Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
رؤى غارقة في السراب ـ ج 5 ـ 4 ـ
رؤى غارقة في السَّراب* أنشودة الحياة الجزء الخامس 4 ... .... ... ..... شراراتُ الحروبِ تفاقمت من زئيرِ عنادِكُم من خربشاتِ رؤاكم تاهَتْ أبجدياتُ الخيرِ في دهاليزِ المصائب! ماتَتِ القيمُ تحتَ متاريسِ الوغى طارَتِ العصافيرُ بعيداً تشتكي همّها لأحزانِ المجرّات لأسرابِ الهداهد! وجهٌ منشطرٌ من غدرِ الزَّمان مسربلٌ بوشاحِ الأفاعي وجهٌ مرائيٌّ مُقَنَّعٌ بجلدِ الثَّعالب! بعيدٌ عن حِكْمَةِ الأيّام .. عن أهزوجةِ الدُّجى وجهٌ لا يرتوي من حرقِ الحقولِ .. من صَنعِ المكائد! يهرسُ دونَ وجلٍ وردَ الخمائل وجْهٌ مبرقَعٌ بالخصامِ .. تائهٌ في مزالقِ هذا الزَّمان وجهٌ كالحٌ يخلو من أهازيجِ القلبِ من قناديلِ الطُّفولة .. تتشرشرُ بخبثٍ من أشداقه أشباحُ الهوان! وجهٌ موشّحٌ بالشُّؤمِ ودّعَ صفاءَ الطُّفولة ناسجاً من قميصِ اللَّيلِ سهماً يرديهِ في صدرِ الحمام! بشرٌ لا يعونَ كنْهَ الأمان يستحمّونَ في ساحاتِ الوغى يرشرشونَ رغواتِ الحروبِِ فوقَ أعناقِ المدائن يهرسونَ أعناقَ السَّلام! سياساتٌ غائصة في قشورِ الحياة محفوفةٌ بالغدرِ .. يترجرجُ تحتَ أقبيةِ مجالسها وشاحُ الفجرِ الجريح! رؤى غارقة في السّراب مصابة بهلوساتِ جنونِ البشر نافرة خارجة عن لُجَّةِ الزَّمان .. كأنّها متأتّية من شراراتِ النَّيازكِ خارجة من تجاويفِ المكان! ... ... ... ... ... يتبع! صبري يوسف كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم مقاطع من الجزء الخامس من أنشودة الحياة.
التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 27-10-2005 الساعة 07:32 PM |
#2
|
||||
|
||||
رؤى غارقة في متاهات هذا العصر المشبع بلون الدم المتفحّم والمهروس بكلّ أنواع الفاقة والعوز والمندلق بوحشية على وسادة الموت الذي يزرع كل زاوية وشارع، الموت الذي لا يبخل على أي من ضحاياه وهم كثر إنها قدرية الحياة يا عزيزي ومسلّمات ليس بمقدورنا الهروب من التعاطي معها فهي فينا تنبع منا لتصبّ في النهاية إلى قرارة نفوسنا المتورمة!
|
#3
|
|||
|
|||
الصديق العزيز فؤاد
تحية وبعد نعم يا صديقي إنها طاحونة الحياة، وهذا ما يغيظني، فأنا غير راضٍ على سلوكِ الكثير من البشر! سلوك فاقع، معفر بالسموم، والويلات، سلوك غريب الأطوار، لا يناسب حضارة الإنسان، لكن يبدو أن حضارة آخر زمان تغوص في أنياب الحيتان، فالغول البشري أصبح منافساً لغيلان الأساطير والخرافات، أين دور الإنسان في رسم سياسات رشيدة تليق به ككائن سامي عاقل، أين دور العقل أم أن العقل تخشّب تحت بريق المال، وغبار الحياة! سيأتي زمن، عصر، في مستقبل الأيام، يندهش الإنسان من هذا الفساد المستشري في قلوب الكثيرين من رؤى البشر! الإنسان ما هو أكثر من رحلة عابرة على وجنة الحياة، مجرد محطة، قد تطول أو تقصر، عجباً أرى ونحن في بداية الألفية الثالثة وما يزال المجتمع البشري يفكر ويخطط لتحقيق الحرية والديمقراطية، ومع هذا يرفع شعار الحرب تارة والسلام المعفر بأجيج الحروب تارة أخرى، لا أرى أكثر من دور مهزوز لأغلب قياديي هذا الكون، خاصة تلكَ الدول التي تتحكم بهذه الكرة المدورة! كرة دائخة، تفلطحت من خلال تفاقم إنشراخات رؤى غارقة في السراب! لو عدنا إلى الماضي القريب والبعيد والبعيد جدّاَ، نجد أن الإنسان، هذا الكائن الحي بنى وشيّد حضارات وفنون وآداب في منتهى الروعة، وما كان لديه ثلث ما هو متوفر الآن لهذا الكائن الحي مع أنه إنسان من نفس الفصيل، فما هذا الصعود الإنزلاقي نحو الهاوية! هاوية التحجر والتخشّب الفكري، حتّى العواطف والحب والتواصل بين البشر تصدَّعت وتخلخلت وغدا جلّ إهتمام الإنسان مرتكزاً على المال، أنا لست ضد المال لكن على الإنسان أن يسخره لصالح هذا الكائن الحي الراقي والسامي، لا أن يزرع في قلوب الطفولة أجيج النار والمعارك المفتوحة وكأننا في سباق نحو عبور البراكين والزلازل ... نصّي يا صديقي، أكتبه لأتوازن مع ذاتي المشتعلة، وأقدمه إلى قارئ من لون الفرح والمحبة والتواصل الحميم، فهو أي القارئ صديقي حتى ولو كان مختلفا معي حتى النخاع ... مع عميق مودتي وإحترامي صبري يوسف ـ ستوكهولم |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|