ليلُ التمنّي طويلٌ بحرُهُ المُضني
فافهمْ مرامي بطولِ البحرِ ما أعني
بحرُ التمنّي مديدٌ مدُّهُ المغري
و المدُّ يروي أحاديثَ الهوى, تُدني
منّي لذيذاً يطوفُ الساحلَ الهادي
و المعنى يرسو برسمِ الحرفِ كالفنِّ
ليلُ التمنّي إذا ما الشاعرُ الشّادي
أبدى اهتماماً به, مستشعراً يبني
قصرَ اشتهاءٍ على ما في أمانيهِ
من بَوحِ شعرٍ دوالي المشتهي يُدني
لا تسأليني عنِ الإحساسِ, لا أدري
ما نوعُ هذا, و لكنْ لستُ أستغني
عنْ روحِ حسّي, فأنتِ الحسُّ إجمالاً
مِنْ دونِ هذا, فإنّ الوصفَ في غُبنِ
لا زلتُ أحكي عنِ الأشواقِ أرسلُها
فيضاً ليحكيَ باسترسالِهِ عنّي
أنتِ الفضاءُ, الذي لولاهُ ما كانتْ
يوماً رسومٌ بكلّ الكونِ قد تعني
يا وجهَ صبحٍ أفاضَ النورَ إشراقاً
يا نبضَ حرفٍ أضاءَ الكونَ بالفنِّ
مِنْ كلِّ لونٍ و صنفٍ صاغَ أشعاراً
منْ كلِّ بحرٍ, يغوصُ الحرفُ بالمُغني.
ليلُ التمنّي جميلٌ في أغانيهِ
و الأنسُ يحنو على استمرارهِ, يثني
صدرَ انتشاءٍ بما في الصدرِ مِنْ عشقٍ
صمتٌ تلاشى, و يبقى الليلُ في الأنِّ.