Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2025, 06:05 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,823
افتراضي بَيْنَ الخِيَارِ وَالمَسْؤُولِيَّة بقَلَمِ فُؤَاد زَادْيكى

بَيْنَ الخِيَارِ وَالمَسْؤُولِيَّة

بقَلَمِ فُؤَاد زَادْيكى
يُعَدُّ الخِيَارُ وَ المَسْؤُولِيَّةُ مِنَ المُفَاهِيمِ الجَوْهَرِيَّةِ فِي حَيَاتِنَا اليَوْمِيَّةِ، وَ هُمَا يَتَقَاطَعَانِ فِي العَدِيدِ مِنَ المَوَاقِفِ، لَكِنَّهُمَا يَخْتَلِفَانِ فِي جَوْهَرِهِمَا وَ تَطْبِيقَاتِهِمَا. فَالخِيَارُ يَعْنِي القُدْرَةَ عَلَى الانْتِقَاءِ وَ اتِّخَاذِ القَرَارِ بِشَكْلٍ حُرٍّ، فِيمَا تَتَطَلَّبُ المَسْؤُولِيَّةُ التِزَامًا نَتِيجَةَ هَذَا الخِيَارِ.
عِنْدَمَا يَقُومُ الفَرْدُ بِاتِّخَاذِ قَرَارٍ مَا، فَإِنَّهُ يَتَمَتَّعُ بِحُرِّيَّةِ الخِيَارِ، وَ لَكِنْ فِي الوَقْتِ نَفْسِهِ يُلْزِمُ نَفْسَهُ بِتَبِعَاتِ هَذَا القَرَارِ. فَمَثَلًا، إِذَا اخْتَارَ شَخْصٌ دِرَاسَةَ تَخَصُّصٍ مُعَيَّنٍ، فَهُوَ مُلْزَمٌ بِالمَسْؤُولِيَّةِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَى هَذَا الخِيَارِ، مِثْلَ الجِدِّ وَ المُثَابَرَةِ وَ الاجْتِهَادِ فِي الدِّرَاسَةِ.
فِي العَلَاقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ، يَتِمُّ مَزْجُ الخِيَارِ وَ المَسْؤُولِيَّةِ بِشَكْلٍ دَقِيقٍ، فَالعَلاقَاتُ الإِنْسَانِيَّةُ تَعْتَمِدُ عَلَى القُدْرَةِ عَلَى اخْتِيَارِ كَيْفِيَّةِ التَّعَامُلِ مَعَ الآخَرِينَ، لَكِنَّ هَذَا الخِيَارَ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ وَاجِبَاتٍ وَ مَسْؤُولِيَّاتٍ. فَالصَّدَاقَةُ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ اخْتِيَارِ أَشْخَاصٍ نُحِبُّهُمْ، بَلْ هِيَ التِزَامٌ بِالمُوَافَاةِ وَ الدَّعْمِ وَ الصِّدْقِ فِي التَّعَامُلِ.
أَمَّا فِي مَسْؤُولِيَّتِنَا تُجَاهَ أَنْفُسِنَا، فَإِنَّ الخِيَارَ يَكُونُ فِي طُرُقِ تَطْوِيرِ الذَّاتِ وَ تَحْسِينِ الحَيَاةِ، وَ يَجِبُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ أَنْ يَكُونَ مُدْرِكًا لِأَنَّ خِيَارَاتِهِ تَحْمِلُ مَعَهَا المَسْؤُولِيَّةَ. فَإِذَا اخْتَارَ شَخْصٌ تَنْظِيمَ وَقْتِهِ وَ تَحْدِيدَ أَهْدَافِهِ، فَإِنَّهُ يُحَتِّمُ عَلَيْهِ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ مُلْتَزِمًا بِتَطْبِيقِ هَذِهِ الخُطَطِ بِجِدِّيَّةٍ.
أَمَّا فِي المَجَالِ العَمَلِيِّ، فَالمَسْؤُولِيَّةُ تُصْبِحُ أَكْثَرَ وَضُوحًا، حَيْثُ يُفْرَضُ عَلَى العَامِلِ أَنْ يَقُومَ بِوَاجِبَاتِهِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ، وَ يَكُونَ خِيَارُهُ مُتَرَافِقًا مَعَ تَحَمُّلِ النَّتَائِجِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَى أَعْمَالِهِ. فَالقِيَادَةُ، مَثَلًا، لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَنْصِبٍ يُخْتَارُ لَهُ الشَّخْصُ، بَلْ هِيَ مَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ فِي تَوْجِيهِ الآخَرِينَ وَ اتِّخَاذِ القَرَارَاتِ الصَّائِبَةِ.
لِذَلِكَ، فَإِنَّ المُوَازَنَةَ بَيْنَ الخِيَارِ وَ المَسْؤُولِيَّةِ تَعْتَبِرُ مِنْ أَهَمِّ المَهَارَاتِ التِي يَجِبُ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِهَا الفَرْدُ فِي حَيَاتِهِ، فَإِدْرَاكُ العَلاقَةِ بَيْنَهُمَا يُسَاعِدُ فِي تَحْقِيقِ تَوَازُنٍ صَحِيحٍ بَيْنَ حُرِّيَّةِ الاخْتِيَارِ وَ التِزَامِ الوَاجِبَاتِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى مُجْتَمَعٍ أَكْثَرَ تَحَمُّلًا لِلمَسْؤُولِيَّةِ وَ أَفْرَادٍ أَكْثَرَ قُدْرَةً عَلَى اتِّخَاذِ القَرَارَاتِ الصَّائِبَةِ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke