Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى العام > منتدى الحوادث و الأحداث و الجرائم وغيرها

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2011, 10:16 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي القصة الكاملة لإطلاق الرهائن الإستونيين

القصة الكاملة لإطلاق الرهائن الإستونيين


3Share


تلاحقت القراءات للعملية المفاجئة التي أفضت الى إطلاق سراح الأستونيين السبعة صباح أوّل أمس في المنطقة القريبة من الحدود اللبنانية – السورية في البقاع الشمالي، ومنها تلك التي اعتبرتها “هدية ثمينة” في بداية مشوار الحكومة اللبنانية الجديدة، وصولا إلى باريس لتتزامن العملية مع احتفالات الفرنسيين باليوم الوطني الفرنسي في 14 تموز.
يعتقد العارفون من لبنانيين ودبلوماسيين أوروبّيين تابعوا الملف المفتوح على مدى 113 يوماً، وبما جرى في الأيام القليلة الماضية الفاصلة عن المرحلة التنفيذية التي شهدت الإفراج عن الرهائن السبعة أنّ في هذه القراءة تبسيطاً للأمور ومحاولة استغلال محلّية لبنانية استلحاقا لواقع فرضته العملية التي قادتها عقول مخابراتية وسياسية ودبلوماسية أوروبية ومنها التركية والفرنسية بنوع خاص انتهت الى ما انتهت اليه من مفاجآت لم تكن تخطر على بال أحد لولا الظروف الصعبة التي أوقع فيها مقتحمو السفارتين الفرنسية والأميركية في دمشق النظام السوري ورأس الدبلوماسية السورية الوزير المحنّك وليد المعلم الذي اعترف بالأخطاء التي ارتكبت بمجرّد الاعتداء على مقرّات دبلوماسية، ما خالف أبسط مقتضيات اتفاقّية فيينّا.
وفي المعلومات التي تبادلتها المراجع الدبلوماسية المعنية الكثير من المعطيات التي لا تجاري سيلا من الروايات التي توسّعت وسائل الإعلام في شرحها، ما جعل العملية قريبة جدّا من المسلسلات المخابراتية التي تحاكي عمليات مشابهة قادتها أجهزة الاستخبارات الأجنبية في أكثر من مكان في العالم.
وفي هذه المعلومات كلام عن اتصالات دبلوماسية جرت في الساعات التي أعقبت “الهجوم البشري العفوي الغاضب” الذي استهدف السفارة الفرنسية في دمشق بعد أيام قليلة على زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي إلى حماه. وهي اتّصالات كانت باريس وأنقرة ونيويورك ودمشق مسرحا لها وعلى أعلى المستويات، والتي طرحت فيها سلّة من الأفكار التي تبودلت في أروقة الأمم المتحدة وصولا إلى إدانة النظام السوري مباشرة بتهمة تنظيم اقتحام السفارتين عن سابق تصوّر وتصميم على أساس أن لا وجود لجماهير سوريّة تتحرّك بهذا الحجم وبشكل عفوي باتّجاه تجمّع السفارات.
وعلى وقع سلسلة المشاريع التي طرحت للتأكيد على الإدانة وتحديد العقوبات، تفرّدت فرنسا من دون الولايات المتحدة الأميركية، وهما الدولتان اللتان استهدِفت سفارتاهما في العاصمة السورية بعد روسيا والصين بالعودة الى منطق اللغة الدبلوماسية في معالجة الملف مع النظام السوري، فكان الاقتراح بالبحث عن ثمن للهدوء الفرنسي وطيّ صفحة الاعتداء على السفارة بأن تكون قضيّة الأستونيين السبعة دفعة على الحساب وبأسرع وقت ممكن كما قالت الرسائل الفرنسية التي وصلت العاصمة السورية عن طريق أنقرة ونيويورك لعلم الفرنسيين الأكيد ومعهم معظم أجهزة الاتّحاد الأوروبي والحكومة الأستونية بحقيقة ما رافق عمليّة الخطف ومكان احتجاز الرهائن السبعة.
وهنا، تقول المصادر، سارعت السلطات التركية التي تنحو الى اللغة الدبلوماسية مع العاصمة السورية عن طريق طهران، حيث كان وزير خارجيتها في زيارة رسمية، الى تشجيع سوريا على الخطوة، فكان القرار بدفع الثمن “نقدا بالعملة الأستونيّة”، وكان القرار بالمضيّ في الصفقة لأنها “الأرخص ثمنا” كما قال الاقتراح التركي.
قبل 48 ساعة على ساعة الصفر التي صودف أنها ستكون صباح 14 تمّوز من دون أيّ مقاربة ربطت بين الموعد وما يعنيه هذا التاريخ بالنسبة إلى الدولة الفرنسية، أسرعت وزارة الخارجية الفرنسية عبر سفارتيها في دمشق وبيروت ومعها فريق الاستقصاء الأستوني الموجود في السفارة الفرنسية في بيروت إلى تحضير الفريق الذي سينفّذ العملية على ان يكون “خاليا من أيّ مشاركة لبنانية”.
موكب التحرير
على هذه القاعدة انطلق الموكب الفرنسي مع بزوغ فجر14 تمّوز الى سهل الطيّبة في البقاع وفق شروط محدّدة تناولت في بداية الطريق إعطاء المواصفات الدقيقة لسيّارات الموكب بعد تجهيزها بعلامات فارقة. وسلك الموكب طريقا فرعيّة في اتّجاه واحد لا يحتمل وجود أيّة مفارق وسط السهل، وفصلت بين السيارة والأخرى مسافة عشرين مترا تقريبا لمنع تسلّل أيّة مفرزة أمنية سبّاقة أو أن تواكبهما أيّة قوّة أمنيّة غير منظورة.
على الطريق الفرعي إلى الهدف، وبعد إشارة لافتة من الخاطفين من مكان ما فوجئت السيارة الأولى بالأستونيين السبعة في وسط الطريق بعدما انتقلا إليها من وراء جدار أو حفّة طريق، فكانوا بكامل لياقتهم البدنيّة وجها إلى وجه في مواجهة الفريق الفرنسي – الأستوني المشترك، من دون أيّ طرف ثالث على الإطلاق، بحيث إن أيّا من أعضاء الفريق المنفّذ للعملية لم يلحظ وجه أيّ ممّن أوصلوا الرهائن السبعة إلى المنطقة لإطلاق سراحهم.
تزامُنا، أبلغت السفارة الفرنسية في بيروت مسؤولين لبنانيين يعتقد أنهم من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بالعملية بعيد البدء بها فجرا لتأمين عبور آمن للموكب الذي نقل المفرج عنهم من البقاع الى السفارة الفرنسية في بيروت، وضمان عدم التعرّض له ولو بالخطأ. ولمزيد من التغطية على العملية بثّت السفارة الفرنسة في لبنان بهدف المناورة معلومات عن فريق دبلوماسي فرنسي قصد أحد القضاة اللبنانيين المدّعي العام الاستئنافي في البقاع فريد كلّاس الى مكتبه في سراي زحلة لمواكبة عملية إطلاق الرهائن لصرف الأنظار عن مسرح العملية وضمان سلامة التنفيذ، فيما كانت مهمة الوفد الفرنسي متابعة التحقيقات الجارية في البقاع حول ملفّ الدبلوماسيَين الفرنسيَين اللذين قضيا قبل فترة في حادث سير أوقع سيارتهما المستأجرة من نوع ” تويوتا آفانزا” في نهر الغيضا بعدما صدمتهما سيارة بيك آب تمكّنت القوى الأمنية اللبنانية من توقيفها وصاحبها.
ومن دون الدخول في المزيد من التفاصيل تنتهي المصادر الدبلوماسية الى القول إنّ العملية كانت ناجحة بكلّ المقاييس. ففي علمها أنها واجهت وستواجه في المستقبل عمليات مشابهة مع أنظمة ومجموعات تجمع بين الإرهاب ومقدرات الأنظمة في آن. لكنها تضيف لتقول إنّ ما حصل قد حصل وإنّ سوريا وصلت الى مرحلة أثبتت فيها أنها ما زالت تحكم منطقة من لبنان بدون أن يشاركها أحد من السلطة اللبنانية، وأنّ لها حلفاء مستعدّين لأية خطوة من خارج السلطة اللبنانية وأجهزتها.
وتستطرد المصادر لتقول إنّ الحديث عن منطق الهدايا باتجاه باريس أو الحكومة اللبنانية الجديدة ليس في محلّه على الإطلاق. وإنّ العملية جرت بعيدا من هذا المنطق لتقارب العمليات الإجبارية التي يستأثر بها الفائز بضحيّته من دون أن يعطيه أيّ خيار في استثمارها أو الإفادة منها. وإلّا ما معنى الهجوم العنيف الذي شنّه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الرئيس السوري بشّار الأسد مساء 14 تموز في مقابلة أجراها مع قناتي “تي اف 1″ و”فرانس 2″ عقب العرض العسكري السنوي لمناسبة اليوم الوطني الفرنسي، والذي اعتبر فيها موقف الرئيس السوري بشّار الاسد “غير مقبول بتاتا”. وممّا قاله ساركوزي: “أعتقد أنه يجب تشديد العقوبات بحق نظام يلجأ إلى التدابير الاكثر وحشية مع شعبه”. وانتهى الى القول: “إننا نعيش في عالم جديد اليوم. لا يمكن لديكتاتور أينما كان ان يتمتع بالحصانة، والبلدان الكبرى في العالم تتحمل مسؤوليّة”.
وختمت المصادر بالقول: لو كان هناك أيّة صفقة أو فدية أو هديّة، هل يعقل ان يشكر الرئيس الفرنسي نظيره السوري بهذه الطريقة؟ وتأكيدا على ذلك، فقد أبلغ رئيس الفريق الفرنسي الذي واكب العملية من البقاع الى بيروت وزير الداخلية العميد مروان شربل في لقائهما في السفارة الفرنسية صراحة أنّ الحكومة الفرنسية غير معنية بأيّة رواية تتحدّث عن فدية مالية دفعتها أستونيا أو فرنسا.
المصدر: الجمهورية
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke