![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
قبل بضعة أيام وتحديداً بتاريخ 14/6/2008 كتب المدعو زكا موضوعاً في المنتدى الديني لهذا الموقع بعنوان ( الجنس في الزواج المسيحي ) . فتتالت الردود والمداخلات بين مدٍّ وجزرٍ في المفاهيم فقمت أنا أيضاً بإضافة مداخلة قصيرة بعدها أضافت الأخت جومانة هذه المداخلة فردَّ عليها زكا ردّاً مما جاء فيه :
(( تشكر يا اخ زكا والاب الفاضلعلى تقددمنه من تعاليم روحية لكي نتعلم بها التعليم الايماني الصحيح وفعلا انا ايضااشاهد ان اي اجتماع بين الرجل والمراة بدون اكليل مقدس في الكنيسة فهو زنا ويجب انلا ننظر اننا نعيش في زمن متطور ويجب ان نعلم اولادنا الطريق والتعليم الذي قمنانحن عليه لكي لا يتصرفون اولادنا كما يتصرف مجتمع الذي يعيشون فيه لاننا نعيش فياوربا وعند الاوربية فهي عادية جدا ان تعرف اي شاب على فتاة يقدر ان يمارس معهاالنجس بدون زواج الهي لذلك يجب ان نعلم اولادنا اننا لسنا من هذا المجتمع ولناعاداتنا وتعاليمنا الكنيسية ويجب ان يتقيدو فيها )) فردّ عليها زكا قائلاً : اشكر الرب من اجلكي اختنا الفاضلة واريد ان اوضح نقطة مهمة انالمسيحي لا تحكمه العادات والتقاليد بقدر ما يجب ان يحتكم الى كتابه المقدس............ . فقام الأخ الياس زاديكي بالرد عليه معترضاً على رفضه لفكرة التقاليد . وأنا الآن أردّ عليه بالقول : إن هذا الحديث يتضمن في طياته رفضاً ذكياً ( خبيثاً ) لإحدى معتقدات كنيستنا المستقيمة المجد والإيمان ألا وهو ( التقليد ) . وأنا في هذا الرد لن أتكلم بالتفصيل عن معتقد التقليد لأنني نشرت موضوعاً كاملاً عنه في هذا المنتدى بعنوان ( لكي لا ينخدع المؤمن -2- ) وإني أرجو من القارئ العزيز أن يقرأ هذا الموضوع ويحمّله على حاسوبه لأهميته ، لكنني لابد أن أقول كلمة وهي : إن أيّ فكرٍ مهما كان سامياً راقياً وحتى إن كان فكراً إيمانياً إلهياً سيظلّ مجرد فكر لا منفعة منه إن لم يتحول إلى عمل وهذا المعنى هو واحد من معاني قول رب المجد يسوع : من عمل وعلّم يدعى عظيماً في ملكوت الله ( مت5: 19 ) . كما هذه الفكرة أكدها الرسول يعقوب في رسالته التي أصفها أنا بأنها رسالة الإيمان والعمل والتي يتحفظ عليها الخارجون عن الإيمان المسيحي الصحيح . أكد فيها كثيراً على هذه المسألة وأذكر بعضاً من أقواله : الإيمان من دون أعمال ميّت في ذاته ....... ألم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال .... فترى أن الايمان عمل مع أعماله وبالاعمال أُكمل الايمان ...... ؟ ( يع2 ) . إن الفكر أحبائي إن كان إلهياً فهو غير متغيّر ، وحينما لا يتغير فهو ثابت على مدى الأجيال والدهور ، يوجّه بثباته كل أمور المؤمن ، وهذا ما يدعى بالثابت أو الثابت العقيدي . ولكي أقرّب الفكرة لذهن القارئ أستعين بمثال من السياسة ، حيث ينادى دائماً بمصطلح ( الثوابت السياسية ) أي مجموع النظريات والمبادئ الوطنية التي وُجدت للمحافظة على الكيان الوطني ........ وهكذا هناك الثوابت الدينية التي وجدت من صُلب تعاليم كتابنا المقدس للمحافظة على الإيمان الصحيح كي يصل المؤمن بأمان إلى ملكوت الله . هذا ولأنها ثوابت فإن العمل بموجبها هو عقيدة ثابتة طول الأجيال لا يطالها التغيير أو ما يسمى اليوم بالتجديد ( الذي هو بدعة فيها إهانة لمجد الله ) . ولأنها عقيدة فإن تحويلها إلى واقع عملي يحتاج إلى قانون يصيغ طريقة تحويلها إلى واقع عملي ، أو تجسيد كلمة الله في واقع عملي . وإن اجتماع كلمة الله مع طريقة تجسيدها إلى واقع عملي هو ما يسمى التقليد . وبالتالي فإن المسيحي يجب أن يكون متمسكاً بالتقليد تمسكاً شديداً ، وإن جاز القول بمصطلح المحكومية كما أجاز زكا لنفسه أن يقول ( ذلك أن هذا المصطلح مرفوض في فكرنا المسيحي حيث أن الإيمان المسيحي يحاكي حرية الإنسان فلا يفرض عليه نفسه قسراً على طريقة المحكومية ) ولكن قلت إن جاز التعبير أن نقول بهذا المصطلح فإن المؤمن يجب أن يكون محكوماً بالتقليد مثلما ألزم ربنا يسوع المسيح نفسه أن يمارس عملاً ما علّم به إن بعد أن علّمه أم قبل أن يعلّمه . نعم إن ربنا يسوع المسيح أشار إلى ضرورة تجسيد كلمة الله والإيمان إلى واقع عملي من خلال قيامه هو بالذات بهذا التجسيد وأذكر في هذا الخصوص مثالين فقط حيث أن ذكر الأمثلة ستؤدي بنا إلى كتابة كامل بشارة المسيح له المجد . المثال الأول : إن ربنا يسوع المسيح أكّد الأهمية المطلقة للمعمودية كولادة روحية إلى الحياة الروحية وفسرها له المجد بأنها الصلب والموت والقيامة معه ( يو3 ) وعاد الرسول بولس ليعيد ذات تفسير الرب للمعمودية بأنها الصلب والموت والقيامة مع المسيح ولكن بصيغة أخرى ( رو6 ) ، وذلك لأنه لا يمكن أن يتحقق الخلاص إلا بالصلب والموت والقيامة مع المسيح له المجد ، وبالتالي فلكي يؤكد له المجد أهميتها هذه وأهمية أن يبتدئ الإنسان حياته الروحية بها فإنه وقبل أن يعلّم عنها ذهب إلى يوحنا واعتمد منه ، وإننا نجد في حادثة عماد الرب ما يلي : - المسيح يمثّل كل من يتقدم طالباً العماد على يد الكاهن ( كبيراً كان أم صغيراً ) . - يوحنا كان كاهناً لأنه كان ابن كاهن ، ويمثل كل كاهن مفرز من الروح القدس يقوم بخدمة التعميد . - مجرى نهر الأردن يمثل جرن المعمودية في البيعة . - مياه الأردن تمثل المياه التي توضع في جرن المعمودية . - ضفة نهر الاردن تمثل البيعة التي تحتوي جرن المعمودية . - الكلام الذي دار بين يوحنا والمسيح يمثل الصلاة التي يؤديها الكاهن رافعاً إياها إلى المسيح له المجد . - صوت الآب ( هذا هو ابني الحبيب ...... ) إشارة إلى أن كل من يعتمد يصبح ابناً لله . - حلول الروح القدس شبه حمامة إشارة إلى أن كل من يعتمد يحلّ عليه الروح القدس وينال شركة الطبيعة الإلهية كما أكد الرسول بطرس ( 2بط 1 ) . المثال الثاني : قال ربنا يسوع المسيح له المجد أقوالاً كثيرة في ضرورة تناول جسده ودمه الأقدسين ( أقرأ يو6 ) وإنه أكد ضرورة تجسيد أقواله هذه إلى واقع عملي حينما قام هو بالاحتفال بأول قدّاس في المسيحية حينما أجتمع هو والكنيسة وبعد أن أنهى دور ما هو عتيق ابتدأ العهد الجديد بأن قام بتحويل الخبز والخمر إلى جسده ودمه وأعطاهما للكنيسة ثم قال : اصنعوا هذا لذكري ( لو22: 19 ) . والآن إنني أطرح هذين السؤالين على كل الأحبة : س1- هل أكتفي بحفظ كلام المسيح عن ضرورة المعمودية حفظاً ذهنياً فقط أم أحفظه وأعمل بالتقليد الذي يسمح لي بتجسيده عملياً ؟ س2- هل أكتفي أيضاً بحفظ أقوال المسيح عن ضرورة تناول جسده ودمه الأقدسين حفظاً ذهنياً فقط أم أحفظها وأعمل بالتقليد الذي يسمح لي بالتقرب إليهما وتناولهما ؟ أخيراً . انتبه أخي المؤمن ولا تنخدع بأقوال أمثال هذا المتطفل على كلمة الله ، فإن الرسول بولس قال : بالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء ( رو16 ) . ولربنا يسوع المسيح كل المجد إلى الأبد آميـــــن .
__________________
مسيحنا الله الأب القس ميخائيل بهنان صارة هـــــــــــــــــــــ : 711840 موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
التعديل الأخير تم بواسطة الأب القس ميخائيل يعقوب ; 06-07-2008 الساعة 02:37 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]()
كما هو معلوم و جار في معظم المنتديات فإن هذه المنتديات هي ساحة واسعة للحوارات و النقاشات و طرح ما يراه الأعضاء من أفكار و هموم و آراء. نحن لا نستطيع أن نقمع أي فكر أو فكرة لكن من حق الجميع أن يحاور و يناقش بعيدا عن المسّ الشخصي بالشخص لأن هذا ليس من أسلوب الحوار الواعي و البنّاء و الهادف، كما أنّه يحق لكلّ منّا أن يدافع عن رأيه و موقفه بما يراه من حجة و يأتي به من دليل و برهان و لا أرى في هذا مدعاة لأن يغضب أحد ما. منْ لا يرى في نفسه الكفاءة و المقدرة على الدفاع عن فكرته بأسلوب يترفّع عن الأذية عليه ألا يسعى إلى طرح هذه الفكرة. النقاش و الحوار الهادف و المبني على أساس المحبة سيقود بالتأكيد إلى نتيجة طيّبة و مريحة للجميع ألا و هي الوصول إلى الحقيقة و إن استعصت الحقيقة و تعسّر إثباتها فعلى الأقل أن يكون المشارك و هو صاحب الفكرة أو الطرح قادرا على توضيح فكرته و إثبات براهين قناعته بها و أن يسوق حججه الدامغة في ذلك.
لا نريد أبدا أن يكون النقاش و الحوار من أجل النقاش فقط بل أن يتجاوزه ليكون من أجل هدف نبيل. يعلم الجميع أن الأمور الدينية شائكة و أن خوض غمار النقاش فيها يحتاج إلى خلفية ثقافية روحية و علم و دراية و قد سببت مثل هذه النقاشات منذ فجر المسيحية أذى كبيرا للكنيسة و نتائج هذا الأذى و الضرر ماثلة للعيان على ما صارت إليه الكنيسة الواحدة من التمزّق و التشرذم و الضعف فكل أمر ينقسم تضعف ركائزه و يتهدد مصيره فالأخطار الخارجية المحدقة به كثيرة و متنوعة. رجاء محبة لأبينا الفاضل و للأخ زكا و لجميع المتحاورين أن يلتزموا آداب الحوار قبل كل شيء و من ثم يضعوا نصب أعينهم الغاية النبيلة لكلمة المحبة قولا و ممارسة و فعلا ليس قولا فقط بغياب الفعل و الممارسة. لا يمنع أن يكون هاك نقاش و هذا ضروري لكن أن يكون نقاشا ملتزما لا تهجم فيه و لا سباب و لا نيل من كرامة الآخر لأننا إخوة في المسيح أولا و لأن جميع ما ينشر هنا سيقرؤه الناس فلا تجعلوا أسباب عيب في نقاشاتكم. كلّ يدافع عن فكره و طرحه و الدليل هو نص الكتاب علما أن لهذه النصوص تفسيرات قد تكون متباينة بعض الشيء و دليلنا على ذلك هو واقع المسيحية اليوم في طوائفها الثلاث الرئيسية و مئات الطوائف الأخرى التي ظهرت بعد ذلك و تظهر كل يوم. يخطيء من يقول إن الحقيقة معي لوحدي لأن الحقيقة أيضا تخضع لقانون النسبية فهي ليست مطلقة وقد تكون عندك و تكون في نفس الوقت عند الآخر. الرجاء التزام الهدوء في الحوار و عدم التعدي على الآخر لأن الرب يسوع لايحب من يعتدي على غيره و هو أعطانا المحبة و علينا أن نُحسن ممارستها و إلا سنصير أضحوكة للغير و خاصة أن هناك أشخاص من أديان أخرى و معتقدات أخرى يدخلون إلى موقعنا كما تدخلون إلى مواقع الغير. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-06-2008 الساعة 02:46 PM |
#3
|
|||
|
|||
![]()
لأن الحقيقة أيضا تخضع لقانون النسبية فهي ليست مطلقة وقد تكون عندك و تكون في نفس الوقت عند الآخر.
بداية إنني أشكر الاستاذ فؤاد على روحه المسيحية العالية وأقول : إن كل حقيقة تخضع لمقياس النسبية إلا الحقيقة الدينية ، لماذا . إن كل الحقائق حينما تكون من أو نتيجة نشاطات البشر أياً كانت تلك النشاطات فإنها تكون خاضعة لمقياس النسبية ، ذلك أن البشر خاضعين لمقياس الخطأ والصواب ، بمعنى أنهم قد يصيبوا أو يخطئوا ، كما تكون خاضعة لمقياس الأحتمالات أي قد تكون هذه النتيجة أو تلك ملبية للحاجة أو غير ملبية ....... وإلى ما هنالك من المقاييس التي تعبر عن الضعف البشري بمختلف مجالات الحياة ، لكن الله لا يخضع لأي من هذه المقاييس لأنه ليس ضعيفاً في أيّ ناحية أو جانب ، وبالتالي فإن تعليمه الإلهي لا يمكن أن يخضع لهذا المقياس بتاتاً أي أن تعاليمه الإلهية غير خاضعة إذا لمبدأ النسبية ، أما أن فهم الإنسان أياً كان يخضع لمقياس النسبية فهذا أمرٌ وارد ، أي قد يكون هذا الفهم صحيحاً وذاك خاطئاً ، وقد يكون هذا واضحاً وذاك مبهماً ، ولكن حينما يتكلم الشارح أو المفسّر أو المعلّم مسنداً شرحه أو تعليمه أم تفسيره ألى نصٍّ صريح من الكتاب المقدس فلا نقول عن تفسيره أو شرحه ...... أنه خاضعاً لمبدأ النسبية ، فإنه لا يتكلم من نفسه إنما بحسبما يقرأ يقول ويستند ...... تحيتي للاستاذ فؤاد مرة أخرى وليحفظكم ربنا يسوع المسيح بشفاعة السيدة العذراء والقديس مار أسيا الحكيم آمين .
__________________
مسيحنا الله الأب القس ميخائيل بهنان صارة هـــــــــــــــــــــ : 711840 موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|