Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 05:00 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,823
افتراضي مشاركتي على برنامج ماذا لو ...؟ و فقرة ماذا لو أحلامي لم تَعٌدْ تُنجِبُ سِوَاكَ؟ من

مشاركتي على برنامج ماذا لو ...؟ و فقرة ماذا لو أحلامي لم تَعٌدْ تُنجِبُ سِوَاكَ؟ من إعداد و تقديم الدكتورة سيليا علي و إشراف عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام معالي الدكتورة شهناز العبادي

ماذا لو أحلامي، لم تَعُدْ تُنجِبُ سِوَاكَ؟

بقلم: فؤاد زاديكى

ماذا لو أحلامي، لم تَعُدْ تُنجِبُ سواكَ؟ سؤالٌ يُراودني في لحظاتِ التّأمّلِ و السّكينةِ، حينما أكونُ وحدي مع أفكاري، أو عندما يسكنُ الليلُ روحي، فأبحثُ عن معنًى في كلِّ ما حولي. في تلك اللحظاتِ، تتزاحمُ الأسئلةُ في عقلي، و يُصبحٌ هذا السؤالُ بالذّات هو الأكثرُ حُضورًا. ماذا لو كانت أحلامي لا تَلِدُ إلّا صورةً واحدةً، صورة لك أنت فقط؟ ماذا لو لم يكن لديّ من الأحلام سوى أن أراك، أن تظلَّ في عالمي كما أنت، بلا تغييرٍ، بلا هروبٍ؟

في البداية، قد يبدو الأمرُ و كأنّه تكرارٌ مُملٌّ. أحلامي، التي كانت يومًا متعدّدةً و متنوّعةً، أصبحت فجأةً تدور حولك وحدك. لكن، مع مرور الوقت، يبدأُ هذا التكرارُ في أن يصبحَ جزءًا من حياتي اليوميّة. تصبح أنت الحلم الأوّل، و الأخير، و المستمرّ في كلّ مساءٍ و كلّ صباحٍ. كم هو عجيبٌ هذا التحوّلُ، كيف تتحوّل الأحلامُ إلى واقعٍ يتسلّلُ إلى القلبِ بلا استئذانٍ، لتَغدو أنتَ وحدَك مركزُ الكونِ في عالمٍ كان مليئًا بالتوقّعاتِ و التطلّعات.

و مع هذا التّكرار، تتساءَلُ نفسي: هل هذا هو قدرُ الأحلامِ؟ أن تظلَّ ثابتةً و متمسّكةً بشخصٍ واحدٍ، حتى و إن كانت تلك الأحلامُ تبدأُ في فقدانِ معانيها الأولى؟ هلِ الأحلامُ، التي تظلُّ ثابتةً لأجل شخصٍ واحدٍ، تُصبحُ شيئًا مملًّا؟ أم أنّ هذا هو نوعٌ منَ الوفاءِ، الذي يتجسّدُ في صورةٍ لا تتغيّر، كصورةٍ في إطارٍ قديمٍ لا يتبدّل مهما مرّ الزّمن؟

إنّ الأحلامَ، التي تُلاحقني لا تملكُ القُدرةَ على الهُروبِ منك. و عندما أٌغمِضُ عينيَّ، لا أرى سوى وجهِك، و عندما أستمعُ إلى صمتِ الليلِ، لا أسمعُ سوى صوتِك. تُصبحُ التفاصيلُ، التي كنتُ أراها بعينيّ، مثلَ البحرِ أو السماءِ، مجرّدَ خلفيةٍ لوجودِك في حياتي. لا شيءَ يُعادلُ لحظةَ وجودِك في تلك الأحلام. قد تكونُ حياتي قبل أن أراكَ مليئةً بأحلامٍ متفرّقةٍ، لكنْ بمجرّد أن دخلتَ عالمَها، تحوّلَ كلُّ شيءٍ إلى حلقةٍ مغلقةٍ، لا يخرجُ منها سوى أنتَ.

قد يظنّ البعضُ أنّني أعيشُ في عالمٍ مغلق، عالم من الأحلام التي لا تنتهي. ولكن الحقيقة أن هذا العالم هو الذي أريد أن أعيش فيه، هذا العالم الذي تحكمه أنت. ليس لأنه لا يوجد شيء آخر أطمح إليه، ولكن لأن وجودك في أحلامي هو كل ما أحتاجه.

أمّا الآن، بعد أن أصبح هذا التكرار هو ما يتعاقب في لياليَّ، أشعر أنّني في مكانٍ مليء بالسلام الداخلي. على الرغم من أنني قد أفتقد بعض التنوّع في أحلامي، إلا أنني لا أشعر بالحاجة إلى شيء آخر. فطالما أنّ أحلامي تُنجِبُ سواكَ، فإنني سأبقى ممتنًا لهذا الاستمرار الذي لا يعرفُ الانتهاءَ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke