رسالة من الصديق المحامي عبد الكريم بشير والردّ عليها

[fouadzadieke]

وصلني اليوم بالبريد الإلكتروني رسالة عزيزة من أستاذ نا الغنيّ عن التعريف المحامي عبد الكريم بشير صاحب القاموس الأزخيني المعروف. وإني إذ أشكر له هذه المبادرة الجميلة والطيبة في اتصاله بي, فإني أقوم بنشرها هنا كوثيقة من وثائق أدبيات شعبنا الأزخيني السرياني وقد أجبته بالرد سأنشره هنا في الوقت ذاته.

بريد الأستاذ عبد الكريم بشير

الأخ الأديب فؤاد
بعد التحية:
قرأت في موقعكم على الأنترنيت مـا يدلُّ ويثبت أنك أديب موهوب ، وشاعر مرهف
الحس ، وإنسان يتمتّع بإنسـانية رائعة ، وأصالة نادرة ، وفكر حضاري وتقدمي ..
آ ـ ففي [ أزخينياتك ]
أصالة تراثية أزخينية أصيلة . تفخر بنضال الآباء والأجداد ومواقفهم الرجولية
والنضالية في سبيل العيش بالكرامة والدفاع عن النفس ، ولديك دراسات ورصيد كبير
من المعلومات اللغوية والتاريخية والمعاشية والتراثية لهذه البلدة البطلة .
فاكتب يـا فؤاد واكتب .. فـأنت يا فؤاد في فؤاد كل أزخيني .
ب ـ وفـي [ شخصياتك]
برهنت بما تفضلت بالكتابة في سيرة المرحوم حنّــا شيعـا أنّـك أصيل وصاحب
مبدأ، تحفظ الود وتشيد بالمعروف وحفظ قدسية الصداقة .
والمبادئ المتأصّلة فيك تجعلك تنطلق من سمو مبادئك.. فنعمَّ المبادئ ونعمَّ
الإخلاص .
والأستاذ حنا كان قولاً وعملاً إنساناً مناقبياً صادقاً .
ووصفك له في سيرته هذه جاء صادقـاً وافيـاً نـابعـاً من إحساس صديق صدوق ‘ ولا
أقول هذا لأنه [ ابن أخي ] إنما أقول ذلك لأنه هكذا كان . كما وصفت وكتبت .
له الرحمة، ولك طول العمر ولقلمك وكتاباتك السمو والتقدم والاستمرارية..
فاكتب يـا فؤاد اكتب فنحن توّاقون إلى كتاباتك وأدبياتك القيّمة.
ج ـ وفي [ قاموس ولهجة ]
هذا النقد الذي تفضلت به لأحد كتبي [ قـاموس في اللهجة الأزخينية ] أقول :
صدقاً أسعدني هذا النقد البنّاء الذي أرحب به وأتمنّى أن أتـلقّى مثله من غيرك
أيضـاٌ .
النقد جاء لعدم إعطائي ـ حسب رأيك الذي أقدره وأحترمه ـ الكلمة حقها اللغوي
والصرفي والنحوي من المعلوم والمجهول والمزيد والناقص والصحيح والمعتل والمجرد
والمزيد.و.و.إلى آخر ما هنالك من قواعد اللغة. وعذري في ذلك أنني أضع قاموساً
في لهجة آزخ وأتعامل مع لهجة وليس مع لغة. مع العلم ذكرت لبعض الكلمات اسم
الفاعل واسم المفعول .
مع هذا أفرحني كل مـا كتبته من نقد أو مدح ومرحباً بكتاباتك وانتقاداتك
الحضارية الجريئة والبنّاءة.
اكتب يـا فؤاد نحن متعطشون لقراءة كتاباتك
فاكتب إذن يا فؤاد اكتب فـأنت يا فؤاد فـــي فــؤاد ........
المحامي عبد الكريم بشير
في / 6 /2 / 2007

وهذا كان بريدي ردّا عليه:

أستاذي القدير الأستاذ عبد الكريم بشير

لقد كنتَ ولا تزال رمزا من رموز أمانة التاريخ بالوفاء لشعب آزخ وتراثها وكنتَ من الذين وضعوا لبنة أساسيّة في بناء هذا الشعب وتراثه ونحن جديرٌ بنا أن نكون قادرين على السير على خطاكم النيّرة لنكمل معكم ومع الآخرين ممن أشادوا بدورهم في البناء مساهمة وعمراناًالمشوار.

إنّي لا أجامل أستاذ ي الكريم لأقول:إني أفخر بأن أكون تلميذا مجدا يتعلم منكم الكثير ونحن جميعا نسعى من أجل تقديم عمل أو خدمة تكون على مدى الأهمية التي كان شعبنا الأزخيني السرياني بها عبر مراحل نضاله الطويلة ضد طوفان الطغيان على مختلف أنواعه. إني نذرت نفسي لأن أكون مدافعا صلبا وعنيدا عن أمتي وشعبي ما وسعني الدفاع ولي شرف عظيم أن أنتمي إلى أرومة هذا الشعب السرياني شعب الحضارات والأمجاد والبطولات والعلوم.

سنكمل المشوار يا أستاذي وإني أصلي من أجل أن يديمك الرب في صحتك فأنت كنز من كنوز هذا الشعب ومفخرة من مفاخره علينا أن نعترف بذلك وألا نغبنك حقا هو لك في يوم من الأيام وسيذكر التاريخ الأستاذ المحامي عبد الكريم بشير مناضلا أمينا ومفكرا شهما استطاع أن يخلق من قليل كان بين يديه كثيرا له الحق في أن يفخر به.

لن أتوانى لحظة واحدة عن تقديم كل ما هو مفيد لأمتي وشعبي خاصة فيما يخص التراث واللهجة والتاريخ لأننا نعيش في عصر تتوفر لدينا إمكانيات وسبل لم تكن متوفرة لأجدادنا الأوائل وإلا لكانوا أيضا تركوا لنا إرثاً تاريخيا مكتوبا لا يتركنا في حيرة من أمرنا وهم معذورون على أية حال فالظروف القاسية التي كانوا يعيشونها لم تكن تتيح لهم فرصا كهذه.

أشكرك جزيل الشكر يا أستاذي الكبير وأنت من نتعلم منه. أنت من أنار لنا طريقا صائبا وأعاننا على تخطّي العوائق والعقبات. مرة أخرى أشكرك شكر الأخ المحب والصديق الصدوق وسنعمل معا يدا بيد من أجل أمتنا السريانية وشعبنا الأزخيني الذي هو جزء من هذه الأمة العظيمة .

مع تحياتي وخالص تقديري وشكري

فؤاد زاديكه

ألمانيا في 10/4/2007

[georgette]

ورك يا سيدي الله يقويك انت ومحامينا العظيم عبد الكريم بشيرويجعلكما نور وهدى لكل سرياني ازخيني
ربي لا يحرمنا من وسع وكبر بحوركما المعطاءة ويشد على ايدك وايد الاستاذ عبد الكريم اكتر واكتر
وانا اتقدم للاستاذ الكبير عبد الكريم بشير بكلمة شكر وتقدير لما دونته ريشته من صميم قلب محب معطاء لشعبه وامته
واشكرك يا ابو نبيل لما تقدمه لنا اجمع من معلومات جميلة ومفيدة عن تاريخ اجدادنا
محبتي

[fouadzadieke]

أشكر لك مرورك العطر يا أختي جورجيت ونرجو أن يمنّ الرب على مفكرنا الأستاذ المحامي عبد الكريم بشير بالصحة الدائمة والتوفيق ونشكر كل من قدّم خدمة جليلة لأمتنا السريانية وشعبنا السرياني الأزخيني العظيم.

[د. جبرائيل شيعا]

وصلتني نفس هذه الرسالة اليوم في 10 نيسان 2007م من عمي الأستاذ المحامي عبد الكريم بشير.
فرحت جدا جدا بها، واعتبرتها جسرا يوصل نقطتين (محطتين) هامتين من محطات آزخ العزيزة على قلوبنا جميعا.

ما أجمل ان يتعانق الأحبة
وما أجمل ان يفتخر الإنسان باخيه الإنسان ويتبادل معه كلمات المحبة والصداقة والتضامن للسير معا على خطى واحدة تخدم المجتمع الذي ينحدران منه.،وكذلك الأمر أن يخدم الامة أو يخدم ولو جزاء منها كما هي أمتنا السريانية العريقة التي يعتبر هذا الجزء المتواضع (المجتمع الآزخيني) هو جزء مهم منها، هذا الجزء الذي ننحدر منه وله نقدم كل ما بامكاننا تقديمه خدمتا وعملا آنيا ومستقبليا.
نعم أنا معك يا حبيبنا فؤاد، علينا واجب إنساني وشعبي أن نخدم ونقدم ونكتب ونعمل وباستمرار، وهذا ما ينقص ونفتقد إليه في تاريخنا عما جرى مع آبائنا وأجدادنا ولم تكن هناك الامكانيات المتوفرة كما هي لدينا في هذا العصر وهذه النهضة المتقدمة من تقنيات وامكانيات متطورة.
أقول : لا ينقصنا شيء إلا ان نمسك القلم والورقة و الورقة الالكترونية ونخط ونسرد كل ما في جعبتنا وكل ما يوجد حولنا خدمة لأمتنا السريانية.
وبهذه المناسبة اتقدم بجزيل الشكر لك يا عمي المحامي عبد الكريم بشير على كل ما قدمته من مقالات وكتب واخص هنا قاموس اللهجة الازخينية التي قمت بجمع كلماته ومنذ أكثر من نصف قرن من اليوم وتعبت بجمعها كثيرا وتعرضت بالتأكيد لجمل وكلمات من هنا وهناك اسمح لي ان اسر بعضها والبهجة التي سمعتها ( صلحولي إذا لم أكتبها نفس القالب التي لفظت به) هي: أشكلصار على كريم ، هما أينل يمسكوا يطلب منو شي على آزخ، وهما يقلنا أشني هايي الكلمة واشو معناتا ".
لأنه بالتأكيد في ذلك الوقت لم يعرفوا ما هي قيمت تلك الاسئلة التي كانت للكثير تعتبر عابرة (أو سخيفة) لأنه لم يقدر قيمتها الأدبية والعلمية والتاريخية وكذلك من الناحية الحضارية.
لكن يا عمي تأكد تماما أن تعبك لم يذهب هدرا نحن وكل من سمع ورأى هذا الكتاب يفتخر بك ويفتخر بهذا العمل الرائع.
فلك مني جزيل الشكر والتقدير لتعبك وجهدك.

أخي وصديقي فؤاد
لا تفتكر بانك أنت لم تتعرض لتك الكلمات والجمل من خلال عملك ولقاءاتك مع ابناء شعبنا من خلال تفتيشك عن كل ما يتعلق بآزخ من تراث وعادات وتقاليد، لك أنت أيضا يد لا يستهان بها في إغناء ارشيف آزخ، وذلك من كتاباتك التي تنشرها هنا وهناك.
وفقك الله ووفق كل يد تخدم تراثنا السرياني أينما كان واينما تواجد.
لك مني جزيل الشكر والتقدير وسير على هذا الطريق، متمنيا أن يسير الجميع على هذا النحو وكل من الزاوية التي يرى نفسه قويا فيها.
اكتبوا ولا تقصروا
أنني أنطلق من مقولة دائما احب ان ارددها: " كل ما دون دام ".
يلزمنا الكثير الكثير من الاقلام والكتاب.

ما اتمناه هو ان تكون هناك علاقة قوية بين كل الكتاب واصحاب الاقلام التي تكتب عن الأمة السريانية وأخص بالتحديد عن آزخ الحبيبة.
منذ زمن تراودني فكرة لقاء الكتاب عن آزخ.
أولا للتعارف وزيادة اللحمة فيما بينهم والاستفادة من البعض وكذلك للنظر ودراسة ما هو موجود وما ينقص إلى حظيرة ارشيف آزخ.
يا ريت يتم هذا النوع من اللقاء وأنا مستعد لتنظيمه إذا ابديتم يا أحبائي الاعزاء وهنا ندائي لكما يا أيها الغاليان العم المحامي عبد الكريم بشير وأنت يا صديقي فؤاد زاديكي وكذلك لكل من يهتم ويحس انه ينتمي إلى هذه الجعبة الآزخينية.
فليكن هذا نداء عام
فليكن هذا أقتراح لمستقبل قريب

مرة أخرة أنني جدا سعيد في هذا التبادل الادبي لأبناء آزخنا الحبية
دمتتم ودامت الأمة السريانية الأبية
وعاشت آزخ السريانية

د. جبرائيل شيعا

[fouadzadieke]

صديقي الغالي الدكتور جبرا شيعا
أجل إنّ الذي يُكتب يبقى محفوظا ولن تطاله يد التلف أو الاندثار وما عَلِمتُه هو أنّ أجدادنا وعلى الرغم من الظروف العسيرة التي كانوا يعيشونها وهم مهددون بالموت في كل لحظة كانت لهم اهمامات في الكتابة وقد كتبوا الكثير لكن يد الزمن الغادر أتلفت كل شيء ولم يبق مما كتبوه سوى قصاصات من هنا ومن هناك وهي تتحدث عن أحداث معينة وعن حالات اعتداء الخ.
إنّ التدوين هو المرحلة الأولى لحفظ المعلومات والأحداث لتصير فيما بعد من تلقاء ذاتها تاريخا مكتوباً. وإن السّريان أجدادنا في تركيا عانوا الأمرين وعلى الرغم من كل ذلك فهم كافحوا وناضلوا من أجل الحياة لا لأنهم كانوا يحبون الحياة ويعشقونها كثيراً بل لأنّهم كانوا يعلمون أنها إحساس بوجود الله في الجنس البشري.
على كلّ من له مقدرة ولديه معلومة مفيدة ألا يبخل بها ويتكرم ليقدمها لنا هنا لتصير لنا في نهاية المطاف حصيلة من المعلومات الموثقة والقيّمة والتي تتحدث عن تراث أجدادنا وعن ظروف حياتهم ومعاناتهم لأنه مطلوب من كل فرد منا أن يساهم بشكل أو بآخر بما يستطيع. وكما يقول المثل فإنّ نقطة من هنا ونقطة من هناك ونقطة ثالثة تكوّن في النهاية ينبوعا عذباً إن لم نبالغ فنقول بحيرة أو بحراً!
تاريخ الشعوب متى أهمله أبناؤه مات ومتى لاحقوه تدوينا ونقلا إخبارياً وحديثا متداولا أبا عن جد ومن ثم للأبناء بقي محفوظا ولا يخشى عليه من الضياع والتلف. وأكثر ما أتحسس منه ويزعجني لدى بعض أبناء شعبنا هو بعض الأنانية التي توجد عند بعضهم فالمعلومة ليست لي وهي ليست لك ولا للمحامي عبد الكريم بشير أو غيره بل هي ملك لهذا الشعب. لذا علينا أن نترفع عن كلّ ما يمكن أنْ يحرمنا من الاستفادة من أيّة خبرة أو معلومة أو مدوّنة تسهم بشكل ما في تثبيت التاريخ وتدوين الحدث.
الكلّ مطالب من أجل العمل الجاد ويخطيء مَن يعتقد أن مثل هذا الأمر لا يهمه فهو إن شاء أم أبى حفيد لفلان من رجالات أمتنا أو ابن لذاك! تعالوا لنعمل معاً من أجل الصالح العام وإنّي أفتح باب منتدياتي وموقعي هذا كما قلت في أكثر من مناسبة على مصراعيه بكل رحابة صدر ليكون منبراً لأبناء شعبنا السّرياني على اختلاف انتماءاته العشائرية لأنّه في النهاية لنا هدف مشترك واحد ليس إلاّ وكما يقول المثل: فإنّ كل الدروب إلى الطاحون تؤدي.
إنّي أضمّ صوتي لك يا أخي جبرا مناديا جميع الحريصين على مصلحة شعبنا وتاريخه وتراثه ولهجته ألا يبخلوا علينا بما يمكن أن يكون مفيدا للجميع ولك ولكل من يساهم ويدعم في هذا المجال خالص الشكر وعميق المحبة وجليل التقدير.

[د. جبرائيل شيعا]

العزيز ملفونو فؤاد
في البداية احب أن اتقدم لك بالشكر الجزيل على أهتمامك ونشاطك وهمتك وعلى هذا الرد السريع على ردود الزوار.
بالفعل هذا هو العمل الصحيح على ان يكون الاستمرار وملاحقة كل شاردة ووارده في الموقع أنه لعمل جبار.
وهذا فأنت قده وقدود.
هذا ما يزيد قوة الموقع وتعلق الأعضاء بما يكتبونه.
تودي ساكي لهذا الرد السريع والغني والمفيد
نعم أنني بحاجة بعضنا البعض
علينا ألا نبخل لا بعملنا ولا بجهدنا ولا بفكرنا ولا باس شيء أتجاة أمتنا الأبية التي صنعت التاريخ وكانت الرائدة بين الامم والشعوب في صنع الحضارة والثقافة والعلوم.
فاننا ومهما قدمنا لها فنحن مديونون لها وما قدمه آبائنا واسلافنا.
لنعمل معا يد بيد ولا نبخل على بعضنا بفكرة وكلمة وجملة يستفيد منها الاخر، فلنكن كما النحل نكمل بعضنا البعض ولنعمل كما النحل بنشاط وهمة وبدون تعب.
وقتها بالفعل سنصنع (سننتج) من عملنا عسلا نستفاد منه كلنا.
احيي واشد على ايديك ولنفتح قلوبنا ونضمها إلى قلب الأمة السريانية الواحد الكبير وإلى بلدتنا حبيبتنا الغالية آزخ.
تباركت كل الايادي التي تخدم المصلحة العامة.

اخوكم د. جبرائيل شيعا