![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
</B>
ردود الافعال على هذا المقال الذي كتبته جريدة يكيتي ما هكذا تخدم قضايا العيش المشترك والسلم الأهلي يا راعي الكنيسة السريانية!! جريدة يكيتي العدد 158 حزيران 2008 سوريا - - - من المتعارف عليه في مجتمعنا أن رجال الدين –سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين- يفترض بهم أن يلعبوا دوراً إنسانياً في ممارساتهم وسلوكهم اليومي، وأن يكونوا قدوة لغيرهم في التقارب الاجتماعي بين مكونات المجتمع ككل، بغض النظر عن اللون والعرق والدين، انسجاماً مع مبادئ الديانات السماوية السمحاء، والتي تقوم على نشر ثقافة المحبة والتسامح بين الناس، وأن لا يدخلوا العوامل السياسية الظرفية في تصرفاتهم اليومية. إلا أن ما يحز في النفس أن يقوم راعي الكنيسة الأرثوذوكسية للسريان المطران متى روهم، ورغم تقديرنا واحترامنا لمكانته الدينية، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، بممارسات أقل ما يقال عنها أنها لا تتناسب والدور المنوط به كرجل دين له مكانة خاصة في المجتمع ككل، وذلك بإدخاله العامل السياسي في توجهاته اليومية للطائفة، وهذا ما دفعنا إلى كتابة المقال رغم ترددنا لعدة أشهر، إلا أن الأمور وصلت إلى درجة لم يعد السكوت عنها ممكناً، لذلك ارتأينا أن ننوه إلى عدة نقاط أساسية يقوم نيافته بممارستها عسى أن يكون هذا التذكير حافزاً لإعادة النظر بموقفه، وأن تكون تجربة المطران قرياقس رحمه الله مثالاً يحتذي به في نشر المحبة والثقافة الإنسانية. 1ً- يقوم باستمرار وفي مجالسه الخاصة، باجترار الماضي، وتذكير مجالسيه بالمجازر التي تعرض لها المسيحيون على يد الجيش التركي أثناء الحرب العالمية الأولى 1914-1918، وتحميل الكرد المسؤولية في هذه المجازر، وإيراد أمثلة يدعي أنها ارتكبت من قبل الكرد، كما أنه وبالتنسيق مع مطران حلب حنا إبراهيم كانا وراء إصدار كتاب (آزخ) السيئ الصيت لمؤلفه يوسف القس، رغم معرفته التامة بأن الصراع كان سياسياً ولم يكن طائفياً، وكان يتعلق بالتحالفات الدولية، ولم يكن للكرد أي دور في تلك التحالفات سوى أن بعضهم كانوا جنوداً أو ميليشيات يعملون تحت إمرة الجيش التركي، وكانوا ملزمين بتنفيذ الأوامر العسكرية لا أكثر. وقد مارس هذا الجيش نفس المجازر بحق الكرد بعد عشر سنوات /1925/، ويتجاهل عمداً ما قام به بعض رجال الدين الكرد وبعض زعماء العشائر الكردية من دور إيجابي في حماية المسيحيين، وإخفائهم في قراهم وبيوتهم سنين طويلة. إن موقف نيافته هذا يؤجج الأحقاد القديمة وينقلها إلى الجيل الجديد، وبالتالي يؤسس لثقافة التباعد بين مكونات المجتمع الكردي والسرياني في الجزيرة، ونخشى أن تنتقل هذه العدوى إلى جميع أماكن التعايش الكردي المسيحي. 2ً- تضخيم الحوادث الاجتماعية العادية اليومية والخلافات الاقتصادية بين المواطنين الكرد والسريان، وإعطاءها بعداً دينياً وعرقياً وتحميل الكرد ككل مسؤولية ذلك، واستخدام بعض الحاقدين سياسياً على الكرد لنشرها في وسائل الإعلام المتنوعة (إنترنت، فضائيات، صحافة،...الخ)، أمثال السيد عبد المسيح قرياقس الصدامي، والذي سجنه النظام لمدة 17 عاماً بسبب تعامله مع البعث العراقي، واعتماده كرجل مهم في مجلسه الاستشاري (المجلس الملّي)، وهو صاحب الخطبة العصماء التي دعا فيها العرب إلى حمل السلاح ضد الكرد في اجتماع قرية جرمز في 4/6/2005 بالتعاون مع محمد الفارس من عشيرة طي بإشراف رئيس فرع المخابرات العسكرية في المحافظة. مع تهميش متعمد لدور الشخصيات المسيحية المحترمة التي تدعو إلى التآخي ونشر ثقافة المحبة والتضامن الاجتماعي بين الكرد والمسيحيين، وعدم الانجرار إلى الصراع السياسي الحاصل بين الكرد والنظام اليوم. 3ً- التوجيه المبطن للطائفة بعدم التعامل الاقتصادي مع الفعاليات الاقتصادية الكردية، لذلك قلما نجد اليوم مسيحياً يذهب إلى طبيب كردي للمعالجة، أو إلى مهندس أو محامٍ أو ميكانيكي أو محل تجاري أو شركة نقل أو حتى مطعم بالإضافة إلى توجيهه بعدم بيع أي عقار سكنى (أو حتى تجاري) في مناطق معينة لأي مواطن كردي. ونتيجة ذلك حصل شرخ كبير في العلاقات الاجتماعية بين المسيحيين والكرد بشكل مخيف، وانعكس ذلك على العلاقات الاجتماعية اليوم؛ إذ قلما نجد مسيحياً يشارك الكردي في مجلس عزائه عكس ما كنا نلمسه سابقاً، وهذا مؤشر خطير على التباعد المجتمعي. 4ً- الاستقواء بالسلطة في أي حادثة عادية، واستخدام نفوذه القوي في تأليب الأجهزة الأمنية بجميع أقسامها على المواطنين الكرد، مثلما حصل في مجزرة سجن الحسكة /1993/ ويتحمل جزءاً من المسؤولية نتيجة تحركه وتحريضه الكبير للسلطة على آل حسو فرحان من درباسية إثر حادثة قتل عادية (استنكرناها في حينها) مما أدى إلى إحراق /5/ من عائلة حسو و/55/ سجيناً بين كردي وعربي، وبات الكل يعرف بأن ما حصل في السجن كان استهدافاً متعمداً لعائلة حسو بالدرجة الأساس. 5ً- الوقوف إلى جانب النظام بشكل دائم في أي تصادم بين الكرد والنظام (انتفاضة الكرد 2004، اغتيال معشوق خزنوي، مجزرة شهداء نوروز 2008...) حيث كان المسيحي غائباً سواء في إدانته لممارسات النظام أو حتى في المشاركة بمجالس العزاء للشهداء، بالإضافة إلى قيامه بتبرير ممارسات النظام في هذه المجازر ضمن مقولة (من حق الدولة أن تفرض هيبتها). 6ً- توجيهه للجالية السريانية في الخارج للوقوف إلى جانب السفارات السورية في تدعيم رأيها في كل حدث قد يحصل في الداخل، وتوجيه الجالية إلى إنشاء روابط للمهاجرين في الدول الغربية مرتبطة بالسفارات، واستخدام السفارات لهم كأدوات لجمع المعلومات عن الجالية الكردية. ونتيجة لهذه المفاهيم الخاطئة فإن الكثيرين من اللاجئين السريان يقدمون أوراق لجوئهم على أساس أنهم قادمون إلى أوربا هرباً من الاضطهاد الكردي، رغم معرفته التامة بأن نسبة المهاجرين الكرد تتجاوز عشرات أضعاف المهاجرين السريان سنوياً. وبناء على هذه المعلومات المضللة نجد بين الفترة والفترة مجيء بعثات أوربية وأمريكية لتقصي الحقائق حول اضطهاد الكرد للسريان والآشوريين في الجزيرة، وآخرها البعثة الأمريكية التي قدمت إلى الجزيرة في الشهر المنصرم حول هذا الموضوع. هذا جزء من الممارسات التي يقوم بها، وكل ذلك يدخل ضمن الحقل السياسي بامتياز، لذا عليه أن يتوقع من اليوم أن نقوم بالدفاع المشروع عن شعبنا، وشرح موقفه السلبي، وعندها لن يسعفه ذكاؤه وثقافته ولهجته السلسة، وتقربه من بعض الشخصيات الاجتماعية والسياسية الكردية الهرمة، ودعوتهم إلى ولائم خاصة للتغطية على ممارساته وتحريضه المستمر على الكرد، بل المطلوب منه إعادة النظر في موقفه. إننا ندعو باستمرار إلى التعايش السلمي الأخوي بين القوميات والأديان، وتجمعنا علاقات تاريخية وجغرافية مع الأخوة المسيحيين من أرمن وآشوريين وسريان وكلدان، وليس من مصلحتنا المشتركة أن يتسبب البعض في تعكير صفو العلاقات فيما بيننا، والكل يشهد على مواقفنا العملية في هذا المجال. ------------------------------------------------------------------------------------------------- رد من ديريك على جريدة يكيتي عمر جعفر * سوريا ـ ـ ـ لم يكن متوقعا من نشرة ( يكيتي ) أن تسكت أكثر من هذا الوقت، لأن القائمين عليها علموا علم اليقين بالخطوات العملية والتقارب الجاد بين الكرد والأخوة المسيحيين وبمباركة المطران متى روهم ، ولأن ذلك يأتي في مصلحة الكرد ولصالح الوحدة الوطنية ويؤدي إلى حماية المجتمع من الصراعات الطائفية والمذهبية والقومية والتي أصبحت اليوم موضة العصر في هذه المنطقة . لذا فمن البديهي أن المتضررين من هذا التوجه لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وليس من تفسير آخر أكثر من هذا التفسير لمحاربة المطران بهذا الشكل السافر واتهامه جزافا كما جاء في نشرة ( يكيتي ) . ولأنني عايشت أحداث ديريك عن قرب رأيت من واجبي إلقاء بعض الضوء على تلك التهم : 1 ـ تدعي نشرة ( يكيتي ) بأن المطران في مجالسه الخاصة يوسع الشرخ بيننا وبين طائفته، وهذا ادعاء لا يستند على دلائل واضحة لأحد سوى من نقل لهم من( المجالس الخاصة )، وهذا ليس لنا علم به، ولا أحد يقبل أن يصدق ما تسربه النشرة من ( مجالسه الخاصة )، وتترك ما هو علني وواضح للجميع، نحن نأخذ ما نعايشه من مواقفه العلنية في اللقاءات العامة وعلى الملأ ، فهو بدون شك يدعو إلى المحبة والتسامح والتمسك بالقيم الإنسانية والاهتمام بحقوق المواطنة وأهميتها وفي أكثر من مناسبة ،بدءا بأحداث آذار2004 ،وآخرها في 15/5/2008 في برابيت في احتفال جماهيري وبواسطة مكبرات الصوت عندما عبر عن الترحيب الحار بالأحزاب الكردية المدعوة منه شخصيا وبوجود السلطات المحلية وتركيزه على أهمية دور الكرد في المجتمع السوري . فهل نأخذ منه هذا الموقف، أم نبحث عن ( همسات ) في مجالس خاصة وضيقة، إن كان ذلك الادعاء صحيحا، وهو ليس بصحيح ، لأنه غير منطقي، ولأن المطران يحب أبناء طائفته حتما ولا يريد لهم الدخول في فتن وصراعات و(انتفاضات ). 2 ـ إما عن عبد المسيح قرياقس (البعثي الصدامي ) كما تصفه ( يكيتي )، فيوجد أمثاله كثيرون في المجتمع الكردي، هل وجهت ( يكيتي ) ولو مرة واحدة بعدم تشجيعهم أو محاسبتهم لتأتي وتعاقب المطران على سلوك عبد المسيح قرياقس ؟ 3 ـ تتحدث النشرة عن ( التوجيه المبطن للطائفة بعدم التعامل الاقتصادي مع الفعاليات الاقتصادية والمهنية الكردية ..الخ )، وهذا أيضا توصيف خاطئ للواقع فالعكس هو الصحيح ،فعلى عهد المطران متى تتحسن العلاقات بخطى حثيثة من سياسية واجتماعية وثقافية، حيث الحضور الكثيف في المناسبات الاجتماعية مثل مجالس العزاء الصغيرة والكبيرة، ومساحة الالتقاء تزداد بين الكرد والمسيحيين مما يؤدي التقليل من الهوة القائمة فيما بيننا, ويجب تشجيع هذا التوجه بخطوات أكثر جدية وعملية في المستقبل، وليس عرقلته ، كما تفعل نشرة ( يكيتي ). 4 ـ عن حادثة إحراق سجن الحسكة /1993/ ، هل هذه مسؤولية المطران ؟ أم هي مسؤولية السلطة ؟ هل تريد ( يكيتي ) التشويش والتستر على المسئول الحقيقي ؟؟ ، فسلطة المحافظة هي المسئولة في هذا الحادث الخطير، والجميع وبما فيه المطران يدعون إلى محاسبة المسيئين والمستهترين بأرواح الناس ، فكيف نحكم ونتهم ،ونرجع إلى نظرية المؤامرة لنلبس التهمة حسب رغبة ( يكيتي ) . 5 ـ بالنسبة للوقوف إلى جانب النظام وخاصة ( أحداث آذار 2004 ، اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي ) كيف تصرف المطران ؟ لقد كان الرجل الأول الذي قام بواجبه وجمع كل الطوائف والقوميات وحثهم على الحيطة والحذر من الدسائس، وكان يدعو إلى وقف الفتنة، هل هذا يعني الوقوف إلى جانب السلطة ؟ .. لا طبعا ، فالحركة الكردية بمجموعها كان موقفها يدعو إلى وقف الفتنة... وامتد نشاط المطران، بدءا من رأس العين والحسكة وانتهاء في ديريك.. ولقد حضر في ديريك مع كافة الفعاليات الاجتماعية الكردية وبحضور ممثلي الأحزاب الكردية وألقى كلمة حثهم فيها على الوحدة الوطنية والى المساواة بين المكونات الأساسية للمجتمع الجزراوي، وشبهه بمثلث متساوي الأضلاع ( الكرد – العرب – المسحيين ) ويومها أيضا نقل على لسان مراسل ( يكيتي ) ونشر في مواقع الكترونية بأن المطران شبه هذا المجتمع بمثلث متوازي الأضلاع ( لغبائه ) كما نسب إلى المطران أقوال لم يصرح بها في ديريك، وقد تم الرد عليه من قبل اللجنة الاجتماعية للبلدة في ذلك الوقت. أما بالنسبة لعزاء الشيخ معشوق الخزنوي فقد شاركت وفود كبيرة من الطائفة المسيحية في العزاء ،ولكن شعارات ( يكيتي ) كانت تتقصد إغاظة الجميع الكرد قبل المسيحيين والعرب. 6 ـ إن السبب الأساسي في صب جام غضب ( يكيتي ) على هذا الإنسان المحترم ، فهو موقفه في المصالحة التي جرت في ديريك، واحتفاله الأخير في ( برابيت – كنيسة مريم العذراء ) وترحيبه الحار بالأستاذ عبد الحميد درويش ووصفه له بالمناضل الكبير، وكذلك ترحيبه بالأحزاب الكردية المشاركة في المهرجان. ولعلمكم أيها القراء الأفاضل في مواقع الانترنت، فان المسئول الأول في ( يكيتي ) تحدث في اليوم الذي سبق المصالحة في ديريك ( الساعة 11 ليلا )، بأنه ( سيحرق الخيم المقامة للمصالحة في ديريك على رؤوس الجالسين فيها غدا )، فهل كانت هذه آخر محاولة من يكيتي في نشر روح التسامح والتآلف والتعايش التي وردت في مقدمة مقال نشرة ( يكيتي ) ... ؟؟؟ !! . ---------------- * عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ------------------------------------------------------------------------------------------------- ولنا هذه الكلمة القصيرة رأي الديمقراطي سوريا ـ ـ ـ تعودنا في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ان نقرأ للسيد فؤاد عليكو بين فترة و أخرى تهجما على حزبنا و خصوصا سكرتيره عبد الحميد درويش في نشرته المسماة زورا و بهتانا ( يكيتي ) و هي التي تتولى هذه المهمة المشؤومة باستمرار و منذ تشكيل حزب فؤاد عليكو بعد انشقاقه المعروف. و من الطبيعي ان يشمل الهجوم الموجه من قبل فؤاد عليكو كل الذين لهم علاقات صداقة و تفاهم مع حزبنا فهم يشكلون بنظر عليكو هدفا مباشرا . و في هذه المرة قرأنا في نشرته يكيتي هجوما لاذعا على سيادة المطران متى روهم مطران السريان و الجزيرة و الفرات، و أورد ذريعة لا أساس لها من الصحة و هي ان المطران يتهجم على الكرد في جلساته و مجالسه الخاصة . و رغم ان السيد فؤاد حاول ان يبرر موقفه هذا بموقف سيادة المطران من الكرد و رغم أننا نعترف له بذكائه في كونه يستطيع ان يختفي وراء شعارات و مواقف مثيرة ليس لطرحها من مبرر ، الا انه في هذه المرة أيضا لم يستطع ان يتخلص من عقدة حقده و مواقفه العدائية تجاه عبد الحميد درويش و الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، فانجر بشكل مباشر ليقول لسيادة المطران بأن علاقاتك مع عبد الحميد درويش هي التي تجعلني اتهجم عليك و هكذا لم يسعفه ذكائه فارتمى مرة أخرى في مستنقع الحقد و الضغينة التي ظلت ترافقه منذ امد بعيد . ان من يقرأ النشرة المسماة ( يكيتي ) و التي تأخذ على عاتقها من الناحية العملية مهمة واحدة واضحة و هي تشتيت القوى و الشخصيات الوطنية و التهجم عليها يمينا و يسارا إلى ان بلغ الأمر بها لان تجعل من سيادة المطران متى روهم هدفا لها . لم نكن نرغب يوما ان نرد على فؤاد عليكو عندما يتعلق الامر بالتهجم على حزبنا حتى و ان بلغ التهجم حد التجريح الشخصي و لكن اردنا هذه المرة ان نرد ، لانه اتخذ من علاقاتنا مع المطران ذريعة للطعن بمواقفه التي عرف بها بين العرب و الكرد و الآشوريين بأنه داعية للسلام و التآخي و الوئام بين مكونات المجتمع الذي نعيش فيه ، و لم يكن قط عاملا على التفرقة و التعصب و العنصرية ، وكنا نتمنى على السيد فؤاد عليكو ان يؤيد السيد المطران على مواقفه و يقف الى جانبه على هذه المواقف النبيلة لا ان يطعن بها . اننا نقول للسيد فؤاد عليكو في هذه الكلمة القصيرة ان يعود الى رشده و يكف عن مواقفه العدائية تجاه عبد الحميد درويش و الحزب الديمقراطي التقدمي ، فهو لا و لن يفلح من النيل من هذا الحزب الذي عرفته جماهير الشعب السوري بعربه و كرده و في كردستان عموما بمواقفه السياسية الواضحة الهادفة الى خدمة الشعب الكردي . و قد اضاع السيد عليكو و من يسير في ركبه على هذا الخط السيئ وقتا طويلا و لم يستطيعوا ان يقفوا في وجه مسيرة هذا الحزب المناضل الذي يتعزز دوره يوما بعد يوم بين جماهير الشعب السوري بعربه و كرده و اشورييه ، و السيد عليكو يعرف هذه الحقيقة جيدا ، و هو لهذا يستفز و يتنرفز لان هذا الوضع لا يعجبه . و ختاما نكرر القول للسيد فؤاد عليكو بأن تهجمكم على سيادة المطران ليس فقط لا يخدم الشعب الكردي و ليس فقط لا يخدم التآخي بين ابناء الشعب السوري و انما ايضا ينشر روح العداء و الكراهية بين الكرد و اخوتهم السريان و الاشوريين ، من هنا يترتب عليكم ان تعيدوا النظر في مواقفكم التي باتت تثير السخط و الاشمئزاز لدى ابناء شعبك الكردي قبل الاخرين ... ------------------------------------------------------------------------------------------------- الفتن نائمة ... لمصلحة من ايقاظها يا جريدة يكيتي ابراهيم خليل سوريا ـ ـ ـ عندما يحكم الاستبداد و تنتشر ملحقاته في المجتمع من فقدان للحريات و تعميم الجهل و التخلف في بنيان المجتمع كأورام سرطانية خبيثة تبرز حالات الانقسام فيه لدرجة العزلة و يصبح هذا المجتمع بمكوناته ضحية الروح الانعزالية و الامتدادات الشوفينية و النزعات الطائفية و الأفكار القومية البدائية المتطرفة . كما تبرز إلى السطح بين الفنية و الأخرى حالات شاذة و غريبة عن مصطلحات الفكر الحديث بما تحملها من قيم التسامح و الاحترام المتبادل بين التجمعات و الأفراد و تحكيم العقل و المنطق بما يجعل هذا المجتمع يلحق بركب العالم المتمدن ،حيث تبرز أشكال سياسية شاذة و منها ما يسمى بالحالة ((الانغلوكاريا ))،و هي بمعناها التجريدي قريبة للمعنى العام ( الميليشيا السياسية ) . وهذه الانغلوكاريا كحالة و بحكم بنيتها الشاذة تكون مرتعا خصبا لحالات التطرف بجميع أشكالها ، حيث تقوم بقيادتها غالبا فئات سياسية مريضة جاهلة ترفع شعارات مضللة ،هدفها الرئيسي ترسيخ حالات الانقسام التلقائي في المجتمع بفعل الاستبداد القائم حيث تتلاقى بشكل أو بآخر أجنداتهما على حساب تعرية المجتمع من مقومات تماسكه و استقراره و وحدته . وهنا قد يتفق المتناقضون و الانغلوكاريون من الفئات المختلفة و بشكل عجائبي مذهل على محاربة تلك المقومات التي ينادي بها العقلاء و الخيرين من أبناء المجتمع من خلال الدفع قدما نحو العمل على صون كرامة الإنسان و احترام اختلافاته العرقية و المذهبية و الثقافية و الجمع ما بين مصالحه في بناء وطن تحكمه العدالة ويسوده القانون و تعمه الحرية و ثقافة التسامح و احترام الآخر و بهدف إبعاده عن صراعات و اختلافات مختلقة تصب في مصلحة أعداء هذا المجتمع . كان لا بد من هذه المقدمة الطويلة نسبيا لمحاولة فهم ما تطالعنا به جريدة يكيتي الناطقة باسم حزبها و التي تدهشنا مع صدور كل عدد من أعدادها بهذا الكم الهائل من الحقد الظاهر و الدفين الذي يكمن في صدور أصحابها بحق العديد من القوى و الشخصيات و الآراء التي تسعى لتقويم العلاقات الكردية مع بقية الشرائح الشريكة معها في هذا الوطن حيث لا يرى منها سوى كيل الاتهامات شمالا و يمينا و لا ينجو من سهامهم الحاقدة تلك إلا من يسير في فلك معين و حسب. وآخر ما طالعتنا به نشرتها هو مقالة تحت عنوان (ما هكذا تخدم قضايا العيش المشترك والسلم الأهلي يا راعي الكنيسة السريانية ) و تتعرض فيها لسيادة المطران متى روهم مستندة في ادعاءاتها على جملة افتراءات مضللة و معلومات مشوهة لا تستند على أية قاعدة شرعية و منطقية وأقاويل مزعومة من مجالس خاصة مفترضة لسيادته أثبتت بعض الردود السابقة بطلانها . و إذ كنت لا أريد الدخول في تفاصيل الرد على تلك المقالة سأحاول أن انقل للقارئ بعض من أفكار و قناعات سيادة المطران و التي ستبين مدى التضليل الذي يمارسه اليكيتي بهدف إفشال الجهود التي تبلورت في الآونة الأخيرة و من خلال المساعي الحميدة لسيادته و الخيرين من أبناء الشعب الكردي و الشعب الآثوري الكلداني السرياني و فتح باب الحوار و التلاقي و التواصل بين هذا الشعبين على قاعدة الاحترام الكامل و تعزيز الانفتاح بما يخدم قضايا العيش المشترك و هذا الكلام المسجل لسيادته في ( جلسة خاصة ) مع بعض الشخصيات الوطنية الكردية و الاثورية حيث تحدث سيادة المطران عن العلاقات بين الشعبين قائلا : (( نحن نفتخر بالخطوات الجديدة في حياتنا كشعبين ، الشعب الكردي و الشعب الآثوري الكلداني السرياني حيث إن هناك خطوات جديدة نفتخر بها ، لقد بدأنا نبني أسس جديدة تقوم على قواعد الاحترام المتبادل من الحرية و الحوار و الديمقراطية و هذا هو المستقبل . لان المستقبل دائما هو للكلمة و العقل فكلما فكرنا بعقلانية إنسانية فهذا يعني بأننا سنكون شموليين و بذلك لا يبقى الخير لنا وحدنا بل يتوزع هذا الخير على المحيط و الجوار فالله سبحانه و تعالى لا يضع شمسه على فئة من الناس دون الآخرين بل يوزع نورها على كل البشرية و هكذا نحن فعندما نعمل يدا بيد من اجل خيرنا فإننا نعمل من اجل خير العالم .)) هذه هي نظرة سيادته إلى المستقبل و متطلباته ، مراهنا على ترجيح كفة العقل و الحكمة و الكلمة ضد الجهل و التعصب ، و هي قناعات لا يجوز للبعض التشكيك بها لمجرد عدم رغبته بتصديقها .و عندما يتحدث سيادة المطران عن واجبات السياسة فهو كان يرد مسبقا على أشباه السياسيين هؤلاء حينما يقول و أيضا في تلك ( الجلسة الخاصة ) : (( إن عملنا السياسي هو لتنظيم حياة البشر و تنظيم مصالحهم و البحث عن طرق التعايش بين الناس و بين الشعوب و من المفيد إن يأخذ الإنسان ما له و لكن عليه أن يعطي ما للآخرين و هذا هو الفن الجميل في السياسة )) . ثم يأتي هذا المقال في اليكيتي ليقول له أن يكف سيادته عن العمل في السياسة، رغم أن هذا الطلب مردود على أصحابه ذوي الاتجاهات المغرضة و أصحاب معلومات المجالس الخاصة و التي لا يعرف احد مصدرها . و أخيرا سأورد كلام سيادته حول مفهومه لمبدأ المواطنة التي يجب تعزيزها و العمل من اجلها بعيدا عن روح الانعزال أو الانتقام و نفث السموم عندما يقول : (( أن أكون مواطنا لا يعني إنني انتمي إلى بلدي كهوية فقط فقد تكون الهوية أحيانا مجرد وثيقة سفر ، إنما أن أكون مواطنا في هذه البلاد فهذا يعني أن أكون شريكا في كل ما لهذا الوطن من حقوق و واجبات ،... فالمواطنة لا تكون فقط بوثيقة سفر أو بطاقة تعريف بالشخص إنما الوطن هو دائما للجميع و علينا أن نكرس و نعمل جميعا لهذا المبدأ . )) و أخيرا فإنني أؤكد بأنني لن استطيع أن ارسم صورة كاملة لهذا الرجل و إعطاء صورة متكاملة لقناعاته في مقالة متواضعة كهذه فهو شخصية ذو مكانة دينية و اجتماعية بين شعبه و في المنطقة بشكل عام يجله و يحترمه الناس بمختلف انتماءاتهم نظرا لمواقفه المعلنة و التي سبقني بعض السادة في عرضها و لكنني حاولت أن القي الضوء قليلا عن مدى الفرق بين أناس يعملون بجهد و صمت لوأد الفتن و إشاعة أجواء المحبة بين الناس و بين البعض ممن يمتلكهم الحقد و الضغينة على نجاح الآخرين فيلجئون لزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد و هم يدركون سلفا بأن هذه الأفعال إنما تصب في خدمة أعداء هذا الوطن و ختاما أقول لهؤلاء (( الفتنة نائمة و في طريقها إلى الاندحار ... فلمصلحة من من ايقاقظها و النفخ في صورها )) . ------------------------------------------------------------------------------------------------- يكيتي: ما بين العزلة والمهاترات! عزيز عيسى 2008/7/28 سوريا ـ ـ ـ نشرت بعض المواقع الكردية على الإنترنت عددا من المقالات النقدية التي تتناول ما ورد في جريدة يكيتي حول (ممارسات وتصرفات) المطران متى روهم، مما جعلني وبدافع الفضول أن أعود الى النص الأصلي الوارد في جريدة يكيتي حول الموضوع المذكور، وبعد قراءة متأنية لما بين سطور المقالة المنشورة في الجريدة الناطقة باسم حزب يكيتي الكردي، وأنا من موقعي كمراقب للوضع الكردي بشكل عام وعلاقاته مع محيطه بشكل خاص، توصلت الى حقيقة أن مضمون المقال لايخدم بأي حال من الأحوال قضية الشعب الكردي القومية والتي تحتاج وتتطلب تعاطف وتفهم كل القوميات الأخرى لمطاليبنا القومية العادلة، بعكس ما ورد في جريدة يكيتي من تهجم على شخص المطران متى روهم والذي يشغل مكانا دينيا مهما في وسطه القومي وله تأثيرا كبيرا فيما حوله. والحقيقة أن جريدة يكيتي اتهمت وحملت نيافة المطران كل الممارسات التي قامت بها السلطات السورية خلال 4/6/2005، فقد أتهمته الجريدة بأنه كان يحرض العرب على حمل السلاح ضد الكرد، إن هذا الإتهام الخطير لم أسمع به إلا بعد صدور جريدة يكيتي المتضمنة للمقال المذكور، والسؤال الوحيد الذي يتبادر للأذهان هو بأي حجة ومبرر قام حزب يكيتي باخفاء هذه الحقيقة لأكثر من ثلاث سنوات؟ هل ستكون الحجة هي الحرص على العلاقات الأخوية بين الشعب الكردي والآشوري السرياني، حجة غير مبررة لأنها تضحي بحياة أبناء الشعب الكردي – ان صح ماقالته الجريدة - حرصا على علاقاتها مع الآخرين، اذ ما الفائدة من العلاقة الطيبة بين المقتول والمُحرِض على قتله، وبرأيي أن المبرر الوحيد الذي يمكن أن يقدمه يكيتي هو الحاجة الى ضرب العلاقة الإيجابية القائمة بين نيافة المطران وقيادة الحركة الكردية في سوريا \"الجبهة والتحالف بشكل خاص\" والإنفتاح والتواصل الذي بات يتعمق بين أبناء الشعبين الكردي والآشوري السرياني بشكل يبعث الأمل في النفوس، والدليل على تقصد يكيتي ضرب العلاقة بين الطرفين هو تصرفات وتحريض الحزب المذكور المرافقة لحادث مقتل الشاب الكردي \"جوان\" في ديريك، وإصرار يكيتي على تحويل الحادث من فردي اجتماعي الى جماعي قومي ، خلافا للموقف الشجاع من عائلة المرحوم \"جوان\" بإنهاء الموضوع واعتبارهم \"جوان\" شهيدا في سبيل اخوة الشعبين. وإن سلمنا بصحة المعلومات التي وردت في جريدة يكيتي والتي اتهمت المطران بسبب آراء \"يصرح بها في مجالسه الخاصة جدا\"، هل يمكننا الإستفسار من الإخوة في حزب يكيتي عن مصدر معلوماتهم؟ الجواب خطير جدا بحيث أنني متأكد من عدم قدرة أصحاب الجريدة على الكشف عن مصدرهم \"المعلوماتي\"، والمنطق الذي استخدمته الجريدة في اتهاماتها للمطران مرفوض تماما وضعيف الى درجة أنه لا ينطلي حتى على أصحاب الجريدة ومروجي الإتهام، والأجدر بحزب يكيتي أن يتناول مواقف المطران العلنية بالنقد والتحليل، وخاصة مواقفه السياسية، اذ إن السياسة تعتمد أساسا على أعمال وحقائق وتصاريح المجالس العامة، والسياسة لاتستخدم نوايا وخفايا النفوس وكلام المجالس الخاصة لبناء المواقف وتحديد العلاقات، وإن كان يكيتي معترضا على موقف المطران \"المطالب بإعطاء صاحب كل ذي حق حقه\"، وتقاربه المهم والملفت للنظر مع قيادات الحركة الكردية ووقوفه الى جانب مطاليب الشعب الكردي، فإن الأمر لايحتاج لأكثر من \"كلام صريح\" من يكيتي بمحاربة المطران بسبب مواقفه تلك، عندها نكون قد فهمنا غاية يكيتي وحقيقة محاربتها لكل مؤيد لحقوقنا وصديق لشعبنا، ولاحاجة لضرب المندل وقراءة الفنجان و... لمعرفة كلام المجالس الخاصة. وبرأيي ومن خلال متابعة حزب يكيتي في الآونة الأخيرة والسياسة التي يتبعها، فإن الحزب المذكور يعاني من أزمة خطيرة وضغوطات عديدة وضعته في حالة من التخبط والتصرف اللامسؤول على صعيد العلاقات، وأن العزلة التي يعاني منها حزب يكيتي هي نتيجة سياسته وأخطائه (الأخطاء السياسية المتكررة هي التي فرضت العزلة على حزب يكيتي حتى على صعيد العلاقة مع الأحزاب الكردية السورية والأحزاب الكردستانية)، وإن نتائج العزلة السياسية باتت تظهر على المستوى التنظيمي وبروز مشاكل تنظيمية عديدة، كان آخرها إعلان الأستاذ والصديق القديم مصطفى عثمان (السكرتير الأسبق للإتحاد الشعبي الكردي في سوريا، واحد مؤسسي حزب يكيتي، والقيادي في تنظيم أوربا) الإستقالة والإبتعاد عن العمل التظيمي، وهنا أنا لا أستغل هذه المشكلة التنظيمية لإثبات آرائي، وإنما أستند عليها لبناء رأيي وطرحه على القارئ الكريم وإني أعتمد على آراء السيد المذكور لأنه كان من أهل بيت يكيتي وهو أدرى بما يدور في كواليس الحزب المذكور، فالسيد مصطفى عثمان نشر بيانا مطولا على الإنترنت شرح فيه أسباب استقالته متهما الحزب بأخطر الإتهامات، وكان أحد الأسباب أن علاقات حزب يكيتي باتت قريبة جدا من الإنعدام، حتى مع الأحزاب الكردستانية (ويلقي اللوم هنا على السياسة التي تتبعها منظمة حزب يكيتي في التعامل مع الأحزاب الكردستانية الرئيسية). أما ما يهمني في هذا المقال هو أن أشير إلى إن الشعب الكردي يحتاج الى المزيد والمزيد من الأصدقاء والمتضامنين مع قضيته القومية العادلة، وشخصيات مؤثرة مثل نيافة المطران تستحق أن يبذل جهد في سبيل كسب تعاطفها وتأييدها لحقوقنا المشروعة، وهذا ما أظهره المطران في عدة مناسبات مؤكدا على ضرورة أن يعطى كل ذي حق حقه سواء قوميات أو طوائف دينية ، وأن كنتم (حزب يكيتي) غير قادرين على كسب المزيد من الأصدقاء والمؤيدين لحقوقنا، لا تحولوا معاداة وأجبار الموجودين على اتخاذ مواقف مضرة بالشعب الكردي وعلاقاته مع محيطه. ------------------------------------------------------------------------------------------------- المطران متى روهم في مرمى أضاليل يكيتي بقلم : علي شمدين* سوريا ـ ـ ـ لاشك ان المجازر التي نفذتها السلطات العثمانية بحق الاخوة الاشوريين السريان مطلع القرن العشرين، القت بظلالها السوداء على العلاقات التاريخية بين الشعبين الكردي والاشوري حتى وقت قريب، حيث ادار العثمانيون لعبة خطيرة تحت غطاء ديني وعبر ادواتها بين الشعبين للايقاع بينهما وتشتيت صفوفهما للنيل منهما وهذا ما حصل مع الاسف الشديد ضد معظم الشعوب المتعايشة في اطار الامبراطورية العثمانية، فمثلما ان الحقيقة تثبت بالوقائع بان الكرد والسريان كانوا ضحايا لجلاد مشترك، فان الحقيقة الاخرى والتي لايمكن تجاهلها وهي نجاح العثمانيين مع الاسف في كسب حفنة من المرتزقة من تلك الشعوب التابعة لحكمها لاستخدامها ادوات مشاركة في تنفيذ جرائمها، وتلك الحفنة المدانة لاتمثل ارادة الشعوب التي تنتمي اليها بهويتها القومية قط، والا لكانت شعوب الارض قاطبة ضمن دائرة الاتهام والادانة لمجرد انتماء احد المجرمين اليها .. وفي هذا الاطار بادر الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، منذ ما يقارب العقد من الزمن، وضمن برنامج ندواته الثقافية الشهرية بالقامشلي وبالتنسيق مع المنظمة الاثورية الديمقراطية، الى دعوة الكاتب السرياني الاشوري الاستاذ سعيد لحدو لالقاء محاضرة حول مجازر السريان ودور الكرد فيها، وقد حضرها طيف واسع من المهتمين بهذا الشأن من المثقفين الكرد والسريان ومن السياسيين من مختلف الاحزاب والمنظمات فضلا عن بعض الشخصيات الوطنية المطلعة على الكثير من تفاصيل تلك المجازر ، وتقديم صفحات ناصعة تبين نصرة الكرد وإيوائهم للسريان الاشوريين وحمايتهم من تلك المجازر، وقد كان الحوار شفافا وجريئا بين الحضور في مبادرة كانت نوعية وفريدة، وتوصل المشاركون معا خلالها الى تلك القناعة المشتركة التي ذكرناها في المقدمة، وقد طبعت مواد تلك الندوة في كراس بعنوان ( التيه ومسالك الحكمة ). الامر الذي بشر بان النخبة السياسية والمثقفة بين الشعبين بدأت تتجاوز بوعي جدران الحقد والكراهية التي بناها بينهما جلاديهما، وفتحت قنوات الحوار والتفاهم والتعاون المشترك بينهما ، ولعل العلاقات السياسية بين المنظمة الاثورية وبين فصائل الحركة الكردية عموما والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي خصوصا التي تمتد الى ماقبل الدروة الانتخابية لمجلس الشعب ( 1990 - 1994 ) تعكس هذا التطور، عندما كان الاستاذ بشير سعدي يشكل ظهيرا قويا للمندوبين الكرد انذاك ( الاستاذ عبد الحميد درويش، والمرحوم الشهيد كمال احمد ) في دعم القضايا التي كانا يطرحانها تحت قبة البرلمان كـ( قضية المجردين من الجنسية السورية )، تلك العلاقات الاخوية المشتركة هي التي ساهمت في خلق مثل هذه الاجواء الايجابية التي بدأت تتطور شيئا فشيئا حتى امتدت الى الوسط الاجتماعي والمشاركة الواسعة معا في مناسبات ( الافراح والاتراح ) .. وقد بلغت تلك العلاقات المتنامية بين الطرفين ذروتها عندما توسعت دائرة التواصل والتعاون بينهما حتى شملت شريحة هامة من رجال الدين الكرد ( المسلمين) و السريان ( المسيحيين ) ايضا ، الذين تفاعلوا معا وانفتحوا على بعضهم البعض، وتجسد ذلك في التعاون في حل الكثير من القضايا والخلافات الاجتماعية الملتهبة التي كان سابقا من الممكن لها ان تتطور الى مشاكل خطيرة تهدد علاقات التعايش المشترك بينهما .. ولا يخفى ان نيافة المطران متى روهم ( مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس )، بمواقفه الايجابية كان احد هؤلاء الذين تركوا بصمة واضحة في ترميم هذه العلاقات بين الكرد والسريان، كان آخرها دوره المساعد الى جانب الخيرين في الوسطين الكردي والسرياني في وأد تلك الفتنة الخطيرة التي حصلت في ديريك مؤخرا ، والتي راح ضحيتها شاب كردي ( مسلم )، على يد آخر سرياني ( مسيحي )، والتي كادت بسبب محاولات المزاودين من الجانبين أن تودي بمجتمعنا نحو نفق مظلم .. وليس مستغربا ان يصبح المطران روهم هو الآخر بسبب موقفه هذا هدفا لسهام المتضررين من انفتاح المجتمعين على بعضهما البعض والعمل معا كورشة واحدة لما فيه خير الشعبين ومستقبلهما، فقد سددت جريدة ( يكيتي في عددها العدد 158 حزيران 2008 / في مقال بعنوان : ما هكذا تخدم قضايا العيش المشترك والسلم الأهلي ، يا راعي الكنيسة السريانية ) ، سهامها المسمومة الى صدر نيافة المطران متى روهم ، لمجرد انه بات له حضورا ( سياسيا ) مميزا في هذا الميدان من بناء العلاقات الايجابية بين المجتمعين الكردي والسرياني ( في الجزيرة خصوصا )، مثلما كانت هذه ( الجريدة ) على الدوام مستنقعا تنطلق منها حملات التشهير والتضليل بحق المناضلين الكرد ناهيك عن السريان الاشوريين وغيرهم ، فهي لاتستثني احدا من هؤلاء اينما كان ، والا كيف يمكن فهم ما قالته الجريدة : ( حيث كان المسيحي غائباً سواء في إدانته لممارسات النظام أو حتى في المشاركة بمجالس العزاء للشهداء، بالإضافة إلى قيامه بتبرير ممارسات النظام في هذه المجازر .. )، فعلى من هذا الافتراء ؟؟، لاننا جميعا نتذكر بانه في الوقت الذي كان فيه وفدا رفيعا من المنظمة الاثورية الديمقراطية حاضرا انذاك مراسيم عزاء المرحوم معشوق الخزنوي، في نفس الوقت كانت ابواق تابعة لأصحاب هذه ( الجريدة ) تردد شعارها الداعي الى العيش ( المشترك ) و( السلم ) الأهلي والى تعزيز الوحدة ( الوطنية )، والذي كان يقول بالحرف : ( لا عرب و لا سريان .. هون قامشلي كردستان )، فمن الذي يثير الاحقاد ويرفع الشعارات المسمومة المحرضة والمزاودة ؟! ولمصلحة من ؟! .. وتقول الجريدة عن نيافته : ( وذلك بإدخاله العامل السياسي في توجهاته اليومية للطائفة، وهذا ما دفعنا إلى كتابة المقال رغم ترددنا لعدة أشهر، إلا أن الأمور وصلت إلى درجة لم يعد السكوت عنها ممكناً.. )، اذا من الواضح بان تردد ( الجريدة ) واصحابها يمتد : (فقط لعدة اشهر ) وليس لسنوات ماضية كما تدعي ( الجريدة ) عندما سردت ملف مختلق لادانة المطران روهم تمتد الى فترة كتابة كتاب ( آزخ )، والى احداث القامشلي 2004 ، وصولا الى زمن اغتيال المرحوم الخزنوي ..، اذا فقط عدة اشهر ليس الا، اي تمد فقط الى زمن تلك المصالحة التي تمت في ديريك حول قضية اغتيال شاب كردي على يد آخر سرياني، والتي لم يكن لاصحاب الجريدة دورا في تلك المصالحة سوى التحريض واثارة الفتنة لافشالها، هذا الدور الذي لم يثمر عن اية نتيجة لحسن الحظ بسبب الشعور القومي والوطني الرفيع لعائلة الشهيد التي لم تنجر خلف تلك الشعارات المزاودة المضللة التي كانت تلوكها الجريدة واصحابها، وانما امتثلت بجراة الى منطق المصالحة ووأد الفتن التي تبناها الخيرين الذين انجزوا المصالحة وكان في مقدمتهم الحكيم ( الهرم )، و(المتقرب ) منه المطران متى روهم، فأي من المنطقين يخدم ( قضايا العيش المشترك والسلم الأهلي ؟! ) ، ثم من الذي الزم ( الجريدة ) الى هذا الرد رغم ترددها كما تقول ؟!. واي من المنطقين يقوم بـ( تضخيم الحوادث الاجتماعية العادية اليومية والخلافات الاقتصادية بين المواطنين الكرد والسريان، وإعطاءها بعداً دينياً وعرقياً وتحميل الكرد ككل مسؤولية ذلك ؟! ) ، اهو منطق الذين يحاولون حلها ووأدها في المهد ، أم الذين يصبون الزيت على النار بشعاراتهم الخلبية التي لم تعد تنطلي على أحد ؟!. وتصريحات نيافة المطران الايجابية كثيرة لعل آخرها ما صرح به في يوم 15/5/2008 ، في الاحتفال الذي يقام سنويا في مثل هذا اليوم قرب مدينة ديريك ( قرية بِّرِكْ ) التي تقع فيها كنيسة العذراء، تلك التصريحات التي اثارت حفيظة الجهات الامنية التي انسحبت من الاحتفال بسبب هذه التصريحات، عندما قال : ( لقد حضر معنا اليوم هذا الاحتفال ضيوف كبار، لهم القدر والإجلال، وفي مقدمتهم المناضل الأستاذ عبد الحميد درويش ، وممثلو الأحزاب الكردية .. )، واضاف ايضا وفي الهواء الطلق وامام حشد مختلط من الشعبين وليس في ( مجلس خاص )، قائلا : ( لا يمكن لوطن أن يزدهر ما لم تتحقق فيه كرامة الإنسان وتتأمن فيه حقوقه، وعندما يطلب من الإنسان تأدية واجباته ينبغي أن يكون هناك احترام له، احترام للآخر، وعندما أطالب الآخر باحترامي علي أن أبادره بذات الشيء، أحترمه وأحفظ حقوقه ولا أسلب تلك الحقوق بسبب انتمائه الديني أو العرقي أو المذهبي ).. وختاما من يقوم حقيقة بـ( الدفاع المشروع عن شعبنا ) ، هل هم الذين ( يقربون ) امثال نيافة المطران متى روهم الى جانب قضاياهم المشتركة ليقوم بتأييدها في ( المجالس العامة )، دون الاكتراث لما يشاع من اضاليل حول احاديث ( المجالس الخاصة )، ام اولئك الذين يسخرون جريدتهم الموبوءة لاتهام هذا وتخوين ذاك وهم المسكونون أصلا بنظرية المؤامرة حتى النخاع ومدمنين عليها. 25 / 7 /2008 * كاتب كردي من سوريا ------------------------------------------------------------------------------------------------- إلى أين تريدون الذهاب بنا أيها السادة ؟ ( حول التهجم على مواقف المطران متى روهم ) أحمد سليمان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا سوريا ـ ـ ـ إن دراسة التاريخ على حقيقته، وبموضوعية علمية، هو المختبر الفعلي لاستخلاص العبر والنتائج منه،والبناء عليه لمعايشة الحاضر، والتامين لمقومات مستقبل أفضل، وبغير ذلك لا يمكن الاستفادة من التاريخ، بل العكس سيؤدي بنا الى تكرار الأخطاء القاتلة، والتي سبقنا إليها أجدادنا في الماضي، ومن هذا المنطلق يبدو قراءة التاريخ ضرورة لحاضرنا ومستقبلنا، وعلى أساس ذلك لن يكون هناك أي خوف من تناول حقيقة ما جرى من أحداث ،مهما كانت مؤلمة بالنسبة لهذا المكون أو ذاك ، ولهذا لا يمكن نسيان كارثة حلبجة مثلا ، باعتبارها جريمة العصر ضد الوجود الإنساني، أي كان انتماءه، وهو درس للإنسانية جمعاء، وان كان بخصوصيته يعني إبادة للشعب الكردي، وعلى الرغم من محاكمة مقترفي هذه الجريمة البشعة ،لا يزال أهالي الضحايا يعيشون الجريمة ببشاعتها، ولا يمكن أن يهدأ من آلامهم وسخطهم إعدام المجرمين مئات المرات ، ولا يمكننا أن نقول لهم : إنسوا .. ، وكذلك الأمر بالنسبة لجرائم الأنفال ،وغيرها من الجرائم بحق الشعب الكردي، والجرائم البشعة بحق الشعوب قاطبة . وتستوقفنا جرائم الإبادة بحق المسيحيين في سنوات الحرب العالمية الأولى 1914-1918 على يد الجيش التركي، وبمساهمة ممن انطلت عليهم مؤامرة الفاشيين الأتراك، من الكرد وغيرهم ،والتي اعتذر عنها الكثير من قيادات الشعب الكردي عبر التاريخ ،منذ الجريمة إلى الآن ،على الرغم من تفهم الجميع لملابسات الموضوع ،وخلفياته التآمرية ليس فقط ضد المسيحيين، بل وفيما بعد ضد الشعب الكردي نفسه. ولا يمكن بأي حال ،أن نطلب من ذوي الضحايا، أن ينسوا ما حصل مع آبائهم وأجدادهم من تنكيل وذبح واغتصاب ونزوح وتشريد وتهجير. إن قراءة هذا التاريخ، واستخلاص الدروس منه، وتجنب أضراره تاليا في مستقبلنا، مهمة نبيلة ،ومسؤولية تاريخية تقع على عاتق جميع الفعاليات في المجتمع من دينية و سياسية و ثقافية وفكرية وغيرها . وترسيخ مفاهيم العيش المشترك ،بين مكونات المجتمع ،وتعزيز مقومات السلم الأهلي، وهذا لن يتحقق من خلال طمس الحقائق وتجاهلها ،ولا من خلال إذكاء ثقافة الحقد والكراهية وانغلاق مكونات المجتمع على نفسها, بل من خلال إلقاء الضوء على الأسباب الحقيقة وراء تلك الأحداث ،وترسيخ القناعة في إدانتها دون مواربة, وهو السبيل الأمثل لطمأنة الجميع دون استثناء, وعندما لا نطلب من ذوي الضحايا أن ينسوا ما حصل فأننا نؤكد على إن استمرار الذكرى تمر من خلال إدانة مرتكبيها فقط، وان لا تلقي بتبعاتها ، على أبناء هذا المكون أو ذاك، ممن كان للبعض منهم يد في ارتكاب هذه الجريمة أو تلك . أن منطقة الجزيرة في سوريا ،و كغيرها من المناطق السورية، وجوارها ،تعيش حالة التعددية الدينية، مسلمين ومسيحيين وايزيدين ،وقوميات من عرب وأكراد وكلدواشورين وسريان وججان وغيرهم ،وهم بانتمائهم هذا، ورثة لنتائج العلاقات التاريخية بين تلك المكونات، بوجهيها الايجابي والسلبي ،وهي تعاني من مظاهر الوجه السلبي في علاقاتها،إذ يشوبها الكثير من المنغصات التي تعكر الأجواء ،وتنخر في جسم المجتمع بالنذر الخطر , ولاشك أن ذلك لا يستند فقط على تاريخية العلاقة ،بل يضاف إليها تناقضات من الماضي القريب ،والواقع الحالي، وهي تدخل في سياق السياسات المتبعة منذ نشوء الدولة السورية . هذا الواقع يحملنا جميعا مسؤولية العمل على فك عقده المتعددة ،وتغييره نحو واقع يتسع للجميع ،على أسس من الحرية،والحياة الكريمة، وتمكين الجميع من ممارسة الدور الايجابي في بناءه، وتوفير الفرصة وبالتساوي أمام الجميع، على أساس المواطنة الحقيقة، مع الحفاظ على خصوصية أي مكون ديني أو اثني، في التعبير عن نفسه، مهما كان صغيرا أو كبيرا، في إطار وحدة المجتمع. وعلى العكس مما ورد أعلاه ،جاء مقال في جريدة اليكيتي العدد 158 حزيران 2008 ،ليخالف ما جاء في مقدمة مقاله بالذات، حين دعا إلى( نشر ثقافة المحبة والتسامح بين الناس ) لا بل يذهب بعيدا نحو خشيته ( أن تنتقل العدوى إلى جميع أماكن التعايش الكردي المسيحي ) - وللأسف هو نفسه يعمل على نقل هذه العدوى - وذلك عندما ينتقد موقف راعي كنيسة السريان سيادة المطران متى روهم , في إساءة واضحة إلى دوره من خلال أمثلة في مجملها غير صحيحة مثل (مجالسه الخاصة)، وإذا كانت تلك المجالس خاصة فكيف وصلت إلى الرفاق في اليكيتي ؟؟ ، وهنا اسأل : من منا ليست له أحاديثه الخاصة في مجالسه الخاصة ؟؟ ،وهل يمكن لتلك الأحاديث أن ترى النور لإدراكنا بأنها ضارة بالمجتمع , وكذلك في النقاط الأخرى، حتى يعتقد قارئ المقال بان سيادة المطران هو المسئول عن هضم حقوق الشعب الكردي ،وعن أحداث آذار 2004، إلى أن يصل به إلى الدعوة إلى فض العلاقة بين سيادته وبعض الشخصيات السياسية والاجتماعية الكردية وذلك بقول الكاتب أن : (المطلوب منه إعادة النظر في موقفه). من أولى الخطوات لتنقية الأجواء في المجتمع، هي قول الحقيقة، وإنصاف العمل الايجابي. الحقيقة إن مجتمعنا يعاني الكثير من التمزق والتشوه في العلاقات بين المكونات ،ولكن الحقيقة الأخرى إن الخيرين من جميع هذه المكونات، يعملون بجد على ردم الخنادق، وبناء الجسور، ومن بينها العلاقة التي قصدها المقال بين سيادة المطران متى روهم ،وبعض القيادات السياسية والاجتماعية الكردية، والتي وفرت مناخا ايجابيا بين الأكراد والمسيحيين ،وللإنصاف فان سيادة المطران متى روهم قام بدور جيد في أحداث 12/آذار 2004 على العكس مما جاء في المقال وكلنا نذكر كرد وعرب وأشور وسريان .... الخ، الاجتماع الشهير في كنيسته ،والتي جاءت بناء على دعوة من سيادته . وفي قراءة واضحة لخلفيات المقال، يلاحظ محاولة تخريب ما بني من علاقة في هذه المرحلة، و خاصة بعد تجاوز الفتنة الخطيرة التي حصلت في ديريك، والتي راح ضحيتها شاب كردي، على يد أخر مسيحي ،وكادت أن تودي بمجتمعنا نحو خطر كبير، وحريق يلتهم الجميع، ونتيجة للعلاقة الطيبة بين الخيرين من الوسطين الكردي والمسيحي، وفي المقدمة منهم سيادة المطران متى روهم والأستاذ عبد الحميد درويش( وهي العلاقة المقصودة في المقال )، وبشجاعة ذوي الفقيد ، تم تجاوز تلك الفتنة، ولاشك إنها فتحت أفاقا رحبة، في ترسيخ قيم المحبة والسلام في المجتمع ،وجاء مقال سيادة المطران ،والذي تم توزيعه على جميع كنائس العالم حول تلك الأحداث وإشادته بالموقف الايجابي للكرد، وللذين لعبوا دورا ايجابيا في وأد الفتنة , والذي يبدو انه لا يروق للكثيرين ،وخاصة المتضررين من هذا التقارب ،و اسمحوا لي بان أورد اسم السيد عبد المسيح قرياقس ،في خانة كاتبي المقال من حيث الذهنية والدور ، وليس كما ورد وبكل أسف مع السيد المطران و شتان ما بين الاثنين . وأخيرا وفي هذا التوقيت عندما يأتي مقال وفيه إثارة لمواضيع ،لا تخدم بأي شكل من الأشكال، التعايش السلمي الأخوي بين القوميات، والأديان، يتبادر إلى أذهاننا، السؤال : إلى أين تريدون الذهاب بنا أيها السادة ؟. - 22 تموز 2008 ------------------------------------------------------------------------------------------------- هل خدمة قضايا العيش المشترك أن يصبح الآخر كرديا ..؟ حسين عيسو سوريا ـ ـ ـ إن من أهم مقومات العيش المشترك بين مختلف مكونات مجتمع ما هو التواصل والتعارف والحوار والاعتراف بحق المختلف وتمايزه واحترام الخصوصيات الثقافية لكل مكون والإيمان بأن الاختلاف في الأفكار والقناعات هو من سنن الطبيعة الإنسانية , فالحوار المستمر يعتبر من أهم ركائز تقوية العلاقات المجتمعية , وما الشك والريبة وحتى الكراهية في بعض الأحيان والتي تسود العلاقات بين مكونات مجتمعنا اليوم إلا نتيجة لغياب الحوار وجهلنا بثقافة بعضنا الآخر وقناعاته وأفكاره يقول المثل : "الإنسان عدو ما يجهل", فالتواصل والحوار يجب أن يكونا من قبل الطرفين وليس أحاديا وأن لا يترفع أحدنا على الآخر وننكفئ على ذاتنا متوقعين المبادرة من الآخر الوطني وليست فعلا متبادلا متوهمين أننا دائما على حق , فمن يعتقد أنه يعرف كل شيء وأنه معصوم عن الأخطاء وغيره مخطئ في أي شيء لا يحتاج لنقد ذاته ومراجعة تصرفاته بين الحين والآخر ولذلك تكثر هفواته وتتحول مع الزمن إلى أخطاء فاحشة يستحيل إصلاحها , يقول سقراط : "انه كلما تعلم أكثر اكتشف أنه يجهل الكثير". ما دفعني الى كتابة هذه المقدمة هو ما قرأته في عدد حزيران من نشرة حزب "يكيتي"الكردي في سوريا الصفحة السادسة بعنوان " ما هكذا تخدم قضايا العيش المشترك والسلم الأهلي يا راعي الكنيسة السريانية" بعد قراءة المقال ومع كل التقدير للحزب المذكور أعترف بأنني أصبت بالدهشة والاستغراب مما ورد في هذه المقالة وككردي مستقل لا أنتمي الى أي من أحزاب الحركة الكردية السورية ولكني أحاول بجهد فردي متواضع ومع بعض الأصدقاء المؤمنين بالعيش المشترك للعمل على نشر ثقافة الديمقراطية بالتواصل والحوار مع الجميع إيمانا منا بأن الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المجتمع السوري لا يتم الا بالتلاقي والحوار والاحترام المتبادل وتحقيق المساواة بين مكوناته وليس بثقافة الهيمنة والإقصاء والتهميش . والمعروف عن نيافة المطران متى روهم أنه في مقدمة من يعمل في هذا السبيل وله أياد بيضاء على أبناء الجزيرة السورية وكل من يريد التأكد من ذلك فليذهب الى مدارس كنيسته في مدن الجزيرة ليعرف كم عدد الطلبة الكرد والعرب وغيرهم ممن يتعلمون في هذه المدارس وخاصة في الدرباسية ورأس العين حيث أن عدد التلامذة الكرد أكثر من السريان ونذكر جميعا الطالبة الكردية " سوزدار" التي نالت الدرجة الأولى في الثانوية العامة منذ عامين على مستوى سوريا كيف كرمها نيافة المطران وأهداها جهاز كومبيوتر غالي الثمن ولم يسأل يومها عن دينها أو أثنيتها وإنما فقط لأنها فتاة من الجزيرة ونالت الدرجة الأولى على عموم المدارس السورية , وكذلك بالنسبة للاجئين العراقيين في محافظة الحسكة فمعروف عن الكنيسة السريانية أنها تقدم مساعدات شهرية لهم وقد أكد أكثر من عراقي أنها تقدم لجميع اللاجئين بدون استثناء "عرقي أو ديني" سوى كونهم عراقيين!!!. لكل الأسباب التي ذكرت وغيرها مما لا يحضرني الآن, وغيرة مني على مصلحة شعبي الكردي وفي سبيل خدمة وحدتنا الوطنية السورية ولأني أرى أن أي حزب كردي سواء اتفقت أو اختلفت معه فانه يمثلني ككردي أمام الآخر الوطني شئت أم أبيت !, وحتى لا نخطئ بحق رجل بهذه الصفات الإنسانية الراقية , ومع ثقتي بأن شخصا بمستوى نيافة المطران متى روهم الذي نذر نفسه لخدمة شعبه وشركائه في الوطن لا يمكن أن تغير نهجه ومسلكه الإنساني وتفانيه في خدمة الجميع مقالة هنا أو كلمة نابية هناك , وبرغم ذلك فقد طلبت مقابلة نيافته واستقبلني الرجل الكبير بكل الود والترحاب مع الصديق عبد الرزاق كدو وتمنيت على نيافته وبكل صراحة أن يتقبل أسئلتي ويجيب على استفساراتي خدمة لبلدنا الذي نحبه جميعا وللعيش المشترك الذي نعمل في سبيل تحقيقه , وكانت أسئلتي حسب البنود التي وردت في المقالة وكالتالي : 1- في ما يخص القول أن نيافته يحمّل الكرد مسئولية مجازر المسيحيين في تركيا العثمانية وأنه كان وراء إصدار كتاب آزخ سيئ الصيت مثلما ورد في المقالة "لم أقرأه بعد" كان جواب نيافته أن تلك الجرائم مسئولية السلطة العثمانية الحاكمة آنذاك واذا اشترك في تلك الجرائم أفراد من الكرد فان هنالك أيضا من الكرد من وقف الى جانب المسيحيين يومها وحماهم وتعرض للتنكيل بسبب ذلك وأنه لا يحمّل الكرد مسئولية تلك الجرائم لأنهم لم يكونوا دولة حينها حتى يتم تحميلهم تلك المسئولية فالدولة هي التي تتحمل تلك المسئوليات كاملة ."هنا أتمنى على كاتب المقال ان يقرأ كتاب الدكتور كمال أحمد مظهر "كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى"الفصل الخامس "الكرد والدم الأرميني المراق" . يقول المؤرخ الاغريقي هيرودوت: "ان مهمتي أن أصف أعمال البشر وهدفي ألاّ تغيب تلك الأعمال عن الأجيال اللاحقة لعل هذا يجعلهم يتعرفون على أسباب المآسي والحروب بينهم فيما مضى" !. نشرت منذ عامين بحثا بعنوان "قراءة موجزة في التاريخ الكردي الأرميني" كانت هناك بعض الردود عليه فالأرميني اتهمني بكردي متعصب والكردي اتهمني بأني أرميني أدّعي الكردية ولكن شخصا واحدا شكرني قائلا بأني سلطت الضوء على زوايا لم يجرؤ غيري على الاقتراب منها. .أعتقد السبب في ذلك هو لأني أرى أن كتابة التاريخ بصدق وموضوعية وفحص أخطاء كل طرف ليس فقط للسرد أو لاتهام الآخر وإنما كدروس وعبر نستفيد منه وكي لا تتكرر تلك الأخطاء والمآسي مستقبلا . أما بخصوص كتاب "آزخ" والذي كما ذكرت لم أقرأه بعد الا انني أرى أن من حق أي كان أن يعرض وجهة نظره في موضوع ما أو ذكر تاريخ مرحلة معينة ومن يقرأه يستطيع التفريق بين الدسّ أو ذكر الحقائق كدروس وعبر للأجيال!. أما بالنسبة لنيافة المطران فقد قال بأنه حقيقة لم يسمع بالكتاب إلا بعد صدوره وانه بعد الضجة التي أثيرت حوله قرأه وخاطب كرد ديريك يومها بالقول أرجو أن لا تجعلوا من مؤلف الكتاب "يوسف القس" سلمان رشدي آخر "أي كما خدم الخميني سلمان رشدي بإصدار الفتاوى ضد كتابه "آيات شيطانية" فصنعت له ضجة كبيرة كانت النتيجة مجدا للكاتب وبيع ملايين النسخ من الكتاب بسبب فتوى الخميني". 2- وبخصوص ما قيل في البند الثاني عن تضخيم الحوادث بين الكرد والسريان وتعيين السيد عبد المسيح قرياقس في مجلسه الاستشاري "الملي" كان رد نيافته بأن السيد قرياقس له اتجاهه السياسي المختلف ( بعثي عربي وكما سمعت أنه أسس أخيرا ما أسماه العائلة الآزخية – كاتب السطور) وهو ليس عضوا في المجلس الاستشاري "الملي" ولهذا فهو حر فيما يفعل ويقول ولا يمثل كنيستنا في شيء. 3- أما بالنسبة لما ذكر من توجيه مبطن بعدم التعامل مع الفعاليات الاقتصادية الكردية والتي نفاها نيافة المطران "الا أنني أقول أن هذه تصرفات فردية مصلحية فكل واحد منا يتعامل مع من يرى مصلحته الخاصة في التعامل معه وحينما استفيد من علاج طبيب أذهب اليه والباص الذي أرى أن خدماته مريحة أسافر معه وأعتقد أن هذا يسري على الجميع وهو الواقع كما نلاحظ باستمرار". 4- وبالنسبة لما ذكر عن الاستقواء بالسلطة في أي حادثة كمطران ومرجع لطائفة كبيرة " الطائفة السريانية" فقد ذكرني نيافته بحادثة رأس العين بعد مأساة ملعب قامشلو والتي سمعت يومها أنه عرّض نفسه للأخطار وكان معه الشيخ ياسين وغيره وحين لم يستطع فعل الكثير طالب السلطات العليا بإرسال الجنود لمنع الرعاع المدعومين من السلطة المحلية في المحافظة من التخريب ولما رأى أن ذلك سيستغرق وقتا طويلا استغل كل إمكاناته لإرسال الجنود بالهليكوبتر وهذا ما حصل فعلا , وكما يعلم كاتب المقال ونعلم جميعا أن التخريب كان ضد الكرد يومها ...... "بعد عودتي من اللقاء اتصلت مرة أخرى بأكثر من شخص كردي في رأس العين وأكدوا لي ذلك". 5- أما بالنسبة للقول بوقوفه الى جانب النظام !!!. لست أدري ماذا يريد كاتب المقال ؟ هل يعلم الكاتب أن المطران ليس كرديا وإنما هو مرجع ديني لإحدى مكونات المجتمع السوري الأخرى وعلاقة الكرد به علاقة شريك في الوطن ثم هل يريد الكاتب من مرجع ديني لا يتعاطى السياسة أن يحارب النظام !, أعتقد أن ما ذكرته عن حادثة رأس العين وجهوده في منع مجزرة كادت تحصل بين الكرد والعرب هناك لولا جهوده الجبارة وجهود المخلصين من الكرد والعرب والسريان تستحق الشكر اذا كنا نريد العمل من أجل مصلحة شعبنا الكردي ومجتمعنا السوري المتعدد الاثنيات والأديان والمذاهب , أما بالنسبة لمشاركة المسيحيين "الآثوريين" في مجالس عزاء ليلة النوروز فما أعرفه هو أن ممثلي الحزب الآثوري الديمقراطي شاركوا وزاروا العديد من الأحزاب في تلك الليلة , هل أراد كاتب المقال أن يزوروا ثلاثة عشر حزبا كرديا أو أكثر في ليلة واحدة !, وسيادة المطران نفسه وكما أعلم يشارك في العديد من مجالس العزاء للكرد وكلماته كلها تنادي بالإخاء والتسامح والمحبة وهذه مهمته الإنسانية. 6- بالنسبة لتوجيه الجالية السريانية في الخارج للوقوف بجانب السفارات السورية ودعم رأيها أعتقد أن هذا مردود لأن هؤلاء لو عملوا بما يريده المطران لما تركوا أرضهم ووطنهم ويبدو أن الأخ كاتب المقال لم يسمع بتصريح البطريرك عمانؤيل دللي في العراق منذ فترة ورغم كل المآسي التي تحصل هناك فانه رفض هجرة أو تهجير أبناء طائفته الى الدول الغربية وإصراره على بقائهم في أرضهم وكما قال نيافة المطران عن الغربة أن من يتغرب فانه "يتغرب عن ذاته أيضا" . "هنا لي تساؤل على الهامش هل فكرت أي من أحزابنا الكردية في نتيجة هجرة عشرات الألوف من الكرد خلال العقدين الأخيرين كما فكرت مرجعيات الآثوريين أعتقد أن هذا يحتاج الى مقالات"!!!. أما بخصوص البعثات الأوربية والتي ذكر كاتب المقال أنها قدمت في الشهر المنصرم فأحب أن أذكّر صاحب المقال أن نيافة المطران وكما علمت أنه كان في الصين للعلاج لأكثر من شهرين وقد عاد منذ عشرة أيام تقريبا ولذا فانه لم يلتق بأي بعثة وقد سألت المسئول في المنظمة الآثورية الديمقراطية الأستاذ كبرئيل كورية الذي قال بأن سكرتير السفارة الهولندية كان هنا منذ حوالي الشهر ولم يتطرق الى موضوع الأكراد من قريب أو بعيد وأعتقد أنه التقى بالأحزاب الكردية أيضا ثم ألا يعتقد صاحب المقال أن هكذا بعثة سوف يعرف الجميع بوصولها ثم هل أن عاقلا يستطيع الادعاء بالمعاناة من اضطهاد الكرد والكرد أنفسهم مضطهدون. دامت المقابلة لأكثر من ساعة مع سيادة المطران متى روهم وتشعبت الى العديد من المواضيع وأحب هنا أن أستعيد بعض ما قاله نيافته وقبل أن أخبره عن مصدر المقال قال : "ما زلت أقول أن الشعب الكردي الذي ينتمي الى العرق الهندو أوربي أصبح اليوم يرجح العقل الأوربي على الغيبيات والسحر الهندي برغم هذه المقالة التي أرى أنها لا تخدم مصلحة الشعب الكردي ولا قضايا العيش المشترك .....مكملا أما بالنسبة لي شخصيا فلا أرى من المناسب حتى الرد عليها.........." انتهى. لقد تطوعت لهذا العمل والبحث في الخدمات التي تقدمها الكنيسة السريانية وإجراء هذه المقابلة مع نيافة المطران متى روهم لسببين الأول لمعرفتي المسبقة عن وطنية نيافته والروح الإنسانية العالية التي يتمتع بها وتفانيه في خدمة المجتمع في الجزيرة كما هو معروف عنه وما ذكرته آنفا قليل من كثير يستطيع تلمسها كل باحث عن الحقيقة. والسبب الثاني هو التقدير الذي أكنه للجهد الذي يبذله حزب يكيتي داخل الحركة الوطنية الكردية السورية وغيرة مني على سمعة الحركة ككل والتي في النهاية تعتبر الممثلة لنا ككرد برغم الاختلاف في الرأي معهم في العديد من القضايا ومع أنني أرى في الممارسة النقدية الدائرة اليوم داخل أحزاب الحركة الكردية السورية أسلوبا ديمقراطيا دافعا الى تحقيق صالح الحركة الا أنني وبكل تقدير وحب أود تنبيه هيئة تحرير يكيتي الى أن كاتب المقال بهذا الأسلوب في التعامل مع الآخر "غير الكردي" وبهذه الطريقة في التطاول على الشريك الآخر الوطني لا أرى فيه سوى محاولة لإدخاله ضمن دائرة السجال الذي يجري هذه الأيام بين أطراف الحركة الكردية والتعامل معه انطلاقا من تلك المماحكة وكأن كل ما قاله الكاتب لا يخرج من دائرة تلك المماحكات وأرى أن هذا الأسلوب لا يخدم مصالح الحركة الكردية ولا قضايا العيش المشترك بل أنها تدفع باتجاه فتح جبهات جديدة نحن في غنى عنها. ------------------------------------------------------------------------------------------------- يكيتي: ما بين العزلة والمهاترات! عزيز عيسى 2008/7/28 سوريا ـ ـ ـ نشرت بعض المواقع الكردية على الإنترنت عددا من المقالات النقدية التي تتناول ما ورد في جريدة يكيتي حول (ممارسات وتصرفات) المطران متى روهم، مما جعلني وبدافع الفضول أن أعود الى النص الأصلي الوارد في جريدة يكيتي حول الموضوع المذكور، وبعد قراءة متأنية لما بين سطور المقالة المنشورة في الجريدة الناطقة باسم حزب يكيتي الكردي، وأنا من موقعي كمراقب للوضع الكردي بشكل عام وعلاقاته مع محيطه بشكل خاص، توصلت الى حقيقة أن مضمون المقال لايخدم بأي حال من الأحوال قضية الشعب الكردي القومية والتي تحتاج وتتطلب تعاطف وتفهم كل القوميات الأخرى لمطاليبنا القومية العادلة، بعكس ما ورد في جريدة يكيتي من تهجم على شخص المطران متى روهم والذي يشغل مكانا دينيا مهما في وسطه القومي وله تأثيرا كبيرا فيما حوله. والحقيقة أن جريدة يكيتي اتهمت وحملت نيافة المطران كل الممارسات التي قامت بها السلطات السورية خلال 4/6/2005، فقد أتهمته الجريدة بأنه كان يحرض العرب على حمل السلاح ضد الكرد، إن هذا الإتهام الخطير لم أسمع به إلا بعد صدور جريدة يكيتي المتضمنة للمقال المذكور، والسؤال الوحيد الذي يتبادر للأذهان هو بأي حجة ومبرر قام حزب يكيتي باخفاء هذه الحقيقة لأكثر من ثلاث سنوات؟ هل ستكون الحجة هي الحرص على العلاقات الأخوية بين الشعب الكردي والآشوري السرياني، حجة غير مبررة لأنها تضحي بحياة أبناء الشعب الكردي – ان صح ماقالته الجريدة - حرصا على علاقاتها مع الآخرين، اذ ما الفائدة من العلاقة الطيبة بين المقتول والمُحرِض على قتله، وبرأيي أن المبرر الوحيد الذي يمكن أن يقدمه يكيتي هو الحاجة الى ضرب العلاقة الإيجابية القائمة بين نيافة المطران وقيادة الحركة الكردية في سوريا \"الجبهة والتحالف بشكل خاص\" والإنفتاح والتواصل الذي بات يتعمق بين أبناء الشعبين الكردي والآشوري السرياني بشكل يبعث الأمل في النفوس، والدليل على تقصد يكيتي ضرب العلاقة بين الطرفين هو تصرفات وتحريض الحزب المذكور المرافقة لحادث مقتل الشاب الكردي \"جوان\" في ديريك، وإصرار يكيتي على تحويل الحادث من فردي اجتماعي الى جماعي قومي ، خلافا للموقف الشجاع من عائلة المرحوم \"جوان\" بإنهاء الموضوع واعتبارهم \"جوان\" شهيدا في سبيل اخوة الشعبين. وإن سلمنا بصحة المعلومات التي وردت في جريدة يكيتي والتي اتهمت المطران بسبب آراء \"يصرح بها في مجالسه الخاصة جدا\"، هل يمكننا الإستفسار من الإخوة في حزب يكيتي عن مصدر معلوماتهم؟ الجواب خطير جدا بحيث أنني متأكد من عدم قدرة أصحاب الجريدة على الكشف عن مصدرهم \"المعلوماتي\"، والمنطق الذي استخدمته الجريدة في اتهاماتها للمطران مرفوض تماما وضعيف الى درجة أنه لا ينطلي حتى على أصحاب الجريدة ومروجي الإتهام، والأجدر بحزب يكيتي أن يتناول مواقف المطران العلنية بالنقد والتحليل، وخاصة مواقفه السياسية، اذ إن السياسة تعتمد أساسا على أعمال وحقائق وتصاريح المجالس العامة، والسياسة لاتستخدم نوايا وخفايا النفوس وكلام المجالس الخاصة لبناء المواقف وتحديد العلاقات، وإن كان يكيتي معترضا على موقف المطران \"المطالب بإعطاء صاحب كل ذي حق حقه\"، وتقاربه المهم والملفت للنظر مع قيادات الحركة الكردية ووقوفه الى جانب مطاليب الشعب الكردي، فإن الأمر لايحتاج لأكثر من \"كلام صريح\" من يكيتي بمحاربة المطران بسبب مواقفه تلك، عندها نكون قد فهمنا غاية يكيتي وحقيقة محاربتها لكل مؤيد لحقوقنا وصديق لشعبنا، ولاحاجة لضرب المندل وقراءة الفنجان و... لمعرفة كلام المجالس الخاصة. وبرأيي ومن خلال متابعة حزب يكيتي في الآونة الأخيرة والسياسة التي يتبعها، فإن الحزب المذكور يعاني من أزمة خطيرة وضغوطات عديدة وضعته في حالة من التخبط والتصرف اللامسؤول على صعيد العلاقات، وأن العزلة التي يعاني منها حزب يكيتي هي نتيجة سياسته وأخطائه (الأخطاء السياسية المتكررة هي التي فرضت العزلة على حزب يكيتي حتى على صعيد العلاقة مع الأحزاب الكردية السورية والأحزاب الكردستانية)، وإن نتائج العزلة السياسية باتت تظهر على المستوى التنظيمي وبروز مشاكل تنظيمية عديدة، كان آخرها إعلان الأستاذ والصديق القديم مصطفى عثمان (السكرتير الأسبق للإتحاد الشعبي الكردي في سوريا، واحد مؤسسي حزب يكيتي، والقيادي في تنظيم أوربا) الإستقالة والإبتعاد عن العمل التظيمي، وهنا أنا لا أستغل هذه المشكلة التنظيمية لإثبات آرائي، وإنما أستند عليها لبناء رأيي وطرحه على القارئ الكريم وإني أعتمد على آراء السيد المذكور لأنه كان من أهل بيت يكيتي وهو أدرى بما يدور في كواليس الحزب المذكور، فالسيد مصطفى عثمان نشر بيانا مطولا على الإنترنت شرح فيه أسباب استقالته متهما الحزب بأخطر الإتهامات، وكان أحد الأسباب أن علاقات حزب يكيتي باتت قريبة جدا من الإنعدام، حتى مع الأحزاب الكردستانية (ويلقي اللوم هنا على السياسة التي تتبعها منظمة حزب يكيتي في التعامل مع الأحزاب الكردستانية الرئيسية). أما ما يهمني في هذا المقال هو أن أشير إلى إن الشعب الكردي يحتاج الى المزيد والمزيد من الأصدقاء والمتضامنين مع قضيته القومية العادلة، وشخصيات مؤثرة مثل نيافة المطران تستحق أن يبذل جهد في سبيل كسب تعاطفها وتأييدها لحقوقنا المشروعة، وهذا ما أظهره المطران في عدة مناسبات مؤكدا على ضرورة أن يعطى كل ذي حق حقه سواء قوميات أو طوائف دينية ، وأن كنتم (حزب يكيتي) غير قادرين على كسب المزيد من الأصدقاء والمؤيدين لحقوقنا، لا تحولوا معاداة وأجبار الموجودين على اتخاذ مواقف مضرة بالشعب الكردي وعلاقاته مع محيطه. ------------------------------------------------------------------------------------------------- Search Last ariclesاخوانا ... الكلدو اشوريين حارس حباب - 1 في يوم الشهيد الآشوري: سِفْر الإبادة ومنطق الرد المنصف؟ردود الافعال تتوالا على مقالة جريدة اليكيتي من قبل شخصيات وطنية كردية محترمةالمطران متى روهم في مرمى أضاليل .. يكيتي إلى أين تريدون الذهاب بنا أيها السادة ؟Other © Assyrian Democratic Organization Postfach 13 44 D-65003 WIESBADEN Fax:0049-0611/ 2050941 التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 27-08-2008 الساعة 01:40 PM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|