Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > أخبار أدبية و مقابلات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-05-2006, 12:23 PM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي ابن أحمد شوقي يكشف مناطق مجهولة في حياة أبيه

ابن أحمد شوقي يكشف مناطق مجهولة في حياة أبيه

وصفه بأنه كان بوهيمياً شديد الأنانية


يقدم ابن أحمد شوقي، حسين شوقي، في كتابه «أبي شوقي»، صورة تلقائية عن أبيه نكتشف من خلالها شوقي وعالمه الشعري، ونتعرف على ملامح من صورة مصر في تلك الفترة على الصعيد الاجتماعي والسياسي والأدبي. الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1947، أعادت طبعته هذه الأيام سلسلة «ذاكرة الكتابة»، التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة، بتقديم الشاعر خليل مطران الذي كتب «أن عبقرية شوقي جمعت إلى عبقرية العقل عبقرية القلب، فكان كبيراً في أصغر دعاباته، كما كان كبيراً في أسمى مبتدعاته».

عن طفولته في كنف أبيه، يروي المؤلف أن والده كان دائماً يتوخى رضاه ويساير أهواءه هو وأخيه «علي»، حتى أنه «كاد يبطل قرار التحاقه بالمدرسة حين علم بغضبي من هذا القرار، وخوفي من الساعات الطويلة التي سأقضيها بين جدران أربعة..». ويذكر المؤلف أن ذلك كاد يتحقق بالفعل لولا تدخل مربيته التركية التي كانت تحكم البيت بيد من حديد. والطريف في هذه الواقعة أنه بعد أن التحق الابن بالمدرسة لم يجد مناصاً من التمارض، وكان شوقي يساعده على اختلاق ذلك نكاية في المربية الحديدية التي كانت لا تمر عليها مثل هذه الحيل.
وعن الشاعر الذي كان مناط احترام وتقدير شوقي، يروي الابن، أن شوقي كان شديد الإعجاب بالشاعر العباسي أبي نواس، وكان يرى أنه لم ينل حظه من الدراسة والتقييم، وأنه ظلم حين صوروه على أنه «شاعر ماجن». وقد تبلور هذا الإعجاب في إطلاق شوقي اسم «كرمة ابن هانئ»، على حديقة منزلهم الغناء الفسيحة، سواء منزلهم القديم في ضاحية المطرية آنذاك، أو بعد ذلك في منزلهم على نيل القاهرة بالجيزة.
وبكل شجاعة، يهتك الابن مناطق شديدة الخصوصية في شخصية شوقي، فيراه سريع التقلب كالمحيط، ويذكر أن أهم عيوب أبيه أنانيته الشديدة، متسائلا هنا: هل هي من لوازم الشعراء؟.
ويذكر في هذا الخصوص أنهم لم يكونوا يستطيعون الغداء في ساعة معينة، بل كان لزاماً عليهم أن ينتظروا إلى أن تحين شهية الأب، وكثيراً ما كان يطول هذا الانتظار، لأنه كان يصحو من نومه متأخراً، وسبب هذا التأخير ـ كما يروي الابن ـ أن شوقي كان يراجع بعدما يعود من سهرته ما نظم من شعر طوال نهاره.
ويدلل الابن على أنانية أبيه المفرطة بواقعة أخرى أكثر طرافة، فيروي أن والده كان يغضب منه هو وأخيه «علي»، حين يختارا أصنافاً مألوفة لهما في مطاعم اوروبا، وكان الأب يدفعهما إلى أن يختارا أصنافاً مجهولة كي يختار هو منها في المرة المقبلة إذا راقتهما. ويعلق الابن بأن اقتراحات الأب هذه كانت تفسد الأكلة، لأن تلك الأصناف المجهولة كانت «مقالب» في معظم المرات، وكان حظه منها مرة ضفدعاً سد نفسه عن تناول أي طعام آخر.
ومن مقالب شوقي تخليه عن السفر إلى الحجاز لتأدية فريضة الحج مع ولي نعمته الخديوي عباس حلمي، وكان شوقي هو شاعر بلاطه. ويروي حسين شوقي أن أباه لجأ إلى حيلة ماكرة للهرب من هذا المأزق، حيث أقنع الخديوي بأنه ذاهب معه إلى الحج، لكن لما بلغ الركب مدينة بنها فر منه واختبأ في منزل أحد أصدقائه. ولما عاتبه الخديوي بعد أن رجع من الحج، اعتذر له شوقي قائلا: كل شيء إلا ركوب الجمال يا أفندينا. وعزز اعتذاره بأن نظم له قصيدته الشهيرة تهنئة بالحج وترحيباً بالعودة، التي استهلها بقوله:
إلى عرفات الله يابن محمد
عليك سلام الله في عرفات
وعلى الرغم من احتفاء حسين شوقي بصورة أبيه واعتزازه بها، إلا أنه يرى أيضاً أنه كان بوهيمي النزعة إلى حد بعيد، ويدلل على ذلك بعدد من الوقائع الطريفة منها هذه الواقعة التي حدثت أثناء منفى شوقي في مدينة برشلونة بأسبانيا، في الفترة من عام 1915 إلى 1920 يقول: «ركبنا الحافلة ذات يوم، هو وأنا، فصعد رجل عملاق بادي الترف والثراء، يعلق سلسلة ذهبية بصدره وفي فمه سيجار ضخم، ثم ما لبث أن استسلم للنوم في ركن من العربة، وراح يغط غطيطاً يرهق الأعصاب. وصعد نشال في مقتبل العمر جميل الصورة، وهمّ بأن يخطف السلسلة، لكنه أدرك أن أبي يلمحه، فأشار إليه إشارة برأسه مؤداها: هل آخذها؟ فأجابه أبي برأسه «خذها»، فنشلها الشاب ونزل. بعدما حيّا أبي برفع قبعته!، ولم يكد ينزل حتى التفتّ إلى أبي وقلت: هل يصح أن تترك النشال يأخذ سلسلة الرجل وهو نائم؟، فأجاب: شيء عجيب يا بني!، لو كنت مقسماً الحظوظ فلمن كنت تعطي السلسلة الذهبية؟، أكنت تعطيها عملاقاً دميماً أم شاباً جميلاً؟، فقلت: كنت أعطيها الشاب الجميل، فأجاب ببساطة: ها هو ذا أخذها!».

سنوات المنفى
ويتناول الكتاب باستفاضة سنوات المنفى الخمس التي قضاها شوقي هو وأسرته في اسبانيا بعد عزل الخديوي عباس حلمي على يد الاحتلال الإنجليزي، وفرض السلطة العسكرية على مصر إبان الحرب العالمية الأولى. وعلى الرغم من قسوة المنفى وشظف العيش الذي لم يعتده شوقي، إلا أنه استطاع أن يتكيف مع هذه الأجواء وأن يجعل الحياة لذيذة مسلية ويخفف من وطأة المحنة على كاهل أسرته الكبيرة التي كانت تضم عشرة أفراد. وقد تولى شوقي تعليم أولاده الثلاثة، فكان يعطيهم دروساً في اللغة العربية طيلة مدة المنفى، كما وفر لهم مدرسين للغة الألمانية والفرنسية، علاوة على ذلك تعلم شوقي الأسبانية، لكن نطقه فيها لم يكن سليماً.

العودة إلى مصر
شتان ما بين مشهد الرحيل من مصر الذي لم يكن في وداع شوقي وأسرته إلا عدد قليل من الأقارب والأصدقاء تحسباً من بطش الاحتلال، ومشهد العودة من المنفى الذي تجمع فيه آلاف الطلبة لتحيته في فناء محطة السكة الحديد، ثم حملوه على الأعناق حتى السيارة وهم يهتفون بحياته وحياة الوطن.. يقول حسين: كانت الدموع تترقرق في عينيه طوال الطريق من المحطة إلى المطرية.
ويستعرض الكتاب صداقات شوقي لعدد من الساسة والأدباء والشعراء العرب والمصريين، ويستعيد ملامح من ذكرياته في باريس أثناء دراسته في جامعة مونبلييه، وتعرفه على الشاعر الفرنسي الشهير فرلين على أحد مقاهي ميدان السوربون. ويحكي شوقي أن فرلين كان لا يكف عن الشراب لحظة، وكانت الخمر تتساقط على ذقنه فلا يعنى بمسحها، إذ كان شاعراً بوهيمياً، وكان طلبة السوربون الذين يمرون بين يديه وهو على تلك الحالة يرفعون له قبعاتهم إجلالاً له، بينما هو لا يشعر بهم، فهو سابح في عالم الشعر والخيال.

ويروي الكتاب الكثير عن حفلات شوقي الذي كان يقيمها في الكرمة وبخاصة في المناسبات والأعياد، ومن أشهرها حفل تكريم شاعر الهند الكبير طاغور والذي حضره الكثير من الأدباء والكبراء، على رأسهم الزعيم سعد زغلول الذي أخر اجتماع مجلس النواب ساعة آنذاك، كي يتسنى للأعضاء المدعوين إلى الحفل تلبية الدعوة. وفي هذا الحفل أثنى طاغور على شعر شوقي لأن قراءه هم العالم العربي كله، بينما قراءه لا يتجاوز عددهم عشرة ملايين نظراً لأن كل ولاية هندية تتكلم لغة تختلف عن لغة الأخرى. وقد غنى محمد عبد الوهاب في هذا الحفل مقطوعة من رواية «مصرع كليوباترا» لأحمد شوقي احتفاء بطاغور.
في كل تلك الرحلة يذكر حسين شوقي أن الفضل الأكبر في نجاح والده في حياته يرجع إلى أمه بسبب خلقها النبيل وطيبتها، فهي لم توجه إليه لوماً في حياته مرة، مع أنه كان خليقاً ـ على حد قوله ـ باللوم أحياناً.

الوداع الأخير
في يوم 13 أكتوبر (تشرين الاول) سنة 1932، خرج شوقي يتروّض بالسيارة مع سكرتيره في ضاحية مصر الجديدة، وكأنه أحس بدنو أجله، فأدار حوارا مع سائقه عن التوبة والغفران حسبما نص عليهما القرآن الكريم، ثم زار في مساء اليوم نفسه محمد توفيق دياب بك، رئيس تحرير صحيفة «الجهاد»، وكان أحد أصدقائه المقربين، وقد نظم له شوقي بيتاً من الشعر جعله شعار الجريدة، يقول:

قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الحياة عقيدة وجهاد
وفي الثانية صباحاً رحل شوقي. وبعد عشر سنوات ـ يروي حسين شوقي ـ أنه سأل الطبيب النمساوي عن سبب موت أبيه، برغم أنه لم يكن متقدماً في السن إذ توفي في الثانية والستين، فقال له: «نعم لم يكن مسناً، لكن أعصابه مع الأسف كانت بالية، كانت أعصاب شيخ في الثمانين».

copied M.E
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-06-2006, 10:06 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,128
افتراضي

كل الشكر لك يا استاذ ملكي على هذه المقالة المنشورة والتي كشفت بعض النقاب عن حياة أمير الشعر العربي ونزواته وبعض غرائب طباعه أحمد شوقي والتي جاءت على لسان ابنه.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-06-2006, 10:10 PM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي

.

- - الاستاذ فؤاد أشكرك لمرورك

.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-06-2006, 05:22 AM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

تشكر أخي ملكي على كشف حقيقة هذا الشاعر التي أعترف بها إبنه ،،، لابد أن لكل الشعراء خفاية مجهولة لا نعرفها إلا إذا تكرم علينا من يفشي بها كولد أحمد شوقي
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-06-2006, 11:30 AM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي

-
الاخ الياس شكراً لمرورك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:42 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke