هل تغضبك شتيمة الناس ؟

[ابو يونان]

لا تُغضبك شتيمة الناس .. ولا يُفرحك تكريمهم لك ..
لأنهم يموتون ، وتبطل الكرامة والإهانة معاً ..
ولكن أحزن إن عملت شيئاً رديئاً تستوجب عليه الأهانة .. وتوجّع ،
كيف أخطأت قدام الله .
القديس اثناسيوس الرسولى


أحبائي أعضاء وزوار موقعنا الكرام
سلام المسيح معكم

بين الحين والأخر نرى في العديد من المواقع نقاش حول موضوع ما ويحتد النقاش ليصل إلى النقد اللاذع ومن ثم الشتم والسباب والقدح ومن واجب إدارة الموقع أي موقع كان هو إيقاف هذا النقاش عندما يتعدى حدود الأخلاق والآداب , حين تصل هذه الأمور البعيدة كل البعد عن الرأي والرأي الأخر وعن حرية الرأي لابد من حذف هذه المشاركات والسبب هو أولاً احتراماً لبقية الأعضاء الذين شاركوا أو لم يشاركوا , ثانياً إذا أردنا أن نتناقش في موضوع ما علينا أن نلتزم الهدوء بالمناقشة لأن فكرة الإتجاه المعاكس كما يحصل في قناة الجزيرة هي أن يبعدك عن موضوعك الرئيسي ويجعل الخصوم يتنافروا أكثر مما هم عليه وبالنتيجة نجد أن الموضوع الذي طرح أصبح شتماً وقدحاً وبعيد كل البعد عن الهدف الرئيسي , والأهم من كل هذا عندما يطرح أي موضوع كان في مواقعنا السريانية والمسيحية علينا أن نفكر ونبذل كل ما في وسعنا لتقديم ما يطور ويخدم شعبنا وقضاياه المصيرية قبل قرن من الزمان كانت هناك إبادة جماعية لشعبنا ولم تتوفر حينها وسائل الإعلام كما هو اليوم ولكن بقى شعبنا يناضل وينقل صوته عبر المحافل الدولية لكي يعرف العالم ما جرى بهذا الشعب وبدأت بشائره تبان واليوم شعبنا في العراق يهجر ويقتل وبدل أن نمد يد العون له وإيصال صوته للعالم نتصارع فيما بيننا لأننا شعب معروف لا نستطيع إلا على بعضنا البعض لقد نسينا من هو عدونا الحقيقي وأصبحنا أعداء بعضنا البعض تركنا كل تعاليم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد وأصبحنا مثل أولئك الذين يعلمهم دينهم على السب والشتم والنزول إلى أحط القيم الإنسانية والأخلاقية لقد أصبحنا تكفيريين وتركنا المسامحة والمحبة التي بذرها فينا رب المجد .
لقد بدأت موضوعي هذا بقول ذهبي لمعلمنا وبطل الجهاد القديس أثناسيوس الرسولي :
لا تُغضبك شتيمة الناس .. ولا يُفرحك تكريمهم لك
أحياناً تتوجه لنا شتيمة أو نقد من أخٍ لنا بالمسيح أو أخٍ لنا في الإنسانية
علينا أن نعتبرها بركة ولا نغضب بل نصلي من أجله , هذه تعاليم فادينا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد , وهذه قمة القيم المسيحية أنا عن نفسي أتقبل كل كلمة باطلة تتوجه لي لأنني أولاً ستقومني إن كانت صحيحة بحقي وإذا لا فلكي تكون أمام أعيني كي لا أسقط بالخطأ وكل شتيمة وقدح يتوجه لي أعتبرها بركة قد يقول قائل إما يظهر نفسه كمؤمن أو مع احترامي للكلمة بلا غيرة لكن أقول لكم وبكل صراحة حين تتجاوز هذه الأمور وتتقبل كل كلمة تقال عليك تكون قد تعلمت أموراً أكثر .
- تعلمت الصبر
- تعلمت المسامحة
- تعلمت الابتعاد عن الضغينة
- تعلمت المحبة الحقيقية التي أوصانا بها رب المجد
يقول القديس يوحنا اللاهوتي في رسالته الثالثة :
إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟

أحبائي
تصل عبر بريد المواقع مئات الرسائل تحمل في طياتها الشتم والسب والقدح كلها (( درر )) وكلمات يندى لها الجبين لقراءتها أو سماعها ولم نقوم بالرد عليها
من هنا أقول لكافة اخوتنا بالرب أو أخوتنا بالإنسانية الذين يرسلون مثل هذه الرسائل هي بركة ونعمة للمرسل إليه لأنكم بقدر ما تشتمون وتسبون وتقدحون , لا ولن يرد عليكم بالمثل ,
وتأكدوا ستحل على المرسل إليه البركة يا أولاد المسيح يا من اعتمدتم بمعمودية المسيح وهنا أوجه سؤالي لكم :
ماذا تركنا لغير المسيحيين من هذه الدرر التي ترسلونها ؟
وهذا الوقت الذي تبذلونه في كتابة هذه التحف التي لا تمت للمسيحية لو بذلتم القليل من الوقت والجهد في كتابة موضوع منفعة لشعبنا المسيحي يكون أفضل
نحن نشكركم جزيل الشكر والله يعطيكم الف عافية ونعمة وسلام ربنا تكون معكم
وسنصلي من أجلكم

أحبائي من لديه مداخلة على الموضوع أرجو باسم المسيح أن تكون كلمة منفعة وكلمة محبة لنستفاد منها وتكون بركة لنا .
ونعمة ربنا تكون معكم