رُهبانٌ مَنسيّون
إلى كلّ شهداء الإيمان
و الزّهد المسيحي, الذين لم نعرفْ أسماءهم
لكم كانتْ حياةٌ مِنْ نصيبِ.
حياةُ الزّهدِ في وضعٍ عصيبِ.
تحلّيتم بإيمانٍ و صبرٍ,
و زيّنتمْ صدوراً بالصليبِ
نفرتمْ مِن نعيمِ الدنيا, عشتمْ
بعيداً عن ملذّاتٍ و طِيبِ
خشوعاً في صلاةٍ و ابتهالٍ
إلى ربٍّ, أتاكم في مُجيبِ.
تقشّفتمْ بعيشٍ, ظلّ فكرٌ
عميقاً في مناجاةِ الحبيبِ
و ما احتجتمْ مُعيناً من حياةٍ
و لا وصفاً لطبٍّ أو طبيبِ.
فعشتمْ في أمانٍ دونَ خوفٍ
و دونَ الشّكوى من شيءٍ غريبِ
لأنّ الربَّ أعطاكم رجاءً,
و سحرَ البلسمِ الشّافي العجيبِ.
غلبتم كلَّ شيطانٍ رجيمٍ
بصبرٍ خاضَ أهوالَ اللهيبِ.
قضى منك كثيرٌ بالألوفِ,
و لم يَكتِبْ لهم سفرُ الخطيبِ
سطوراً عاطراتٍ مُزهراتٍ.
أتيتم ربّكم في مُستجيبِ.
علينا أن نعي ما قد أتيتمْ
بصافٍ طيّبٍ مثل الحليبِ
لأجلِ الحقّ و الإنسان يحيا
حياةَ البرِّ للآتي القريبِ.
تصدّيتم لشيطانِ الشّرورِ
بعقلٍ فاقَ مفعولَ الرّقيبِ.
سيبقى اِسمُكم, لا لن تموتوا,
سنُحيي الذّكرَ. رهبانَ الحبيبِ.