عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-11-2021, 02:16 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي أقوال وأمثال أزخينيّة عن الأُمّ بقلم/ فؤاد زاديكى

أقوال وأمثال أزخينيّة عن الأُمّ


بقلم/ فؤاد زاديكى



الأمّ عنصرٌ أساسيّ في حياة البشر, لِما لها مِنْ دورٍ كبيرٍ و مهمّ وخطير, في تربية الأسرة و تنشئة أبنائها, إنّها دينامو الأسرة و محرّكه, كما هيَ صمّامُ أمانِه, تُضحّي بكلّ ما لديها كي يكونَ أبناؤها سعيداء وموفّقين في حياتِهم, إنّها تمرضُ لمرضِهم, و تحزنُ لحزنهم و تفرح لِفرحِهم, وتسعد لنجاحهم, وتتألم لإخفاقهم, لهذا تبوأت منزلةً رفيعةً في المجتمعات المتحضّرة و الرّاقية, وما المجتمعات سوى وليدة عطائها و صنعِ فكرِها و يديها بكلّ ما فيها من أساس و بناء. من الطّبيعيّ أنْ يكون الشّعب الأزخيني, أحد تلك الشّعوب, على الرّغم من عدم رفعة المستوى التعليمي و الثقافي لدى ابنائَه, لكنّ روح الإيمان و مقولة وجوب احترام الوالدين, خاصّة الأمّ هي التي لعبت دورًا في تقديس دور الأمّ, و التضحية من أجلها, لأنّ جميع عطاءاتها صادقة, و كلّ وعودها أمينة, و مشاعرها دافئة مليئة بالمحبة و شعور الرحمة و الشفقة و دافع الحرص على إبعاد كلّ أذى و ضرر عن أبنائها بحمايتها لهم تحت جناح رحمتها الواسعة.
هنا قائمة ببعض الأقوال والأمثال, التي شاعت لدى أهل (آزخ) قمتُ بشرحها و إغنائها بوسائل توضيح مقابلة لها تكون وردت في اللغة العربية الفصحى أو في أقوال شعبية من لهجات عربية مختلفة.


إمّْ: نحن نلفظ الكلمة بِكسر الألف المهموزة مع تشديد الميم. والجمع (إمّاتْ) و (إِمَّهاتْ).


إمّْ العايْلِهْ: أمّ العائلة, وهو تعبير يُقال للمرأة التي تنالُ محبة و احترام كافّة أفراد الأسرة لاحترامها لهم ومواقفها الإنسانية تجاه الأسرة وغير ذلك, و تكون على الأغلب زوجة أحد أبناء الأسرة (الكَنّة). تُقال للتعبير عن تقديرها ومحبتها ورفعة مكانتها في الأسرة.


إمِّ أربعَة وأربْعِينْ: "الحريشة أو مئويات الأرجل أو حشرة أمّ أربعة وأربعين، هي حشرة من المفصليات، ومن طائفة كثيرات الأرجل، حيث إنّ لها أربعًا وأربعين زائدة على الأقلّ، وحشرة أمّ أربعة وأربعين المنزلية يميل لونها إلى الرمادي المصفر، ولديها 15 زوجًا من الأرجل، ويُعَدُّ موطنها الأصلي من منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى أجزاء أخرى من العالم، والتي تعيش عادة في بيوت البشر، وأمّ أربعة وأربعين المنزلية من آكلات الحشرات، إذ تقتل فريستها ثم تتناولها".


إمّْ غِمّازِهْ: " الغَمّازة هي انبعاج طبيعي بسيط في الجلد سببه تغيّرات في طبقة البشرة السفلية. وغالباً ما تظهر على الخدود أو الذقن. وتعتبر الخدود التي تحتوي على غمّازات من أجمل الوجوه على الإطلاق في العديد من الثقافات".


الإمّْ تْلِمّْ: (مثل أزخيني) إنّ الأمّ هي الرّاعية الأولى لأطفالها منذ عمر الصّغر حينما تعطيهم كلّ ما يحتاجونه من أمور العيش في هذه الحياة, وعندما يكبرون, تحرص على الاهتمام والعناية بهم من شتى الجوانب، ورعايتهم, وكلّ أمّ تحبّ أن ترى أولادها في أجمل شكل وهيئة وفي أنظف وأجمل الملابس، وإذا تعرّض أيٌّ منهم للجهد أو المرض فهيَ مَنْ يَسهر عليهم الليالي, خوفاً عليهم من شدّة المرض والعناية بهم، كما تعتني الأمّ بأبنائها من المأكل والمشرب فتحرص على تحضير الطعام الذي يفضّلونه ولا تفعل ذلك إلّا لكي تشعر بالرّاحة ورضا الضّمير, دون مقابل أو شكر لمجهودها. كلمة (تَلُمّ) تعني تجمع: وهي فعلًا تجمع أبناءها على المحبة ليكونوا في حضن رعايتها واهتمامها, و بفقدان الأمّ تهتزّ كلّ المعنويات و يضعف الأمل و الرّجاء لدى الأبناء وقد تتشتّت العائلة و تتفرّق, لهذا قيل تلمّهم كما تلمّ الدّجاجة فراخها تحت جناحيها.


اِلمالُو إمّْ. اِحْفِرْ وطِمّْ: (مثل أزخيني) يرمي كما سبق إلى أهمّيّة الأمّ في حياة أبنائها, و الذي يفقد أمّه, فهو كمَن يموت و يُرمى بحفرة ليتمّ دفنُه فيها, لأنّه سيكونُ عديم الحيلة, ليس مِنْ سَنَدٍ له يُقويّه أو يحميه أو يدافع عنه, فسيكون كمشوف الظّهر لأيّة طعنة يمكن أن تُرديه وتقضي عليه. فالأمّ هي دائمًا إلى جانِب أبنائها في اليُسر و في العُسر و في كلّ الظروف دونَ استثناء, حتّى أنّها تدوس على قلبها في أحيان كثيرة حين تدافع عن تصرّف أحد أبنائها و هي تعلم أنّه كان تصرّفًا غير صحيح, و لمثل هكذا مواقف إشكاليّة خطيرة تؤثّر سلبًا على تربية الولد و سلوكه في المستقبل.



سِمّي قَبِلْ إمِّي: (مثل أزخيني) المقصود منه هو تغليب المصلحة الشّخصية على ما عداها, وهو شعور مفرط بالأنانيّة وسلوك غير مقبول من أصحابه, كمَنْ يقول: "أنا ومِنْ بَعْدِي الطّوفان" وهو قول فرنسي منسوب إلى (مدام دي بومبادور) عشيقة (لويس الخامس عشر). أرادت من خلالها رفع معنويات ملك فرنسا بعد معركة (روسباخ) بدعوتها إلى عدم التّفكير في العواقب الدراماتيكية للهزيمة. كان لويس الخامس عشر يكرّر مرارًا هذه المقولة الأنانية في إشارة إلى ولي عهده، (لويس السادس عشر) المستقبلي.


اِلمالُو إمّْ. مالُو مَفْتَحْ سِمّْ: (مثل أزخيني) المقصود به هو: أنّ الأمّ هي محامي الدّفاع عن أبنائها, و أحيانًا حتى لو كانوا على خطأ, بدافع محبّتها لهم, ولأنّها دائمة الدّفاع عنهم, قيل إنّ الذي لا أمّ له لن يكون هناك مَنْ يدافع عنه, لذا فهو سيكون مُقْفَل الفمّ بلا اعتراض أو تعبير عن ذاته, لأنّ أمّه التي كانت تدافع عنه على الدّوام, لم تَعُدْ موجودةً في حياته, فهو خسرها بوفاتها (بموتها). هناك مثل يقول: "مَنْ فقدَ أمّه, فقدَ أبَوَيه".


شَمْ تحتْ الدّمْبوقَة, ونِسِي إمُّو المَحْروقَة: (مثل أزخيني) يُضرب للشاب, الذي, يُهمل واجبه تجاه أمّه بعد زواجه, فلا يعود يسأل عنها أو يحاول التطمّن على أخبارها و تقديم المساعدة أو السؤال عن صحتها و أحوالها أو العناية بها, و كأنّ الزّوجة هي السبب في ذلك, أي أنّه اتّهام مبطّن و غير مباشر للزوجة, فالشابّ انغمس في حياته الزوجية بشعور عشق و حبّ أنساه والدته التي حرقت نفسها و أعصابها و جهودها من أجل راحته و تربيته و تنشئته, فهو ناكر الجميل بحقّ أمّه المضحية.


إمّْ المشاكِلْ: تعبير شائع نريد منه القول أنّ هذا الموقف أو الأمر أو الشّخص هو أمّ المشاكل, بمعنى أنّه توجد مشاكل كثيرة لكنّ أعقد مشكلة و أخطرها هي هذه التي يتمّ ذكرها و المقصودة, فهي تفوق جميع المشاكل الأخرى من حيث تبعاتها و خطورتها و ارتداداتها و انعكاساتها.


إمِّةْ لا إلله إلّا ألله: (مثل أزخيني) يُضرب للإشارة إلى أمّة الإسلام, و المقصود أنّها الأمة التي تقول: لا إله إلّا الله, كما أنّها تحمل في مضمونها إشارة على كثرة العدد, لأنّ المسلمين يتزوّجون بأكثر من امرأة واحدة (تعدّد الزّوجات) و لهذا هم يُنجبون الكثير من الأبناء.


آزِخْ إمّْ الضّحايا: مطلع كلمات أغنية شعبيّة باللهجة العاميّة انتشرت في مجتمع ديريك في حدود سبعينيّات القرن الماضي وضع كلماتها كلّ من المرحومين الصديق المعلّم (حبيب ايشوع موسى) و الأستاذ (شكري بهنان مرقص) وهما أزخينيَان،, لروحيهما كلّ الرّحمة. كنّا نردّدها على لحن إحدى أغاني المطرب السوري المرحوم فهد بَلّان.


الإمِّهْ والكِمِّهْ قامِتْ: (مثل أزخيني) جاءت الكلمات على التّتابع. المقصود أنّ الكلّ قاموا, أي أنّ الجميع حضروا بلا استثناء.


الإمِّهْ: هي الأمّ (الملكة) في خليّة النّحل (الميشَدانِهْ). هي الأمّ من كلّ شيء: الأصل.


اِقْلِبْ البَردوشِهْ عَلْسِمّا, البِنْتِهْ تِجِي عَلإمَّا: (مثل أزخيني) "تعود أصول هذا القول إلى التراث الشعبي الفلسطيني، وكان يُتداول بكثرة في الأحياء الشعبية الفلسطينية، ثم انتشر في باقي البلدان العربية، ليصبح من أكثر الأمثال تداولاً وانتشاراً. قصة المثل: يُحكى أنّه كانتْ هناك امرأة تعمل كلّ يوم على ملء جرار الماء من النبع لاستخدامها في منزلها في إعداد الطعام والشراب ومستلزمات المنزل، لكنْ لسوء حظها, كانت تحمل أكثر من جرّة مملؤة بالمياه، وغالباً ما تتعثّر بها أثناء عودتها إلى البيت فتفقد كلّ ما جمعت من ماء، لتُجبَر بعدها الى العودة للساقية لملء الجرار من جديد، الأمر الذي كان يجعلها تتأخّر على جلب الماء الى المنزل، وهو الأمر الذي كانت تعيّرها به والدة زوجها. فهي دائماً ما تعود متأخرةً ومع القليل من الماء. وفي أحد الأيام قرّرت والدة الزوج إغاظة المرأة، وطلبت من حفيدتها التي كانت موصوفة بجمالها، الذّهاب الى النبع والإتيان بالماء بسرعة، كي تثبت للسيدة أنّ ابنتها "حفيدة الجدة" أفضل منها. فأعطت الجرة للفتاة وقالت لها: اذهبي واملئي الجرّة بالماء وعُودي بسرعة، وبالفعل هذا ما فعلته البنت، وملأت الجرّة من النبع، ولكن عند عودتها تعثّرت في الطريق التي تتعثّر بها أمها، فانكسرت الجرّة وفقدت الماء وعادت الفتاة باكيةً بسبب تعثرّها، فقالت الجدّة وهي تندب حظّها "طبّ الجرة على تمها, تطلع البنت لإمها". ومن هنا بدأت قصة هذا المثل الشهير".


قلب الإمّْ: قول شائع, يُقال في حالات كثيرة للدلالة على أنّ قلب الأمّ, فيه الرّحمة وهو دائم المحّبة لأبنائه, وقد قيل بهذا الخصوص:" قلب الأمّ هُوّة عميقة ستجد المغفرة دائمًا في قاعها" و "قلب الأمّ هو مدرسة الولد" و "قلب الأمّ كعُود المِسك كلّما احترقَ فاحَ شذاه" و" لا يغفو قلب الأمّ إلّا بعد أن تغفو جميع القلوب" و "الكون كلّه لا يُضاهي قلب الأمّ". عادةً نسمع هذا التّعبير عندما تشعر الأم بحزن لدى غياب أحد أبنائها أو إصابتهم بحادث ما أو في حال تعرّضهم لحالة مرضية إلخ... عندها يُقال (قلب الإمّْ) بمعنى لا يجب أن تلوموا الأمّ على ما تشعر به و تفعله من أجل أبنائها.


اللي يِتْزَوّجْ إمِّي هُوِّهْ عَمِّي: هذا المثل يرويه كل شعب من شعوب المنطقة العربيّة بصيغة مختلفة قليلًا, لكنّها جميعًا تصبّ في خانةٍ واحدةٍ وهي أنّ الذي سيتزوّج من أمّي بعد وفاة والدي, عليّ واجب احترامه, فهو يحلّ مكان أبي. علمًا أنّ هذا المثل يُضرب في أحيان كثيرة في شخص لا يُبدي اعتراضًا على الأمور, فهو يوافق برضاه أو بدون رضاه قبولًا بالواقع المفروض و فيها شيء من روح انهزاميّة, كما يبدو. ونذكر بعض هذا الاختلاف في كلمات المثل "اللي بيتجوّز إمّي... بقوللو عَمّي" و "اللي بيجوز امّي بصيرعمي" و "اللي بياخُذ أمّي هو عمي" و"اللي تجوّز أمّي أقوله يا عمّي" أدعوه عمّي لأنّهُ أصبح بمنزلة والدي, احترامًا لأمّي. و "اللي بيتزوج أمّي هو عمّي".


مَرتْ الأبّْ, لا تْحِبّْ ولا تِنْحَبّْ, لو نِزْلِتْ مِنْ عندْ الرّبّْ: (مثل أزخيني) ليس فيه من الدقّة شيء, كما لا يجب تعميمه, فقد تكون هناك بعض حالات شاذّة لا يجوز تعميمها. عمومًا أُشيع عن إمرأة الأب أنّها ظالمة و قاسية و غير عادلة في تصرّفاتها مع أبناء زوجها, و هي تميّز بين أبنائها منه و بين أبناء سابقتها من أبنائه. لكنّ هذه القاعدة لا يمكن اعتبارها صحيحة و سليمة كلّية, و أضرب مثلًا حيًّاواقعيًّا على جدّتي (مريم) زوجة أب والدتي (حانة) حيث كان والدها (قرياقس صليبا يونو جمعة آدم) تزوّج من امرأة عراقيّة اسمها (هديّة) هربت من ظلمه آخذةً معها ابنتها (أمي) و هناك قامت ببيعها لإحدى العشائر العربيّة في العراق, وتمّ إعادتها في قصة طويلة أشبه ما تكون بالأسطورة. تزوّج جدّي بعد ذلك ب(مريم) و هي امرأة سريانية (طورانيّة) كانت رحمها الله خير إنسانة, تتمتع بحكمة و تعقّل و صبر و أناة و محبّة, شملت والدتي بكلّ رعايتها و محبّتها, و سمعتُ أمّي لأكثر من مرّة وهي تقول: لو كانت أمّي مكانها, لما فعلت ذلك معي. إنّهاكانت تقوم بواجباتها و الاعتناء بها و كأنّها من قصبتها, إنّها كانت أفضل من أمّها الحقيقيّة, لهذا لا يمكن و لا يصحّ بالمُطلق تعميمُ هذه الصّفة على جميع نساء الأبّ (مَرتْ الأبُو) فهناك مَنْ هنّ صالحات ومُحِبّات و هناك مَنْ هنَّ طالِحات غير مُحِبّات.




إمّ السّوس: صفة للتحّبب من خلال مناداة فتاة بتدليع اسمها فهي (سوسو) أو (سميرة) نُناديها أمّ السّوس, و هناك حالات أخرى كثيرة لأسماء مختلفة يتمّ تصغيرها للدّلع أثناء مناداة الشّخص باسمه. وقد يُنادى مَنْ اسمه (سمير) باسم أبو السّوس تحبّبًا وتدليعًا و هكذا.

__________________
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-11-2021 الساعة 08:42 AM
رد مع اقتباس