![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
مشاركتي على برنامج مسابقة بوح الصورة في الملتقى الثقافي العربي من إعداد و تقديم السيدة نور الهدايا
أَتَحَرَّرُ مِنْ قُيُودِ سَجَّانِي بقلم: فُؤَاد زَادِيكِي أَتَحَرَّرُ مِنْ قُيُودِ سَجَّانِي، الَّتِي ظَلَّتْ تُكَبِّلُنِي وَ تَسْجِنُنِي فِي غُرْفَةٍ ضَيِّقَةٍ مِنَ الخَوْفِ وَ الإِذْعَانِ. لَقَدْ كَانَتْ قُيُودًا غَيْرَ مَرْئِيَّةٍ، لَكِنَّهَا أَوْجَعَتْنِي أَكْثَرَ مِنْ سِلْسِلَةٍ مِنْ حَدِيدٍ. كُنْتُ أَمْشِي وَ أَتَنَفَّسُ، وَ لَكِنِّي لَمْ أَكُنْ حَيًّا حَقًّا. كَيْفَ أَكُونُ حَيًّا وَ أَنَا أَخْشَى التَّفْكِيرَ، وَ أَتَوَجَّسُ مِنَ الكَلاَمِ، وَ أَتَلَفَّتُ خَلْفِي كُلَّمَا نَطَقْتُ بِحَقٍّ؟ سَجَّانِي لَيْسَ شَخْصًا وَاحِدًا، إِنَّهُ نِظَامٌ وَ خَوْفٌ وَ تَقَالِيدُ. هُوَ كُلُّ مَنْ حَاوَلَ أَنْ يُقَنِّنَ لِي مَا يَجِبُ أَنْ أُفَكِّرَ فِيهِ، وَ مَا لا يَجِبُ. هُوَ كُلُّ مَنْ كَتَبَ لِي قَامُوسَ الحَقِّ وَ البَاطِلِ، ثُمَّ أَجْبَرَنِي عَلَى حِفْظِهِ. وَ أَنَا، فِي ضَعْفِي، قَبِلْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى أَصْبَحْتُ سَجِينًا رَاضِيًا. لَكِنَّ رُوحِي لَمْ تَقْبَلِ الإِسْتِعْبَادَ إِلَى الأَبَدِ. صَوْتٌ خَفِيٌّ فِي أَعْمَاقِي كَانَ يَهْتِفُ: "تَحَرَّرْ!". وَ فِي لَحْظَةِ صَحْوَةٍ، رَفَضْتُ القَيْدَ، وَ كُسِرَ القَفَصُ. فَأَنَا لَسْتُ ضَعِيفًا، بَلْ أُرِيدُ الحَيَاةَ بِكَرَامَةٍ وَ وَعْيٍ. التَّحَرُّرُ لَيْسَ هُرُوبًا، بَلْ هُوَ وُقُوفٌ فِي وَجْهِ السَّجَّانِ وَ قَوْلُ: "كَفَى!". هُوَ أَنْ تَفْتَحَ نَافِذَةً فِي جِدَارِ الزَّنْزَانَةِ، لِيَدْخُلَ الضَّوْءُ وَ تَتَنَفَّسَ الحُرِّيَّةُ. لَنْ أَتَرَدَّدَ بَعْدَ اليَوْمِ فِي رَفْضِ مَا يُؤْذِينِي، وَ لَنْ أُجَامِلَ مَنْ يَخْنُقُ صَوْتِي. سَأُصْغِي إِلَى ذَاتِي، وَ أَكْتُبُ حَقِيقَتِي، وَزلَنْ أَسْمَحَ لِسَجَّانِي أَنْ يُعِيدَنِي. قَدْ يُهَدِّدُنِي، قَدْ يُشَوِّهُنِي، وَ لَكِنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيعَ أَنْ يُسْكِتَنِي. فَالتَّحَرُّرُ لَيْسَ طَرِيقًا سَهْلًا، وَ لَكِنَّهُ الطَّرِيقُ الأَوْحَدُ لِلنُّضْجِ وَ الحَيَاةِ. سَأَمْضِي فِي طَرِيقِي، بِثِقَةٍ وَ كِبْرِيَاءٍ. وَ إِنْ تَعَثَّرْتُ، فَسَأَقُومُ، فَالقَيْدُ لَنْ يَعُودَ إِلَى يَدَيَّ. وَ أُعْلِنُهَا بِفَخْرٍ: أَتَحَرَّرُ مِنْ قُيُودِ سَجَّانِي... لِأَكُونَ أَنَا. |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|