جنوب أفريقيا تجند سكان الأدغال لتوفير الأمن بالحياة البرية

[ibtisam]

جنوب افريقيا - رويترز : فرقة من أربعين من سكان الأدغال في جنوب افريقيا يرتدون زيا من نسيج خشن زيتوني اللون وأحذية سوداء لامعة بعنق طويل في تشكيلات تشبه التشكيلات العسكرية في دقتها .. انها الامل الأخير لشعب يندثر . تعالت الصيحات للترحيب بأول دفعة دربتها شركة ساندا لخدمات الامن وهي شركة جديدة في جنوب افريقيا تسعى للحفاظ على أسلوب الحياة القديم لقاطني الأدغال بشحذ مهاراتهم الأسطورية في الحياة البرية لتوفير الامن ووقف سرقة المواشي في المزارع . وقال فرانسيسكو موكي الذي يبلغ من العمر 42 عاما والذي تلقى تدريبا في شركة ساندا "نعرف الادغال. علمنا آباؤنا واجدادنا كيف نفهمها" . ويأمل موكي ان يؤمن التدريب الذي تلقاه دخلا ثابتا لاسرته . واستطرد "سنجد الان سببا وجيها كي ننقل هذه المعرفة لاولادنا" . رقصت نساء يرتدين ملابس مصنوعة من جلود الحيوانات المزينة بالخرز في الاحتفال الذي اقيم في بلاتفونتين وهي منطقة لسكان الأدغال على بعد نحو 15 كيلومترا من كيمبرلي مركز الألماس السابق والمقر الجديد لشركة ساندا لخدمات الأمن . وتعتبر الشركة محاولة جديدة لايجاد مستقبل لقاطني الأدغال في جنوب أفريقيا او "شعب سان" آخر سكان الأدغال في العالم الذي يواجهون خطر الاندثار تحت وطأة الزحف القاسي للحياة المعاصرة. ويعتقد ان عددهم حاليا يقل عن 85 ألفا يعيشون في صحراء كالاهاري الممتدة بين بوتسوانا وناميبيا وجنوب افريقيا وانجولا بعد ان تعرضوا للمطاردة والاضطهاد لمئات السنين ابتلع خلالها أصحاب المناجم والضياع أراضى أسلافهم . اخرج سكان الأدغال الأصليون في جنوب أفريقيا منذ زمن بعيد من ديارهم والمجموعات الموجودة في البلاد حاليا جلبها الجيش في زمن الفصل العنصري ليستخدمها في "كتيبة سكان الأدغال" لتعقب حركات التحرير السوداء في ناميبيا وانجولا . ومع انتهاء هذه الحروب وتولي حكومة يقودها السود في جنوب افريقيا اعيد توطين نحو 4500 من قاطني الأدغال في منطقة مهجورة خارج كيمبرلي حيث يعيشون منذ نحو عقد من الزمان وبعضهم ما زال يسكن الخيام. وقال ماريو ماهونجو الزعيم الروحي لشعب اكسون الذي ترك مع جماعة خووي بلا مأوى بعد ان فرغت جنوب افريقيا من خدماتهم "ليس لدينا شيء. لم يكن هناك ثمة امل" . كان تشكيل شركة ساندا من بنات أفكار جيرت شومبي وهو كولونيل متقاعد في جنوب افريقيا عمل مع رجال الأدغال واهتم بأمر هذه الجماعة التي انتزعت من بيئة الأدغال وفي الوقت نفسه حرمت من اي مهارات لتشق طريقها في الحياة العصرية. وقال شومبي "رأيت بوضوح مستقبلا لمهاراتهم. يمكنهم العيش في الحقول وركوب الخيل وتعقب الحيوانات... انهم مناسبون تماما لأعمال الأمن" . وبدأ شومبي بمشروع تجريبي ووظف 004 من رجال الأدغال كحراس أمن بعقود فردية مع مزارعين في أنحاء البلاد. ثم تقدم هو وزعماء اكسون وخووي بطلب لبنك ابسا للحصول على قرض لبدء المشروع واقامة اكاديمية للتدريب وحصلوا على 6.5 مليون راند حوالي مليون دولار من صندوق مصرفي يقدم أموالا لمساعدة مشروعات السود.
وقال اوسكار جروبلر المدير العام في بنك ابسا "رأينا كيف يمكن ان يساعد هذا المشروع في الحفاظ على مهارات وتقاليد شعب سان...وكيف يمكن ان تفيد هذه المهارات البلاد باكملها" .
وتهدف ساندا لتدريب الف من رجال الأدغال للعمل كحراس امن في المزارع في سوق
اخذة في النمو في بلد تتفشى فيه سرقة المواشي ومهاجمة المزارع. وقال جواو دوكو المدير المالي للشركة ان ساندا ستسعى كذلك الى تدريب المزيد من سكان الادغال لشغل مناصب ادارية ودعم المهارات المستقبلية المتاحة لهم وفي الوقت نفسه احياء التقاليد القديمة. وأضاف دوكو وهو يرتدي زيا نظيفا يحمل شعار الشركة "الجيل الجديد كان يفقد ثقافتنا وتقاليدنا لكن الان يرغب كثيرون في تعلم أشياء مثل اقتفاء الأثر حتى يمكنهم العمل مع ساندا" .
مجلة الراية القطرية

[fouadzadieke]

عزيزتي ابتسام
أشكرك لهذا الموضوع الخطير والهام, فأفريقيا أصبحت بؤرة كل الأوبئة والأمراض وموطن الفقر والجفاف في العالم والآن تأتي هذه الطامة فوق ما لديهم من مصائب لتزيد في همومهم أكثر ممّا هي عليه. كان الله في عونهم.