![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أصبح التحرش الجنسي مشكلة في الحسكة؟ حسن برو قبل عدة أيام وبالتحديد قبل أسبوع ، تجمع بعض الناس في الشارع الذي أمر منه بين فترة وأخرى خلال زيارتي لمحافظة الحسكة لمتابعة بعض الأمور الخاصة بمهنتي. يومها رأيت جمعا من الناس أمسكوا بيد طفل صغير، وأخذ البعض منهم يسب ويشتم والأخر يقول: الحق على الأهل لأنهم يتركون أولادهم في هذا الوقت، يرد آخر يا أخي الطفل طفل سيكبر وينموا وهو بحاجة إلى اللعب والنطوطة. عندما سألت عن سبب هذا التجمع قال لي أحدهم: أولاد الحرام... لم يعد بإمكاننا أن نترك أطفالنا في الشوارع، وأضاف بأن هناك شاب تعرض لهذا الطفل ونزع عنه البنطال ولكن صاحب المحل تنبه إليه فقام بضربه فهرب. تركت الجمع بين هرجٍ ومرجِ، لكن الموضوع لم يغب عن بالي للحظة فطرحت الموضوع في إحدى السهرات التي اعتدت أن أسهرها مع بعض الأصدقاء، لكن المفاجئة أن النقاش كشف عن عدد كبير لمثل هذه التصرفات التي تصدر من مراهقين ومراهقات وحتى من رجال كبار في السن.. أحدهم روى عن شاب كان قد تزوج وطلق زوجته وهو الآن يعمل كبائع متجول وبأنه قام باستدراج طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها وأعطاها البوظة ليقوم بالتحرش بها وملامستها وتقبيلها، وعندما فهمت الطفلة بأن هدفه ليس العطف عليها صرخت بقوة فقامت إحدى الجارات بضربه على رأسه وتخليص الفتاة من بين يديه، فترك المتحرش كل شيء ورائه ولاذ بالفرار... الغريب أن أهل الطفلة قاموا بنهرها ولم يقوموا بأي تصرف إزاء هذا الشاب خوفاً على سمعتها وسمعتهم.. قصة أخرى حصلت مع إحدى قريبات السهارى التي تسبب لها حادث التحرش ضيق تنفس منشأه نفسي حتى اليوم رغم مرور عدة سنوات. تقول القصة أن الطفلة تعرضت خلال رحلة مع زملاء وزميلاتها لتحرش من قبل أحد سائقي السيارات الذين أوصلوهم إلى مكان الرحلة حيث قام هذا السائق بالتحرش بها وهي تخرج بعض حاجياتها من السيارة وأخذ يقبلها إلى أن مرت إحدى المعلمات وخلصت الفتاة من يديه، لكنها لم تتجرأ على أخبار أهل الفتاة بالقصة لأنها كانت المسوؤلة عن الرحلة وبالتالي فهي تتحمل نتائجها ،ولأن المجتمع لا يرحم تم التستر على الموضوع إلى أن قام صديقي بعرضها على طبيب في دمشق على أساس أنها تعاني من ضيق التنفس ولكن ظهر أن منشأ مرضها نفسي وكشفت الطفلة أخيراً عن ما جرى معها بالتحديد في تلك الرحلة . أما حديث أحد الأصدقاء عما جرى في إحدى الحدائق من تحرش جنسي يقوم به كبار بمراهقين، إذ كان بعض المراهقين ينزوون في زاوية حديقة عامة، إلا أن بعض المارة لاحظ تجمع هؤلاء المراهقين فتبين أن الكبار منهم يتحرشون بالأصغر سناً، وحينما أوصولوهم لأهالهم لم يقبل الأهل الاعتراف بهذا الأمر ، وهناك قصص كثيرة رواها لنا الأصدقاء عن أناس يعرفونهم وكانوا قد تعرضوا للتحرش الجنسي. ولأننا لم نكن نتوقع مثل هذه الأفعال في مجتمعنا وبالتحديد في محافظة الحسكة ولأن مدننا وحتى الآن لم تأخذ طابع المدينة الكبيرة بكل تفاصيلها وأغلب السكان فيها يعرفون بعضهم البعض وتتحكم في الكثير من الأمور العادات العشائرية أكثر من المؤسسات المدنية ،وهناك عادات متجذرة فيها لاتقبل مثل هذه الأمراض ، إلا أننا توافقنا مع بعضنا بأن سبب انتشار هذه الظاهرة يعود للاستخدام الغير واعي للتلفاز و الهواتف.. وأن الطفل هو أسهل فريسة يتأثر بها الأمر الذي يسهل ممارسة التحرش معه ، أما عن السبب الأخر فهو عدم اهتمام الأهل لهذا الأمر فيقومون بإرسال أولادهم إلى محلات يديرها بعض المراهقون وبذلك يكون الأهل قد قدموا أطفالهم على طبق من ذهب للمتحرش. ورغم أن التحرش حالة كانت موجودة منذ القدم ولكن الناس لم يكونوا يتكلمون في هذه الأمور ، وقد اعتبر بعض الأصدقاء أن الطفل يبقى ضحية لأهله وللمتحرش لأن الأهل لا يعالجون الأمر خوفاً من الفضيحة ويكرر المتحرش عمله مع أطفال أحرين لأنه لم يلقى العقاب أو الرادع الذي يوقفه عند حده ،ولكن حتى أنا لم أجد أي استجابة من أي طفل حصل معه مثل هذا الأمر. ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|