Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-04-2007, 06:45 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,095
افتراضي في ذكرى المجزرة الأرمنية لبنان إلى أين؟

في ذكرى المجزرة الأرمنية لبنان إلى أين؟


بقلم عبود يعقوب بوغوص - النهار


"ايتها الفضيلة! انت العلم السامي للنفوس البسيطة: أهنالك حاجة الى كل هذا العناء لكي نعرفك؟ أليست مبادئك مطبوعة في جميع القلوب؟ أوليس يكفي لتعلم قوانينك ان نخلو الى انفسنا ونستمع الى صوت الضمير في صمت الاهواء؟".
جان جاك روسو
لم تصمت الاهواء لدى العثمانيين ابدا كي يعرفوك ايتها الفضيلة! فمنذ قرون طويلة وباستمرار تعرضت الاقليات وخاصة الارمن منهم لبطش هؤلاء العثمانيين، تحركهم شهوات الاستعلاء والسطو والقتل. فكان رد الفعل يقتصر على الهرب واللجوء الى البلاد العربية وجاء لبنان في مقدم تلك البلاد.
ان الاسماء اللبنانية الارمنية مثل سركيس وباخوس وكسبار، وغيرها كثير، تشهد على الوجود الارمني القديم. فقد هاجروا اليه كي يحافظوا على ارواحهم وايمانهم، فذابوا فيه.
وتأسيس البطريركية الارمنية الكاثوليكية في كسروان في بداية القرن الثامن عشر في دير الكريم ومن ثم في دير المخلص لتستقر في دير بزمار عام 1749، جاء تلبية للحضور الارمني الذي كان يتدفق من الاطراف الارمنية صوب لبنان.
لما اطلّ القرن التاسع عشر لم يبق ضمن الامبراطورية العثمانية في شرقها الاسلامي سوى منطقتين يتكتل فيهما المسيحيون، لبنان وارمينيا الغربية اللذين كانا بمثابة جزيرتين محاطتين ببحر يتحكم في امواجه العثمانيون المعروفون بشراستهم وبعدهم عن المفاهيم الانسانية. وكان الفارق في الوضع السياسي بين ارمينيا ولبنان، يتلخص في ان ارمينيا لم تكن تتمتع بحكم ذاتي، على رغم انه كان حلما يدغدغ قلوب اهلها، بينما كان لبنان تحت نظام المتصرفية ينعم بالحكم الذاتي الذي جعله محصنا الى درجة معينة.
وعلى رغم عدم تجاور المنطقتين فقد استمر شريان الاتصال بين الشعبين الشقيقين يعمل كلما استمرت الصعاب، على دفق الارمن نحو هذا الوطن.
ثم جاءت مجزرة 1915 ففجع العالم بضحاياها القديسين ومشرديها الباقين على قيد الحياة. وانهالت افواج المهاجرين الى لبنان. كان فيها الارمن يستحقون هذا الوطن، وكان لبنان جديرا بهم.
فالعلاقة التاريخية بين الشعبين، والمصير المؤلم المشترك لهما، والتشابه بين حالين وثقافتين كانت وراء انسجام لهم في هذا الوطن، اعطاهم ذاته فاعطوه اخلاصا لامتناهيا، احبوه حتى العشق واصبحوا جزءا لا يرضون عنه بديلا بعد اليوم، فاندمجوا فيه وساهموا في بناء اقتصاده وتطبيب ابنائه وهندسة ابنيته وصروحه، واشتركوا في مسيرته السياسية.
ولكن ماذا اصبح حال هذا الوطن؟
لقد لحقت المصائب بلبنان، حرب وقتل وتدمير، ثم حرب اعلام وتهديد، يخشى ان تتحول من جديد حربا دامية تزيل لبنان الذي نعرفه من الوجود هذه المرة، على غرار ما حصل في الارض الارمنية، وكأن اللبناني لا يأخذ العبرة من التاريخ. وقد اضحى اليوم بلده مهشما واقتصاده متدهورا والهجرة تخطف ذوي السواعد والادمغة من شبانه كي يلحقهم افراد عائلاتهم.
فهل يرضى ابن هذا الشرق ان يمّحي؟ هل يستسلم لليأس؟ ام يقول مع حزقيال النبي "ايتها العظام اليابسة، اسمعي كلمة الرب، ها أنذا اجعل فيك روحا فتحيين وتعلمين انني انا الرب"؟
هل يهرب اللبناني من نفسه ام يعود اليها ويتعرف على عظمته؟
ما كان للبنان المسيحي المسلم ان ينجب العدد الذي لا يحصى من المفكرين والادباء والفلاسفة والعلماء والفنانين ورجال الاعمال الذين كانوا منارات للعالم لو لم يكن مختلفا عن غيره.
هذا الاختلاف لم يكن لسبب ما عنده من بحر وجبل وسهل، فهذا كله موجود في العالم، بل كان هذا الاختلاف كامنا في الفكر والثقافة. فلنواجه بهما اليوم، مسيحيين ومسلمين، الصعاب كي تكون الغلبة للحرية لا للعبودية، للمحبة لا للكراهية، للمعرفة لا للجهل.
اننا مدعوون اليوم الى نشر هذه الثقافة هنا في لبنان فلا خلاص من دونها. فحان للشجرة ان تعطي الظلال لمن تحتها ومن حولها.
وليرَ ابن هذا الشرق في تلك القيم المحجة التي يطمح اليها، فهي ليست غريبة عنه، بل هي قابعة في اعماق نفسه قد خدرتها قرون الجهل، وهي الآن في احلامها، متحسرة، باكية، متشوقة الى من يهزها كي تستفيق.
اني كلبناني ذي اصل ارمني بعدما قرأ المجزرة في عيني والده الذي فقد والده واعمامه في عمر السنوات الخمس، وبعد مرور 92 عاما على المجزرة الرهيبة ترك فيها الشعب الارمني ارضه وبيته ولم يبق له وطن سوى لبنان الذي جمع على ارضه المضطهدين من كل الطوائف المسيحية والاسلامية، والمحاصر بقوى خارجية وضعته على حافة الهاوية - اقول على طريقة الفيلسوف الالماني يوهان فيخته لما خاطب شعبه بعدما وضعت الحرب اوزارها:
المطلوب الآن الجهاد في ميدان الاخلاق والافكار، يجب العمل على ايجاد جيل قوي يهدف الى عظائم الامور. ان لبنان انجب العظماء الكثيرين وانتم حاصلون على بذرة التقدم الانساني باوضح اشكاله، فاذا هلكتم هلك شطر كبير من العالم، وكان العالم كله في خطر.
فلنكن صادقين، واثقين، عنيدين في رسالتنا فالقيامة هي عيدنا الكبير.

(•) عضو المجلس البطريركي لطائفة الارمن الكاثوليك،
ممثل الطائفة لدى اتحاد الرابطات المسيحية اللبنانية



Published: 2007-04-24
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke