اعتـراف يهـودي بـإبـادة الأرمـن بقلم محمد نور الدين - السفير

[fouadzadieke]

اعتـراف يهـودي بـإبـادة الأرمـن

بقلم محمد نور الدين - السفير


تركيـا مسـتاءة... إسـرائيـل وأميـركا تتبـرآن

شهدت محاولات تركيا منع تمرير مشروع «الابادة» الأرمنية في الكونغرس الأميركي نكسة كبيرة جدا، مع إعلان إحدى اكبر المجموعات اليهودية تأثيرا في الولايات المتحدة، وهي «رابطة مناهضة التشهير»، أنها تعترف بحدوث «ابادة» في العام ,1915 وأنها ستؤيد المشروع في حال عرضه على الكونغرس.
وقال رئيس الرابطة ابراهام فوكسمان، في بيان أمس الأول، انه اتخذ هذا الموقف الجديد بعد استناده إلى ما كتبه السفير الأميركي في اسطنبول في 1919 هنري مورغنتو حول معاناة الأرمن في الدولة العثمانية واستشارته للروائي ايلي ويسيل، حامل جائزة نوبل للآداب والذي عاش «الهولوكوست» النازي.
وأضاف فوكسمان انه لم ينكر أبدا أن الأحداث التي عانى منها الأرمن في العام 1915 كانت مجازر وظلامات، لكن مع التوغل في النقاش بدأنا نتفق مع مورغنتو على أن ما جرى كان «ابادة»، ولو كان هذا المصطلح موجودا حينها لكان قد استخدم. وأمل أن تتحاسب تركيا مع ماضيها وتبذل جهودا للتصالح مع الأرمن في هذه الصفحة السوداء.
واعترف فوكسمان بأن مشروع قرار حول «الابادة» لن يكون بناء ولن يقرب المصالحة بين الأرمن والأتراك، وسيخلق صعوبات ومخاطر أمام العلاقات التركية ـ الأميركية والتركية ـ الإسرائيلية.
وإذ أدركت إسرائيل خطورة الموقف الجديد للوبي اليهودي في أميركا على علاقتها بتركيا، سارع السفير الإسرائيلي في أنقرة بنحاس افيفي، الذي التقى وزير الخارجية عبد الله غول لمناسبة قرب انتهاء مهمته مطلع أيلول المقبل، إلى إصدار بيان ينأى بالدولة العبرية عن موقف فوكسمان. وقال إن موقف إسرائيل الرسمي من «أحداث» 1915 لم يتغير، وهو أننا «لا نأخذ لا جانب الأتراك ولا الأرمن». وأضاف «اننا كيهود وإسرائيليين نشعر بحتمية أخلاقية في التذكير بالمآسي الإنسانية، من جراء عمليات القتل التي تعرض لها الأرمن في الفترة الأخيرة من العهد العثماني في العام ,1915 وإسرائيل لم تنس أبدا هذه الحوادث المخيفة. وإذ نأخذ في الاعتبار العدد المرتفع من الضحايا فإننا نقدر المشاعر الجياشة لدى الطرفين، وبموازاة ذلك فقد اتخذ هذا الموضوع للأسف مع الزمن أبعادا سياسية بين الأرمن والأتراك، وانشغل كل طرف بإبداء حقانيته، لذلك فإن إسرائيل لم تأخذ جانب لا هذا الطرف ولا ذاك، ونأمل أن يدخل الطرفان في حوار صريح يضمد جراح عشرات السنوات من الماضي».
وسارعت وزارة الخارجية التركية إلى إصدار بيان عبرت فيه عن قلق أنقرة من بيان «رابطة مناهضة التشهير» والانعكاسات السلبية لذلك على العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وطالبت الدولة العبرية بالتدخل لدى اللوبي اليهودي وتصحيح ما ورد في بيان فوكسمان الذي لا يمت بصلة إلى الحقائق القانونية والتاريخية.
واتصل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وقال أحد مساعدي أردوغان ان «بيريز أكد على الأهمية التي توليها إسرائيل للعلاقات مع تركيا».
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن السفير التركي لدى إسرائيل نامق طان سيقطع إجازته ويعود إلى تل أبيب ويعبر عن قلق حكومته من بيان الرابطة. وأوضحت أن «القرار بعودة السفير اتخذ خلال اجتماع رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية في أنقرة».
وجددت وزارة الخارجية الأميركية معارضتها لتمرير مشروع قرار «الابادة» في الكونغرس. وقال المتحدث باسمها غونزالو غاليغوس إن الإدارة الأميركية ضد استخدام الأحداث الأرمنية لغايات سياسية، ومع فتح حوار بين الجانبين التركي والأرمني.
ولم يقف يهود تركيا متفرجين. وبعث رئيس «وقف العام 500» اليهودي جاك قمحي رسالة إلى ابراهام فوكسمان أوضح فيها انه أصيب بخيبة أمل من موقفه الجديد، ودعاه إلى قراءة التاريخ من جديد، وتذكر أن الأتراك العثمانيين قد حموا اليهود حين كان الغرب يقتلهم في اسبانيا. وحذره من انعكاسات هذا الموقف على المصالحة التركية ـ الأرمنية وأنقرة واليهود في تركيا والعلاقات المهمة بين تركيا وإسرائيل وأميركا.
واعتبرت صحيفة «ميللييت» أن الشعور المعادي لأميركا وإسرائيل في تركيا كان له اثر في تغيير موقف اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة من القضية الأرمنية، والذي لسان حاله «لماذا ندعم الأتراك الذين يكرهوننا؟». ووصفت قرار اللوبي اليهودي بأنه نكسة كبيرة لأنقرة.

Published: 2007-08-24