![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() القامشلى ايام زمان .وذكريات البكجى.بقلم المهندس سمير شمعون
كانت ليلة خريفية من عام 1939هدوء مطبق ،مدينة صامتة ،عتمة الليل تلف القامشلى ,الاشجار تلقي بظلالهاوكأنها وحوش ، فجأة عصف الهواء سيمفونية القيامة ،احسست بالخوف من صوت اغصان شجرة التوتى ، فالتجأ ت الى حضن امى انشد الامان ،وامي كانت وقتها ذات الاربع عشر ربيعا،هجرت طفولتها باكرا،فهى لم تعرف ما معنى تسريح شعر الدمية، ولم تمتلك دمية ،بل امتلكت طفلا وهى في الخمسة عشر ربيعا ، فقا لت لى وهى ا لصغيرة، لاتخف يا صغيرى من الرياح ،فالبكجي فى الخارج معه بارودة بدو يقوص الرياح المرعبة . سكتت كل الاصوات، الا صوت المطر، فهو يدق الارض بعنف،واسمع صوته على سطح بيتى برتابة ، واحيانا اسمع صوت المزراب المسدود الذى لم يعد يمرر الماء نتيجة تكاثر التراب و البوش المختلط مع حبات المطر ،وفي تلك الايام الباردة الجليدية، كانت تضع والدتى الخشب فى المنقل وتشعله وبعد ان يتحول الى جمركانت تضع داخله بعض حبات الكستناء والبطاطة ،وتضع البطانية فوق المنقل ، ونتغطي تحت البطانية ، والغرفة تنيرها فقط الكازوكي ( القنديل وعاء صغير يوضع فيه الزيت او الكاز وقطعة خشب اوقماش او قطن وتشعل ) وتبدأ بحكايةقصةمن وحى الفرمان. سمعت صوت اقدام تدك الارض بثقة، .تكسر الصمت ،.تبعث الطمأنينة في النفس ،تدفئ تلك الليالى الباردة ،تجعلك تنام بهدوء وراحة بال ،فسألت والدى الذى يغفو ويصحى ،ماهذا الصوت ،فأجاب انها اقدام البكجي يا بنى نحن ننام وهو صاحي حتى الصباح ،أنه يعشق القامشلى وناسها حتى الثمالة، يحمينا من عصابات اللصوص ،التي كانت منتشرة فى تلك الايام.حيث كانت تأتى من اتجاه الاراضى المزروعة ،نتيجة لانتعاش اهل القامشلى ماليا فالارض البكر التي فلحوها بعرق جبينهم اصبحت تعطي الغلال الوفيرة منذ عام 1930م، قالت لى امى فى احدى الايام :كانوا يسرقون اللحف من علينا ، كناية عن بانهم يسرقون كل شئ ، والان البكجي يردعهم .ويحمينا من غدر الليالى . كان البكجي يعين من قبل القائمقام ،وكانت القائمقامية سابقا ،نفس موقع شعبة المدينةحاليا ، وكان راتب البكجى خمسة عشرة ليرة . ويبدأدوام البكجى عند المغيب،حيث يجتمعون فى القائمقامية ، فى غرفة بالطابق الارضى ،وكانت بها الاسلحة ،حيث كان يستلم العريف بارودة فرنسية ثلاث طلقات ،والرقيب وكان يدعى الجاويش يستلم مسدس فى فترة الحراسة وكان يتم اعادتهم الى المركز فى الصباح، عند انتهاء وردية الحراسة. وكان كل بكجي يحرس منطقة معينة ويكون مسؤلا عن سلا متها ،و نهاية منطقته كانت بداية منطقة حراسة لبكجى اخر وكان لكل بكجي غرفة من الخشب مساحتها مربعة طول ضلعها متر ونصف وبها شباكين صغيرين وكانت هناك تنكة (وعاء ) لحرق الاخشاب للتدفئة،وكان لون الغرفة ( الكولبة) ازرق ،وكانت وسيلة التخاطب والتواصل بين بكجي واخر هي الصفارة ،حيث شكلت الصفارة لغة حية يفهمها البكجي ويتفاهم بها مع البكجي فى المناطق الاخرى،فكان التصفير في اوقات معينة ،وعندما يبدأالتصفير ،تجد القامشلى ترن كلها ،تنبعث الطمأنينة ،والعتمة رفيقة النوم ،الكل يحلم ويحلم ويحلم بالمستقبل، والكل يحقق حلمه ،كانت احلام بسيطة،ناس بسطاء، يعشقون الحياة والعمل ،يرتشفون فنجان قهوة، ويزرعون القمح، وينظروا للسماء. وكان لباسهم لونه خاكي بدريسة وبنطلون يدعى كولف ،من الخصر والفخذ يكون وسيع ،لكى يعطى اريحية بالعمل ،وعند الساق يصبح ضيق على قد الساق ،ويأتى الحذاء ومعه كيتر(الكاف تلفظ مثل حرف الجيم بالمصري) من الجلدبارتفاع اربعين سنتمتر يلف على السا ق ،ويعطي الحذاء مع الكيتر،شكل بوط على طول الساق،ويأ تى الطربوش على الرأس لونه اسود، وفوق الطربوش اشارة ،وكان يصنع الطربوش نجيب الحلاق (ابو ادور )وكان محله داخل مقهى ،حاليا يدعى مقهى الامراء ، واول تعيين للبكجى كان عام 1934م وانتهى التعيين عام 1962،وعذرا اذا كان هناك اسماء لم احصل على اسم الكنية او التوقيت : 1- كورو صليبا :كان رئيس البكجية ود خل هذ ا السلك عام 1938وتقاعد عام 1950وكان من مواليد 1894وتوفى عام 1946 2- يوسف عبدو من عام 1953-1960 3- يوحنا خوشابا :تعين عام 1945 واستقال عام 1953وكان يحرس من مدينة الشباب ولغاية معمل البوزوهو ملك بيت لولى 4- حنا بنيامين :كان حارس شارع شكري القوتلى اى من سبع بحرات حتى بيت هداية تعين عام 1960 -1971 5- بيدروس مانوك :كان يحرس من بيت هداية حتى كازية كبرو المعلم تعين 1960-1971 6- اوصمان شيخو :كان يحرس من مقبرة السريان كاثوليك باتجاه شارع الكورنيش حتى بستان يعقوب شلمي حيث لم يكن هناك سوى منازل متفرقة بعدد اقل من اصابع اليد الواحدة 7- بهنان قسطو :تم تعيينه بكجى عام 1953 – 1955وكان يحرس عند بيت اصفر ونجار والبريد القديم وحتى بيت الدكتور انتيبا 8- جرجس ابو سمير :وهو مقيم حاليا بالسويد وكان بكجي حتى عام 1971 9- سليم بيكندى 10- يوسف رشوحيث بقى بكجى حتى عام 1971 11- سركيس :كان يعمل بكجى حتى عام 1971 12- نورى 13- كبرو 14- حنا ابن نوياوالده يان يعمل بالمشفى 15- زيا الاشورى وكان مكان حراسته على شارع الوحدة عند مكتبة قنشرين حاليا 16- رمضان :كان يحرس سوق المزاد 17- نايف:شارع الوحدة عند الدكتور البلغارى ولمسافة عدة شوارع 18- يوسف حنا مرابي:1953-1973 وكان حارس ا لسوق القديم السوق الذى يباع به مامونية وقشطة جاموس وزيتون وقيصرية الجمارك 19- صاروخان سليمان :كان يحرس من دوار الجسر الكبير وحتى المسلخ القديم شرقى مبنى المياه وتعين 1960-1975 20- درويش عثمان :كان حارس كراج مرشو مدخل طريق مقبرةا لسريان الار ثوذوكس من شارع الجسر الكبير 21- عبدو على بوطى:كان يحرس من الجمارك حتى المحمقية وكان عدد البيوت لا يتجاوز اصابع اليد الواحدةوتم تعيينه 1960-1971 22- محمد على ابو يوسف:كان يحرس من الكازخانا(حاليا مؤسسة المياه)وحتى الجمارك تعين عام 1960-1971 23- حنا لحدينو:كان يحرس منزل نظام الدين الكرسى قبل كرسي مكتبة دار اللواء لصاحبها الاستاذ انيس مديواية وشمالا حتى القشلة تعين عام 1960-1975 24-مانوك بيدروس :كان يحرس خط من كنيسة مار يعقوب حتى دار الضيافة (منزل مدير المنطقة ) وقد قص على السيد جاك جورج صاحب فرن جا ك بحى الوسطى قرب كنيسة العذراءللارثوذوكس بانه فى ستينيات القرن الماضى عندما كنت فى فرن اخى فارطا ن بحى الوسطى قرب مدرسة القادسية( الراهبات سابقا ) عندما كان ياتى الشتاء والزمهرير كان ياتى عندى البكجى كون الفرن دافئ وكل فترة يخرج ويعمل جولة على خط حراسته ويصفر فيرد عليه البكجى الاخر ويعود مرة اخرى الى الفرن وكانوا يتسلون عندى . واستيقظت من حلمى على صوت المطر ، وعدت من عام1939،واستيقظت بداخلى طيور الحنين لوالدى ، الذى كان مثل البكجى يحرسنى ليلا فكان ياتى وينظر ، ويتمعن ،فى تقاسيم وجهى، عدة مرات، فى الليلة الواحدة ، فاحس بحرارة النظر، وكان يدمدم كلمات، ويذهب للنوم، معتقدا باننى نائم ، كم اتمنى ان اعرف تلك الدمدمات، نار ابدية مستعرة بداخلى تمزقنى تأكلني تشتتني، لمعرفة معانى تلك الهمسات،تلك الكلمات ، انه حبك الصا مت لي يا ابي . لقد احببتنى ثلاثة وثلاثين سنة بصمت، ورحلت بصمت. وما اصعب الحزن بصمت ،فهو يهد الجبال بصمت ، ولكن قبل الرحيل ماذا كنت تريد ان تقول لى ،او لامى او لمدللك بيوس الذى عشقته اكثر من الستة ، بماذا فكرت لحظتها ؟ ،لطالما كنت معى، تمسح دموعي، تزرع ا لورود فى ربيع عمرى ،تمتص احزاني ، ترش العطر في دربى . وعند الرحيل ، كانت تفصلنا المسافات ،فلم استطيع مسح دموعك ، ولم تعد معى لتمسح دموعي على رحيلك ،تركتني وحيدا ولم يؤبنك المدلل ، ولم اكن لحظتها معك، امتص الامك ،ولكننى رشيت العطر على جثمانك، اريد ان اخبرك يا ابى، بان الورود التى زرعتها فى ربيع عمرى قد اينعت ، وكم تمنيت ان نراها معا ،ونشم عبيرها معا ،ونسقيها عند مغيب الشمس معا، هل تعلم كم اتمنى ان يعود الزمن ولو لدقائق لنستلقى مثلما كنا نفعل على تختك (سريرك) فوق سطح بيتنا العتيق وتمسك حصوة صغيرة وتضعها بيدك بطريقة تقذف بها الخفاش ، ولكن للقدر دوما ،حكاية ثانية، ونهاية ثانية، ومهزلة ثانية. وبعد سبعة عشر عاما على رحيلك ،دعنى يا ابى اقول لك كلمة،لطالما تمنيت قولها ،وعّز عليّا قولها ،ونحن فى عز قولها ، انها يا شجرة الزيتون ، وغصنها الحنون ،احبك يا ابى..احبك احبك..احبك بصمت وجنون القامشلى الساعة الثانية ليلا 24-25-1-2010 المهندس: سمير شمعون من موقع سما القامشلي |
#2
|
||||
|
||||
![]() إن ذكريات الماضي لا يمكن أن يمحوها الزمن. لمكان الولادة و الإقامة أهمية كبيرة في حياة كل إنسان فهي الجزء الأساسي المكوّن لمجموع مفاهيمه و قيمه المكتسبة من الحياة. بالتأكيد في حياة كل منّا ذكريات أليمة و أخرى مفرحة. و لكل منّا اشتياق كبير إلى بلده و مسقط رأسه و بلدته التي ترعرع فيها و كبر و صارت له فيها صداقات و حياة إجتماعية. للقامشب محبة كبيرة في قلبي فهي المدينة التي ولدت فيها بتاريخ السادس من الشهر الثامن من عام 1949 و هو يوم عيد مار كبريئيل المبارك, كما أن زوجتي أم نبيل هي من القامشلي و تعتبر القامشلي عروس الجزيرة السورية و لولا قربها من الحدود التركية بشكل كبير لكانت هي مركز العاصمة, لأنها مركز التجارة في المحافظة. أشكرك أخي سمير على نقلك لهذا الموضوع الجميل كما أشكر كاتبه الأخ سمير شمعون.
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
سلام المسيح معك
أخي الحبيب فؤاد أشكر مرورك الكريم وردك العطر أغنيت الموضوع أعجبني تنقله في الأحداث من حضن أمه وخوفه ليتحدث عن البكجي ثم يعود لحضن والده ورحيله ثم الحنين والشوق لطلة الأب ولفهم تمتماته أن سمير شمعون صديقي منهدس ميكانيك أزخيني على أصول تجد فيه الشهامة والرجولة والكرم وووو لا أمدحه لكنها صفاته وهو يكتب في موقع سما القامشلي فهو أرشيف المدينة الرابط: http://www.samaalkamishli.com/ma/index.php بركة الرب معك اخوك: أبن السريان |
#4
|
|||
|
|||
![]() أشكرك أخي المحب بالمسيح سمير فقد ذكرتنا بأيام القامشلي الحبيبة إلى قلبي
قامشلي موطن ولادتي وطفولتي التي لا أنساها مطلقا ومنها الذكريات الجميلة والتاريخ الأجمل أيام زمان وقصص أيام زمان وأنا بدوري أتذكر ليالي الصيف الرائعة التي كنا ننام على أسطح المنازل والأجمل منها أيام كنا ننام على موسيقا أعراس بنات وشابات البلد الحبيب على صوت الموسيقار والمطرب الكبير آرام والأعراس التي لم نكن معزومين عليها كنا نجمع بعضنا أولاد الحارة لنصعد إلى الأسطحة لنرى أفراح الأعراس شكرا للأقلام الحلوة التي تخط أحلى الذكريات عن بلادنا المحبة إلى قلوبنا ومنها قلم الأخ المهندس سمير شمعون . ألف شكر لك أخي سمير ..... |
#5
|
|||
|
|||
![]()
فرحتي كبيرة جداص لأنني أستطعت أن أدخل الفرحة لقلوبكم الطاهرة
والشكر الكبير لكاتب الموضوع أخي سمير أشكر لك مرورك وردك الذي أغنى الموضوع من ذاكرة الحياة بركة الرب معك أخوك: أبن السريان |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|