فيلم باب المقام للمخرج السوري محمد ملص : يعالج ازمة المرأة في المجتمع الذكوري

[kestantin Chamoun]

يصرخ المنغولي "لقد قتلوا الأغنية ". تلك كانت النهاية التي أرادها محمد ملص والتي لخص بها رؤيته في فيلمه »باب المقام«.

في »باب المقام« يتحدث ملص عن أزمة المرأة في المجتمع الذكوري، والتي نراها في أغلب مجتمعاتنا العربية، ويحاول المخرج الحديث عن المشكلات التي يعانيها المجتمع العربي عبر سرده لوقائع يومية، تبدأ من النظرة الدونية للمرأة والتي تتمثل بحرمانها من أبسط الحقوق كالتعبير عن الرأي، وتنتهي بالتفسير الخاطئ لمفهوم الدين مرورا بتسلط الرجل المطلق والذي يشكل قوام الفيلم.

الفيلم مهدى إلى ذكرى تلك المرأة التي قتلها أهلها في 25/6/2001 لأنهم ظنوا أنها عاشقة لشغفها بالغناء، وهذا ما يفسر لجوء المخرج إلى تناول قضية باتت تشغل المجتمع العربي والسوري بشكل خاص، بعد أن لمسنا عددا من الجرائم التي يسمونها بـ"جرائم الشرف" والتي تقضي فيها المرأة لأسباب لا تتعدى الشبهة.

وإن كان المخرج يريد القول في النهاية أنهم "اغتالوا الأغنية دون أن يغتالوا المغنية"، الا ان ثمة لعبة تقنية يمارسها المخرج وهي الدمج بين الصورة المتحركة والصورة الثابتة عبر لجوئه في بعض الأحيان لتثبيت المشهد وكأنه يريد التأكيد على فكرة معينة في ذهن المشاهد، وهذه التجربة نجدها عند ريمون بطرس في فيلم "بقايا صور".

استخدم ملص في تصوير الفيلم تقنية الرقمية (الديجيتال) ليحولها بعد ذلك إلى النمط السينمائي، وهو يدعو الجميع لخوض هذه التجربة لأنها "تساعد على تنشيط الإنتاج والارتفاع بالكم الإنتاجي السينمائي، وبالتالي الحصول على سينما سورية حقيقية وتحويل السينما إلى جزء من ثقافة المجتمع" والسبب هو انخفاض تكلفة أفلام الديجيتال.

عن فيلمه يقول ملص "هذا الفيلم هو خطاب وجداني للمشاعر والأحاسيس، وقد أنجزته بعد أن قرأت خبر في إحدى الصحف عن مقتل امرأة مصرية بسبب شغفها بالغناء".

وحول الإيقاع البطيء في الفيلم يقول "أنا لا أجيد صناعة أفلام الحركة (الأكشن) ولا أطمح لذلك، لأني أطمح لخلق حوار بين الشاشة والمتلقي للوصول إلى الفكرة من خلال إيقاع هادئ وبطيء".

وحول اختياره لشخصية منغولي لترسم النهاية يؤكد ملص أنه لم يقصد أن الحمقى هم الوحيدون الذين يتذوقون الموسيقى، لكنه تعبير عن وجود إنساني لشخص يعاني الوحدة.

وبشأن اختيار مدينة حلب لتكون مسرحا لأحداث الفيلم يقول ملص "اختيار حلب له أهمية بالغة لأن حلب هي مدينة الطرب والغناء وتجد ذلك في كل زاوية منها".

وحول العنوان يقول "باب المقام هو اسم لأحد أحياء حلب، وهو هو تعبير عن مكان إضافة إلى كونه تعبير موسيقي".

يذكر أن فيلم «باب المقام« قدم في عرضه العربي الأول في مدينة عمان (الأردن) وشارك في مهرجان مراكش الدولي وحاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما شارك في مهرجان مونتريال بكندا، ومهرجان مونس في بلجيكا، ومهرجان فالنسيا في اسبانيا، كما عرض عرضاً تجارياً في فرنسا، وسيعرض في افتتاح مهرجان فري بورك بسويسرا، وسيكون عرضه الافتتاحي في حلب ضمن فعاليات حلب عاصمة للثقافة الإسلامية 2006

منقول- كتبه حسن سلمان