مشاركتي قبل قليل على برنامج بوح الصورة تقديم الاستاذة مها سلطان في أكاديمية العبادي ل
مشاركتي قبل قليل على برنامج بوح الصورة تقديم الاستاذة مها سلطان في أكاديمية العبادي للأدب و السلام بإشراف الدكتورة شهناز العبادي
ابتسامةُ أُنثى
بقلم: فؤاد زاديكى
الابتسامةُ على وجهِ الإنسانِ تُعدُّ من أروعِ المظاهرِ، التي تُعبِّرُ عن الفرحِ و الطمأنينةِ. إنَّها تنبثقُ من قلبٍ نقيٍّ و تنعكسُ على ملامحِ الوجهِ فتُضفي عليهِ جمالًا و سحرًا لا يُضاهى. فالابتسامةُ تُزيِّنُ الشفاهَ بنعومةٍ، و تُضيءُ العيونَ ببريقٍ يشُعُّ دفئًا و حيويةً. إنَّها لغةُ التواصلِ، التي لا تحتاجُ إلى كلماتٍ، و تُعَبِّرُ عن المشاعرِ بأبلغِ صورةٍ.
الجمالُ ليسَ مجرَّدَ شكلٍ خارجيٍّ، بل هو اندماجٌ بينَ الجمالِ الداخليِّ و الخارجيِّ. فأيُّ جمالٍ يكمُنُ في الرُّوحِ لا يُمكنُ أن ينطفئَ مهما تقدَّمَ الزمنُ. المظهرُ الخارجيُّ قد يتغيَّرُ، لكنَّ الابتسامةَ تبقى عنوانَ الجمالِ الدائمِ. العيونُ، التي تُضيءُ عندما تبتسمُ، و الشّفتانِ اللتان تتفتَّحانِ بلطفٍ، كلها مظاهرُ تُظهِرُ أرقى درجاتِ الأنوثةِ و الرِّقةِ.
أمَّا الأنوثةُ، فهي ليست بالمظهرِ فحسب، بل هي في التصرُّفِ، و اللطفِ، و الحياءِ. الأنوثةُ في ابتسامةِ المرأةِ تتجلَّى في بساطتها و رقّتها، تلك الابتسامةُ التي تُعبِّرُ عن الثقةِ بالنّفسِ و السّكينةِ، تُظهِرُ جوانبَ من الأنوثةِ الحقيقيّةِ التي لا تعتمدُ على الزينةِ أو المظاهرِ الخارجيةِ، بل على الأخلاقِ و الروحِ الجميلةِ. فالمرأةُ التي تبتسمُ بصدقٍ، تتركُ أثرًا لا يُمحى في قلوبِ الآخرينَ.
و من ملامحِ الجمالِ في الابتسامةِ، النعومةُ، التي تُزينُ ملامحَ الوجهِ، و الألفةُ التي تنشرُها بينَ الناسِ. تُعَدُّ الابتسامةُ مرآةَ الروحِ، فهي تعكسُ الصفاءَ الداخليَّ و السلامَ النفسيَّ. كما أنَّها تُحسِّنُ من مظهرِ الوجهِ و تُضفي عليهِ إشراقًا و جاذبيّةً.
في النهايةِ، تُعدُّ الابتسامةُ من أرقى وسائلِ الجمالِ و الأنوثةِ، فهي تُمثِّلُ انسجامًا بينَ الروحِ و المظهرِ، و تجمعُ بينَ البساطةِ و العمقِ. إنَّها التّعبيرُ الأمثلُ عن الفرحِ و الحبِّ، و تبقى دائمًا وسيلةً للتّواصلِ الإنسانيِّ الرّاقي.
ألمانيا في ٢٨ أيلول ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-10-2024 الساعة 01:16 AM
|