![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() التركي ... ومهنة القتل بقلم سعيد لحدو في كتابي (التيه ومسالك الحكمة) الذي جرت فيه مناقشة هادئة وموضوعية لقضية المذابح مع عدد من مثقفي وسياسيي الأخوة الأكراد, استشهدت في مطلعه بقول لأحد المفكرين الأوربيين يقول فيه: (إن الذين لا يمكنهم تذكر الماضي واستيعابه, مقضي عليهم بتكراره بكل أخطائه ومآسيه). واليوم وبعد سماعنا نبأ اغتيال الناشط والصحفي الأرمني هرانت دينك في قلب استانبول... أجد هذا القول يفرض نفسه مرة أخرى وبقوة ليؤكد صدقه وصلاحيته لكل وقت, وبخاصة فيما يخص الجانب التركي كسلطة أولاً, وكمجموعات قومية أو دينية متطرفة ثانياً لمسؤوليتهم الكبرى تخطيطاً وتنفيذاً والآن تنكراً لجريمة العصر التي لم يشهد التاريخ لبشاعتها مثيلاً والتي أفنيت بنتيجتها شعوب بأكملها. والأبشع من ذلك أن السلطات التركية المتعاقبة منذ عام 1915 وحتى اليوم مازالت لا تتنكر فقط لهذا التاريخ الأسود لا بل تعاقب كل من يجرؤ على البحث أو الاقتراب من ذلك التاريخ إلا بما يساعدها على طمس الوقائع وإزالة آثار جريمتها النكراء بحق الإنسانية جميعاً. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الفرق بين أن تقتل مجموعة من البشر دفعة واحدة, وبين أن تقتلهم واحداً واحداً, إذا كانت النتيجة النهائية في كلتا الحالتين هي الإبادة التامة لتلك المجموعة؟ هذا تماماً ما حصل وما يزال يحصل بحق المسيحيين عموماً في تركيا, حيث لم يكن الأرمن وحدهم ضحية هذه السياسة العنصرية في تركيا وإنما للسريان- الكلدان- الآشوريين نصيب كبير منها, حتى تقلص العدد الإجمالي لهذا الشعب في تركيا إلى بضعة آلاف, في حين أنه كان فيما مضى بملايينه العديدة واجهة للشرق عموماً ومنارة للحضارة الإنسانية جمعاء. إن عملية اغتيال الصحافي هرانت دينك الذي جعل من قضية المذابح همه الأكبر لا تدين الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة الشنعاء أو المجموعة القومية أو الدينية المتطرفة التي قد تكون وراءه وحسب, وإنما هي إدانة لمجمل النظام السياسي التركي وللعقلية التركية المتعصبة التي هيأت الظروف المناسبة للقيام بهكذا جريمة. وإذا كان القانون التركي (الذي خضع لعمليات تجميلية مصطنعة عديدة لتأهيله لدخول النادي الأوربي تحقيقاً لمصالح تركية بحتة), يعاقب مرتكب هذه الجريمة إذا تم القبض عليه, فإن هذا القانون ذاته ما زال يجرم ويعاقب كل من يجرؤ على الاعتراف بالمذابح أو توجيه أصابع الاتهام إلى أية جهة تركية حتى لو كانت هذه الجهة قبل مائة سنة خلت!! من هذا المنطلق أرى أن جريمة الإبادة الجماعية ضد المسيحيين من سكان الامبراطورية العثمانية, ومن ضمنهم السريان- الكلدان- الآشوريون, والتي بدأت مع تأسيس الامبراطورية العثمانية في مطلع القرن الرابع عشر, وبلغت أوجها عام 1915, إن هذه الجريمة ما زالت مستمرة بأشكال وأساليب مختلفة. وليس القتل المادي سوى أحد أشكالها المنظورة, رغم أن الظروف الدولية لم تعد تسمح بحصوله كما كان سابقاً, لكن الأشكال الأخرى مثل إزالة أي أثر للجريمة وطمس معالم الحقيقة إلى التهديد الرسمي وغير الرسمي بالمحاكمات والسجن.. إلى التنكر الدائم وإغراء الباحثين في مختلف أنحاء العالم وتقديم المنح الدراسية لهم وللجامعات لتغييب الحقائق وقلب الأدوار بين القاتل والضحية كل هذه الأساليب ما زالت تؤتي ثمارها. ونحن ما زلنا نتذكر قضية قس الكنيسة السريانية في ديار بكر يوسف أكبولوت والإيذاء النفسي والجسدي الذي تعرض له قبل سنوات قليلة. لمجرد أنه قال بأن السريان أيضاً ذبحوا, حيث لم تنته قضيته إلا بعد تدخلات أوربية عديدة كنتيجة للنشاط الإعلامي المكثف الذي قامت به جالياتنا في المهجر وبصورة خاصة المنظمة الآثورية الديمقراطية. كذلك الكاتب التركي الأصل أورهان باموك الحائز على جائزة نوبل للآداب وغيره كثيرون ممن لم يطاوعهم ضميرهم إلا بنطق كلمة الحق تجاه واقع عاينوه وعايشوه وخبروه جيداً لم يفلتوا من ممارسات القمع والتنكيل بهم من داخل النظام السياسي التركي ومن خارجه على السواء. إن التركي الذي جعل مهنته القتل, قتل كل من يخالفه بالدين أو بالقومية أو حتى بالرأي لن يكون مؤهلاً ليصبح عضواً فعالاً في المجتمع البشري ما لم يراجع نفسه وتاريخه, ويتصالح مع هذا التاريخ وفق الأسس التي تفرضها المبادئ الإنسانية. وأن يلغي من قلبه وعقله عقلية الذئب ومسلكه الذي ما زال شعاراً لأحزاب وحركات قومية تركية. فالذئب الذي موطنه وبيئته الغابة, لا يستطيع أن يعيش في مجتمع حضاري يقوم على التعاون والمحبة والتسامح... والسلام بين جميع فئاته ومكوناته من المجموعات الإنسانية. Published: 2007-01-29 |
#2
|
|||
|
|||
![]()
على علمي أن سعيد لحدو شاعر وله أكثر من ديوان
أما أن يصدر له كتب تاريخيه فلا علمي بهذا اذ كانت تربطني به علاقه وثيقه تحياتي للأخ (فصيحو) سعيد وكل الشكر للأستاذ فؤاد لنقله هذا الموضوع القيم اثرو |
#3
|
||||
|
||||
![]()
شكرا لمرورك أيها الغالي أبو نينيب وليس عسيرا على الشاعر أن يدبّج المقالة أو يسرد القصة فهو كاتب أولا. وقد سررت لمضمون النص علما أنه موضوع مطروق كثيراً لكنّ واجب التأكيد عليه ضروري لتوعية شعبنا وتذكيرهم ببعض معاناتهم كي لا ينسوا!
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|