلبدت الغيوم، وتكاثفت السُحب، فيختفي نور الشمس الذهبي عن أبصارنا. وكما أن الشمس رمز بديع وفي غاية المناسبة للمسيح، كذلك القمر رمز جميل للكنيسة التي تستمد نورها من ذلك المصدر الخفي عن أبصار العالم. فالعالم لا يراه، أما هي فتراه وتعرفه، وهي مسؤولة لتعكس نوره على العالم المُظلم. هذا الوجه يُشير إلى مسؤولية الكنيسة التي عليها أن تسعى ضد كل ما من شأنه أن يعطل ظهور نور المسيح السماوي في جميع طرقها. ولكن كيف يتسنى لها أن تعكس هذا النور؟ بمواجهة نور الشمس في ضوئه الكامل حتى ينعكس عليها، لأن الكنيسة متى سلكت في نور المسيح، فلا شك أنها تعكس نوره، وهذا هو مركزها الحقيقي. إن نور القمر ليس هو نوره الخاص، وهكذا الحال مع الكنيسة، ولا هو مطلوب منها أن تُظهر ذاتها للعالم، وإنما هي مُطالَبة أن تمد المسكونة بالنور الذي تستمده من المسيح، وعليها أن تدرس بمواظبة واجتهاد المثال الذي تركه لنا لتقتفي آثار خطواته التي سلكها هنا على الأرض بقوة الروح القدس الساكن فينا. ولكن وا آسفاه، فإن غيوم العالم وأبخرته، أي هموم وغرور الحياة، تحجب النور وتمحو كتابة الرسالة. فيا ليتنا نشخَص إلى المسيح وننظر إلى مجده الأبدي بروح الصلاة فننسج على منواله، ونكون أُمناء في الاقتداء به. دينيت
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|