Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف > شعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2008, 04:48 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي لِمَ لا نبني عرزالاً هناك؟!

لِمَ لا نبني عرزالاً هناك؟!

4


... .. ...


آهٍ ..


فرَّتِ العصافيرُ


خوفاً من الضَّجرِ!



ما هذا النَّسيمُ الصاعدُ


نحوَ قبّةِ السَّماءِ؟


تفاقمَ حصارُ المجانينِ جنوناً


فتبخَّرَ الماءُ الزُّلال!



رصيفُ بيتِنَا العتيق مازالَ عتيقاً..


هلْ ما تزالُ أكوامُ الطِّينِ


تتناثرُ كاللآلئِ حولَ بيتيَ العتيقِ؟



لا تلمسوا طيني ..


إيّاكم أن تعفِّروا وجهَهُ بالاسفلتِ!


الطِّينُ أفضلُ عطاءً


هطلَ علينا من فوق..


الطِّينُ محرّكُ الكائناتِ


تَبَرْعَمَ مِنْهُ جَسَد الكائنات..


هل نحنُ البشر


فعلاً من الطِّين؟!


أهلاً بكَ يا طين ..



شحوبٌ طاغٍ


فوقَ جبهةِ المنازلِ


فوقَ أعناقِ المدائنِ


فوقَ أشجارِ التُّوتِ


في حوشِنَا الفسيحِ!



شحوبٌ ينخرُ جذوعَ الدَّالياتِ


يتشرشرُ في جداولِ المياهِ


أنينٌ متواصلٌ


في قاعِ الزَّنازينِ


هرَّ وبرُ الأرانبِ


وبرُ السَّناجبِ


هرَّ العمرُ كأوراقِ الخريفِ



وقفَ الموتُ على قارعةِ الحياةِ


مهلّلاً لأطفالٍ


من لونِ البراعمِ



زمنٌ مِنْ لونِ الكآبةِ ..


مَنْ يستطيعُ أنْ يهدِّئَ


ضجرَ الرُّوحِ؟!



البارحة طوالَ الليلِ


لم يتوقَّفْ


صهيلُ الأحصنة


صهيلٌ مبحوحٌ من الأوجاعِ



أريدْ أنْ أغسلَ روحي


بندى الياسمين


أريدُ أنْ أنامَ تحتَ العرزالِ


هناكَ على ضفافِ الذَّاكرة البعيدة


على ضفافِ دجلة


هلْ ثمّةَ عرزال


على ضفافِ دجلاي؟


عَجَبٌ!..


لِمَ لا نبني عرزالاً هناك؟!



عندما تضيقُ بكَ الدُّنيا لا تيأْس


إبقَ واقفاً كأشجارِ السّنديانِ


كن شامخاً كأشجارِ النَّخيلِ


تحدَّ جبابرةَ الكونِ


لا تنسَ أنَّكَ ضيفٌ عابرٌ في الدُّنيا!


ابتسمْ قبلَ أن تموتَ واقفاً كالسّنديان!


ارتعدَت أوصالُ النُّمورِ


واغبرَّتْ جبهةُ الأرضِ..

عجباً أرى ..

ظلمةُ اللَّيلِ

غير حالكة!



فئرانُ الخرائبِ القديمة


فرَّتْ بعيداً


عبرَتْ في أعماقِ جحورِهَا


هل هربَتْ


من وهجِ النِّيرانِ


أمْ انّها لاذت بالفرارِ


من جمرِ الشظايا؟!



إسودادٌ يغمرُ حتّى الشَّفقِ


مطرٌ كثيفُ الغبارِ


خفَتَ بريقُ نجمةَ الصَّباحِ


حزنٌ مكوَّرٌ


بينَ


خريرِ


المياهِ ..


أسطورةٌ مخرومةٌ تسطو


على أولى الحضاراتِ


على أبجدياتِ الكونِ!



أسطورةٌ مغموسةٌ بالدمِ


مغموسةٌ بدموعِ الأطفالِ


مغموسةٌ بدموعِ العشَّاقِ


المترقرقةِ فوقَ شاهداتِ القبورِ



أسطورةٌ من لونِ الجنونِ


مِنْ لونِ الهلوساتِ..


هلوساتٌ


داسَتْ في جوفِ الحيتان


في جوفِ مافياتِ


هذا الزَّمان!



أسطورةٌ تسطعُ شروراً


تفرِّخُ سموماً


أكثر أذىً


من سمِّ العنكبوتِ!


.... .... ... .. ...!



صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 24-06-2008 الساعة 04:53 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-06-2008, 05:55 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,874
افتراضي

العرزال و ما أدراك ما العرزال كان النوم عليه كالنوم على ظهر الغزال و كان اللعب حوله كالدوران في حومة النزال لقد ذكّرتنا به و كاد يغيب عن البال أشكر لك هذا الوصف و الجمال و هذا النظم الرقيق الزلال.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke