![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإيمان لن أبحث في فكرة الإيمان وفي مفهومه بطريقة لاهوتيّة بل أعرض الفكرة على أنّها فكرة تعيش في عالم الإنسان وهو يستطيع من خلال تعامله معها أن يقوّي جانبها لديه أو ينفكّ عنها فيكون إنساناً آخر. إنّ الإيمان برأيي هو السلاح الأمضى في الحياة التي نعيشها وهي ملأى بكلّ اسباب الخطيئة والفساد والفجور والكفر, وهو السّياج الواقي والحصن المنيع للنفس البشريّة, وكلّما زادت معايير هذا الإيمان من خلال اتّباع طرق الخير و سلوك سواء السّبيل تعمّق الارتباط والتواصل مع خالق هذه النفس ومكوّن هذه الروح. والإيمان هو العمل بما يرضي الله وتحاشي ما من شأنه إغضاب جلاله أو ما يعمل على زعزعة هذا التواصل. منذ بدء الحياة كان للإنسان إيمان بشيء ما. وعندما أدرك كنه الخليقة واستوعب مبرّرات وجود هذا الكون العظيم ومرتكزات ثباته أيقن أن صانع كلّ هذه النعم والعطايا هو خالق عظيم لا يستطيع المرء الضعيف إدراك سرّ وجوده إلاّ عندما يشاء أن يفتح عقله وضميره وقلبه بعيداً عن أوهام الشكّ والتشكيك, ولهذا فعليه ان يقرّ كإنسان, بمجد هذا الصانع وعظمته والذي من أهمّه وأجلّه صنعه لهذا الكائن نفسه, ويؤمن بخلود بقائه كربّ قادر فاعل مقتدر غير منظور. كلّما زاد تعمّق الإنسان بمقدرة خالقه ازداد عمقاً في إيمانه به, فهو سبب وجوده وسبب اسمرار بقائه أو عدمه, وكلّما ازدادت عواصف رحلة الحياة وتغبّشت صورتها, صار على المرء لزاماً أن يزيد من تضرّعه وصبره وترسيخ إيمانه بشكل لا يؤذي فيه الآخرين ولا يسعى إلى التعدّي على روح الخير فيه والتي هي روح الله عزّ وجلّ, ومتى تمّ هذا التعدّي بالقهر أو الإرهاب أو القتل وقع فيما يغضب الله ويثسر حفيظته فينال عقابه المقرّر لذلك. إنّ الربّ خلق الإنسان على صورته ومثاله في البرّ والتقوى وهي أكمل صورة بعدما نفخ فيها نسمة الحياة التي شاءها أن تكون دليل وجوده العميق وبهذا فلن يكون من حقّ أحد - أيّ كان - أن يسعى إلى اجتثاث هذه الروح أو العبث بمصيرها أو السعي إلى إطفاء نور شعلتها عملا بقول رسله وأنبيائه وكلّ الذين أكّدوا على وجوب احترام الإنسان كقوّة خير في هذا الكون وقد قال الرسول العربي الكريم: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" ولست أدري فيما إذا فهم من ذلك إقرار بالسماح لقتل الآخرين الذين ليسوا من هذا الدين, فيكون قتلها مبرّراً ومحلّلا بدوافع يراها المقدم على قتل هذه الروح. يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس 1: "اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالا تقوّوا" 13 - 16 وحين عصفت الرياح والأمواج بالسفينة وخاف التلاميذ صرخ يسوع بهم قائلا: "أين إيمانكم؟" كم هو رائع هذا القول "أين إيمانكم؟" أو قوله "من كان لديه بقدر حبة خردل إيمان يستطيع أن يقول لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك" هذا هو الإيمان الحقيقي والفاعل! هل الإيمان هو الاعتراف بوجود الله فقط؟ لا أظنّ ذلك لأنّ الشياطين يؤمنون بوجود الله ويهلعون من جراء سماع مجد اسمه! أم أن الإيمان هو "التصديق أو الثقة وهو قبول الإنسان للخلاص من الله كعطية مجّانية؟" أمّا عن طرق الخلاص فلكل دين تفسيراته ولكل مذهب خصوصيّاته, ولهذا فنحن لا نريد خوض غمار هذا النقاش على أسس لاهوتيّة كما أسلفنا في أول كلامنا هنا. وهناك أنواع كثيرة من الإيمان منها ما يكون بالله ومنها ما يكون بالأنبياء ومنها ما يكون بالأرواح وقد يختلف مفهوما الإيمان والاعتقاد بل هما يختلفان بكلّ تأكيد فالإيمان غير الاعتقاد! وقد أعجبتني كثيراً الفكرة التي تقول: "الإيمان بالشيء هو بالضرورة الجزم به. لا يوجد نصف إيمان أو ثلاثة أرباع إيمان. إما يكون هناك إيمان أو لا يكون وهذا ينبع من تعريف المصطلح. الحالات الأخرى تسمى ترجيحاً لفكرة ما على حساب فكرة أخرى بدون الجزم". بكلّ تأكيد إنّ واقع فكرة الإيمان لدى العلمانيّين تأخذ أطر أخرى وهي تنفي كون الموجودات الغيبيّة وتعتمد على الحسّيات المطلقة وهذا ما لا أوافق عليه ككلّ, وإن كنت على وفاق مع المبدأ العام القائل به. الإيمان مسلّمة عقليّة وليس خارج حدود العقل بحسب وجهة نظري المتواضعة, وما محاولة التركيز على هذه الناحية إلاّ لضرب فكرة الإيمان الكلّي بالغيبيّات, والتي يرى فيها أولئك العلمانيّون غير الذي نراه فيها كمؤمنين, وهنا أيضاً تكون فكرة الإيمان نسبيّة وليست مطلقة الفهم والتحديد. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-02-2006 الساعة 01:49 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]()
تشكر اخي فؤاد على هذه الكلمات التي تشدنا اكثر واكثر بالايمان
فالايمان فرض علينا ان لم يكن لاهوتي فاعتقادي بتصوري الايمان هو الخطوة المهمة للوصول للهدف ان امنت باني سانجح فالنجاح لن يقف بعيدا اذا امنت بالمحبة فساحسها بين طيات كل شيئ واذا امنت بالرب وتعاليمه فسيكون هدف وقيم اعيش عليها وبها يسلمو ايديك |
#3
|
||||
|
||||
![]()
شكراً أختي الغالية لمرورك على النص ومشاركتك بالتعليق عليه وهذا يسعدني دوما.
|
#4
|
|||
|
|||
![]()
يعطيك الف عافية وشكرا جزيلا اخي الغالي فؤاد على موضوع الايمان
تحياتي |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|