مشاركتي في مجلة أسرة القلم للثقافة و الفنون على برنامج بوح المشاعر و موضوع الحلقة هو سلوك السخرية من الآخرين تقديم الاديبة إنصاف أبو ترابي بإشراف الدكتورين عدنان الطيبي و مها يوسف نصر
السّخريةُ منَ النّاسِ
بقلم: فؤاد زاديكى
السخرية من الناس أسلوبٌ يتّسم بالتّعالي و الازدراء، و هو سلوكٌ غير مقبول اجتماعيًا و أخلاقيًا. يلجأ البعض إلى هذا الأسلوب كوسيلة للانتقاص من الآخرين، معتقدين أنّ ذلك يعزّز من مكانتهم أو يظهر تفوّقهم. لكن في الحقيقة، السخرية لا تدلّ إلّا على ضعف الشخص السّاخر و عدم قدرته على التعامل بلباقة و احترام.
إنّ التّقليل من قيمة الآخرين، من خلال السخرية يمسّ كرامة الإنسان، و هي جزء لا يتجزأ من شخصيته. لكلّ إنسان قيمته و كرامته التي يجب أن تُحترَم، بغض النظر عن مستواه الاجتماعي أو تعليمه أو خلفيته الثقافية. السخرية تؤذي مشاعر الآخرين و تترك جروحًا نفسية قد تكون عميقة، ممّا ينعكس سلبًا على العلاقات الإنسانية و يساهم في خلق بيئة سامة مليئة بالكراهية و عدم التفاهم.
ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ، و جميعنا لدينا نقائص، و لكنّ التّعامل معها بتفاهم و احترام هو ما يميّز الأشخاص الناضجين عن غيرهم. السخرية ليست حلًا للمشاكل أو وسيلة للتّواصل، بل هي عقبةٌ تحول دون تحقيق التفاهم و الانسجام بين الأفراد. ينبغي على كلّ شخص أن يتحلّى بالتّواضع، و أن يُدرك أنّ الآخرين، مثلهم مثله، يستحقون التقدير و الاحترام.
في نهاية الأمر، فإنّ السخرية ليست دليلاً على القوّة أو الذّكاء، بل هي انعكاسٌ للضعفِ. عندما نزرع الاحترام و التقدير في تعاملاتنا مع الآخرين، فإنّنا نخلق بيئة تعزّز من الإنسانية و تبني جسورًا من التّفاهم و التعايش الكريم بين الجميع.
المانيا في ٨ اوكتوبر ٢٤