![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() لماذا تُرك المسيح من الله؟
![]() ![]() حتى الأشرار الذين أبعدوا الله عن تفكيرهم، لم يختبروا، إلى هذه اللحظة المعنى الرهيب للترك من جانب الله. فلقد قال الرسول بولس للوثنيين في أثينا إن الله «عن كل واحدٍ منا ليس بعيدًا، لأننا به نحيا ونتحرك ونُوجد ( أع 17: 25 ، 27، 28). نعم، حتى الأشرار لم يسمعوا بعد القول الرهيب: «اذهبوا عني يا ملاعين»، ولا القول الخطير: «تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم» ( مت 25: 41 ؛ لو13: 27). أما الصديقون والأبرار فقد كان الرب ملجأهم في أزمنة الضيق. يقول داود النبي: «ويكون الرب ملجأً للمنسحق، ملجأً في أزمنة الضيق، ... لأنك لن تترك طالبيك يا رب» ( مز 9: 9 ، 10). وفي ساعة احتضارهم، كم كان الرب قريبًا منهم! يقول داود: «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي» ( مز 23: 4 ). أما يسوع فلم يكن هذا حاله، فإن صرخته المُرَّة كانت خارجة من عمق أعماق الحزن، وما سَمِعَتها نفس حساسة إلا وسَرَت بسببها رعدة في البَدَن. لكن هذه الصرخة ليست فقط غريبة على اختبارات كل القديسين والأبرار، بل إنها في المقام الأول غريبة على اختباره هو، ذاك الذي منذ الأزل، وإلى الأبد، هو في كمال الشركة مع أبيه. اسمعه يقول: «لما ثبَّت السماوات كنتُ هناك أنا ... لما رسم أُسُس الأرض، كنت عنده صانعًا، وكنت كل يوم لذَّته» ( أم 8: 27 - 30). ثم تأمله في خلال الثلاث والثلاثين سنة التي عاشها هنا فوق الأرض. هل تركه الله طوال حياته؟ كلا، بل كان بحق «الساكن في ستر العلي، وفي ظل القدير يبيت» ( مز 91: 1 ). لقد تمتع هو ـ تبارك اسمه ـ بشركة مع الله غير مُعطلة. كان شعاره «جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع». أما الآن فقد انسحب منه دفء الشركة والمحبة والحضرة الإلهية. لقد تُرك بديلنا المبارك في ساعات الظلمة فوق الصليب، فصرخ: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». يوسف رياض
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|