Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2006, 10:41 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي يا أميرة اللَّيل ـ من أدب الرّسائل

يا أميرةَ اللَّيل

[من أدب الرسائل]

شيءٌ ما أعذب من وشوشاتِ الزُّهورِ يجذبني إليكِ، إلى حنانِكِ المتدفِّق مثلَ قصائد غربتي، إلى وهجِ الشَّوقِ المتلألئ فوقَ ضفافِ عينيكِ، إلى اسمكِ الغافي تحتَ ظلالِ النَّرجس البرّي، هل قبَّلْتِ يوماً النَّرجسَ البرّي فتبرعمَ عبقُ العذوبةِ فوقَ خدّيكِ، هل تتذكَّرينَ يا أميرةَ اللَّيلِ، يومَ كتبتُ لكِ نصّاً عن لهيبِ الاشتعالِ، وتِهْتُ في عوالمِ الحنينِ إلى دنياكِ، فكانَ أنْ أبحرتُ في رحابِ لقياكِ، صوتُكِ عبر صمتِ اللَّيلِ يشبهُ بلسمَ الرُّوحِ، هل استرخيتِ في ليلةٍ قمراء بين أعشابِ المروجِ، فتبرعمَتِ الأقاحي حولَ خدّيكِ، بسمةُ انتعاشٍ تلألأتْ في خفايا الرُّوحِ، يرقصُ حرفي من بهاءِ التواصلِ، فأنقشُ خصوبةَ الحرفِ فوقَ معابرِ الدُّفءِ، وأطيرُ مثلَ غمامةِ التجلّي ثم أعبرُ نسيماتِ اللَّيلِ كي أرتمي بينَ ظلالِ التِّلالِ، فنتوهُ مثلَ فراشتَين من زهوةِ الانذهالِ، هل ما يزالُ تيهي محفوظاً بين ثنايا تيهكِ أم أنَّكِ زرعْتِ تيهنا بينَ خمائلِ الحلمِ؟!

فجأةً أجدني يا جميلتي أرقصُ من بهجةِ الألقِ، حرّكْتِ في أعماقي بذورَ الشَّوقِ إلى نداوةِ الحرفِ، إلى هضابِ العشقِ، إلى نسائمِ الشَّرقِ، وبحارِ الغربِ، إلى أنشودةِ الفرحِ الآتي، أنتِ وردةٌ نديّة أعذب من اخضرارِ البيلسانِ فهل ترغبينَ أن تسبحي في بحيراتِ أَلَقي المسربلة بالغربةِ وهلالات جموحِ الحرفِ؟! هل يراودُكِ أن تنامي بين بساتينِ القصِّ والنصِّ وخفقةِ الشِّعرِ؟ شوقُكِ يا موجةَ عمري إلى أريجِ الرُّوحِ ـ روحي، يثيرُ في كينونتي بهجةَ الانتشاءِ، لماذا نحن الشُّعراء نتوهُ أحياناً عن عوالمِ الدُّفءِ، متأرجحينَ بين رحابِ الاشتعالِ وانسيابِ الحرفِ، فنتوهُ بعيداً عن شهيقِ حبيبة مسربلة بسديمِ الوئامِ؟

تعالي يا خميلتي المزدانة بعبقِ الزيزفونِ، عندما ينامُ اللَّيلُ، عندما يبتسمُ القمرُ لشهقةِ الرُّوحِ، تعالي عندما يرقصُ القلبُ رقصةَ الابحارِ كي نبحرَ في أرخبيلاتِ العناقِ، ونرسمَ فوقَ تهاليلِ النُّجومِ عشبةَ الخلاصِ، خلاصُنا من تيهِ هذا الزَّمان، تشبهينَ مرجانَ البحرِ، نقاوةَ العشبِ البرّي، قصيدةً من لونِ الشَّفقِ، أراكِ غافية بين بسمةِ قوس وقزح، بينَ مرافئِ عروسِ البحرِ، هل كنتِ يوماً غيمةً ماطرة، بتلاتِ زهرة، هديلَ حمامة، موجةً هائجة من دفءِ الحنينِ!

أحنُّ إلى حفيفِ نهديكِ، إلى رضابِ ثغرِكِ المكتنـز بالعسلِ البرّي، إلى أغصانِكِ المتناثرة مثلَ الرَّياحينِ، تلالُكِ معشوشبة بأريجِ الجنّةِ، ينسابُ من ضفافِهَا شلالاتُ فرحٍ أبهى من زقزقاتِ العصافيرِ!

أيّتها الحميمة، أجمل ما في الحياةِ أن نخبِّئَ بينَ جوانحنا انتعاشاتِ حلمِ الصَّباحِ!

كلّما أقتربُ منكِ، أجدُكِ تائهةً، بعيدةً عن موشورِ اللَّونِ، غافيةً بينَ تعاريجِ الحلمِ، وحالما تنهضينَ من لجينِ الحلمِ، تعبرينَ بحيرةَ البوحِ، فارشةً مذاقَ الحلمِ فوقَ وسادةِ الحنانِ ثمَّ تنثرينَ خلفكِ عطراً يسربلُ هدوءَ اللَّيلِ، معانقاً نسائمَ الصَّباحِ!

لا تقلقي يا صديقةَ البساتينِ من عبورِ عبيرِ الزَّيزفونِ إلى أنفاسِكِ كلَّ يوم، ولا تقلقي إنْ كنتِ تزدادينَ تيهاً، لأنّ معارجَ الحبِّ تفتحُ وهاداً فرحيّة في غابةِ التِّيهِ، ومسربلة بوشاحِ العناقِ!

إذا كانت حروفي في بعض الأحيان تحرِّضُكِ على التِّيهِ، لا تقلقي، وإنْ كان تيهُكِ من نوعٍ آخر، جامحاً للغايةِ، فهذا ما يبهجني، خاصّةً عندما تتحوّلُ لغتُكِ إلى كنائزِ الصَّمتِ فلا تعرفينَ سبيلاً للردِّ، فتعتبرينَ هذه الحالة أشبه ما تكون بمشكلةٍ من مشكلاتِ الحصارِ، ربّما يا عزيزتي هي مشكلة من نكهة عناقاتِ البحرِ، فلا تقلقي، ها أنذا آتٍ إليكِ مثل لهيبِ الجمرِ، كي أفرشَ لكِ بوَّاباتِ الفرحِ فوقَ لجينِ الشَّوقِ وأَفُكَّ لكِ كلَّ طلاسمِ الحرفِ وأزرعَ فوقَ جِيْدِكِ دفءَ البهاءِ، لعلَّ وعسى يتوارى صمتُكِ خلفَ بيارقِ العشقِ كي ترفعي رايةَ الاشتعالِ! اشتعالُ خيوط الرُّوحِ شوقاً إلى بيادرِ الحنانِ كي تنامي بينَ أحضانِ رعشةِ القلبِ قبلَ أن تستسلمي للنومِ العميقِ بينَ غاباتِ بهجةِ اللِّقاءِ فوقَ شواطئِ الحلمِ الآتي!


ستوكهولم: 2. 1. 2006
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم

sabriyousef1@hotmail.com


خاص كيكا

عن موقع كيكا


http://www.kikah.com/indexarabic.asp?code=kk22
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-01-2006, 11:28 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,091
افتراضي

"إذا كانت حروفي في بعض الأحيان تحرِّضُكِ على التِّيهِ، لا تقلقي، وإنْ كان تيهُكِ من نوعٍ آخر، جامحاً للغايةِ، فهذا ما يبهجني"

جميلة هي أميرة ليلك بهذا الجموح وهذه المحاولة منك بتهدئة خواطرها وكتم أنفاس جموحها. دمت متألقاً يا صديقي.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke