مصر تشيع جثمان محفوظ

[fouadzadieke]

مصر تشيع جثمان محفوظdocument.title=' القناة -'+'مصر تشيع جثمان محفوظ';
1/9/2006

شيع جثمان الروائي المصري نجيب محفوظ الخميس في جنازتين إحداهما شعبية من مسجد الحسين بحي الجمالية بالقاهرة بناء على وصيته والثانية عسكرية رسمية.
وغلب على الجنازة الشعبية حضور كثيرين من أهل الحي الذي نشأ فيه محفوظ حيث ولد في حارة درب قرمز الواقعة بميدان بيت القاضي بحي الجمالية يوم 11 ديسمبر كانون الاول عام 1911 ثم انتقلت الاسرة عام 1924 الى حي العباسية.
وظل محفوظ الذي توفي الاربعاء عن 95 عاما على صلة بحي الجمالية ومقاهيه القديمة وكان الحي حاضرا بقوة في (أحلام فترة النقاهة) وهي اخر أعماله التي ظل يكتبها بحس صوفي حتى أيامه الاخيرة.
ولم تكن الجنازة بالحشد الذي توقعه أهل الحي لرمز يفتخرون به اذ لم يزد عدد الحاضرين على 200 مواطن بينهم بعض أصدقائه.
وبعد نحو ثلاث ساعات أقيمت طقوس رسمية عسكرية بحضور الرئيس المصري حسني مبارك وبعض الوزراء لتشييع الجثمان ملفوفا بعلم مصر على عربة مدفع تجرها الخيول وتتقدمها أكاليل الزهور وأوسمة وجوائز نالها الراحل الذي حصل على أكبر الجوائز اضافة الى قلادة النيل أعلى وسام في البلاد.
ونال محفوظ جائزة نوبل في الاداب عام 1988 وما زال العربي الوحيد الذي فاز بها في هذا المجال.
وأبدى مواطنون سخطهم من الترتيبات التي رأوا أنها حرمت الجماهير من المشاركة في وداع الكاتب.
وقال أحد سائقي سيارات الاجرة انه لم يكن يعرف حتى الصباح بأن جنازة شعبية ستقام لمحفوظ اكتفاء بما سمعه عن جنازة عسكرية من أحد مساجد القوات المسلحة بعد ظهر الخميس.
وعلق قائلا الله يرحم الاستاذ (محفوظ). كان نوارة الجمالية ومصر كلها.
وعتبت مواطنة مصرية على التنظيم الخاص بالجنازة قائلة ان موعدها مبكر جدا بالنسبة للبعض (العاشرة بتوقيت القاهرة) ورأت أن قصورا حدث في حين رمسيس سهروا له طول الليل في اشارة الى نقل تمثال رمسيس الثاني فجر الجمعة الماضي من وسط القاهرة والذي احتفل به ما لا يقل عن مليون مواطن على طول رحلة بلغ طولها 30 كيلومترا حتى موقعه الجديد أمام هضبة الاهرام.
ولم يخلص كاتب مصري لمدينة ما كما أخلص محفوظ لمدينة القاهرة وخاصة حي الجمالية التاريخي الذي دارت فيه أحداث كثير من رواياته وعاشت فيه أشهر شخصياته مثل السيد أحمد عبد الجواد وزوجته السيدة أمينة التي كان حلم حياتها أن تزور مسجد الحسين على بعد أمتار من بيتها في رواية (بين القصرين).
وبعد خروج الجثمان الى مسجد الحسين توقف بعض الرجال والسيدات من أعمار مختلفة يسهل أن يكون في كل منهم شبه باحدى شخصيات (ملحمة الحرافيش) أو احدى بطلات روايات محفوظ مثل نفيسة وأمها في (بداية ونهاية) وحميدة في (زقاق المدق).
وقالت تركية الكحكي أنها جاءت قبل الجنازة ومعها القران وظلت تقرأ له سورة يس ودعت له بالرحمة. وأضافت أنه ابن هذا الحي واللي يحب نجيب محفوظ ييجي له هنا في الجنازة الشعبية.
وقال عزت القمحاوي مدير تحرير صحيفة (أخبار الادب) الاسبوعية المصرية ان الجنازة لا تليق بمحفوظ ففي حي يسهر حتى الفجر لا يعقل أن تقام جنازة في العاشرة صباحا. من أجل الجنازة الرسمية حرموا جمهور محفوظ من المشاركة في وداعه.