Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-12-2012, 09:28 AM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي شاهدة صغيرة في ظروف مريرة

شاهدة صغيرة في ظروف مريرة
فَقَالَتْ لِمَوْلاَتِهَا: يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ ( 2مل 5: 3 )

إنها الغنيمة التي ربحت سالبها، بل الأسيرة التي حررت آسِرها. إنها الجارية التي أحَسنت إلى سَيِّدها، بل الضحية التي أشفقت على مُفترسها. إنها الفتاة التي مجَّدت إلهها في أصعب بل أسوَد أحوالها.

جُرحت مثل شجرة البلسان، فسال منها المر القاطر فعطَّر المكان. وقُشِّرت مثل القرفة العطرة، وحُرمت من حضن أمها وأبيها فأنعشت روحًا يائسة. وكُسِّرت مثل قصب الذريرة، فكانت استقامتها سر مصداقيتها عند سيدتها. وسُلخت مثل السليخة فكانت وسيلة تطهير، ومعجزة ليس لها نظير في عصرها.

قصد الإله الحكيم، مُحدّدًا الزمان والمكان، أن تأتي تلك الفتاة بين غنائم الحرب، لتخدم في بيت نعمان، فكانت شمعة أضاءت وسط الظلام. وبنظرة العيان نجد البون بينهما شاسعًا وجلي البيان: هو رجل، وهي فتاة. هو جبار بأس، وهي صغيرة. هو رئيس جيش، وهي جارية. هو مرفوع الوجه عند سيده، وهي بين يدي مولاتها تخدم. لكن ما لم تراه الأعين لهو أسمى وأثمن: هي طاهرة، وهو أبرص. سيدها رب الأنام، وسيده ملك أرام. تعبد الإله المقتدر، وهو يعبد صنمًا من حجر. غناها في الإيمان والحب، وثروته من غنائم الحرب.

قد لا تُحسَب في حساباتنا من الكارزين العظماء. ولا تُعدّ في مَصاف خدام الله، بين الرسل والأنبياء. ولا تأخذ حقها في الذكر بين شخصيات الكتاب، رجالاً أو نساء، ولكن شهد رب المجد عن نتائج خدمتها عندما قال: «وبُرصٌ كثيرون كانوا في إسرائيل في زمان أليشع النبي، ولم يُطَهَّر واحدٌ منهم إلا نُعمان السرياني» ( لو 4: 27 ). وكيف سمع نعمان عن أليشع؟ أ ليس من خلال هذا الرسول الصغير؟ يا له من حب فريد! هل تُشفقين عليه أم تنظرين لحالك؟ هل تتمنين شفاءه أم ترين مرضه قصاص يستحقه؟ هل تترجين طُهره أم عتقك؟ إنها تساؤلات المنطق ودهشة العقل.

أحبائي: هل لنا ذات المشاعر تجاه نفوس ثمينة حولنا، مات عنها المسيح؟ هل نصلي للرب ولسان حالنا: ”ليتك تُخلِّصهم! ... ليتك تُحررهم!“ وإن لم تكن لنا أحشاء المسيح فهيهات أن نشهد، فالنفوس تُجذَب من قلوبها لا من عقولها. وإن كان عدو كل بر وإله هذا الدهر قد أغلق أذهانهم، فإن المحبة تغزو قلوبهم وتكسر قيودهم.

أيمن يوسف
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:10 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke