لا تغضبي!
لا تغضبي إنْ قلتُ يوما إنّكِ
مخمورةٌ قد تاهَ منكِ الأملدُ
مغرورةٌ هذي الأماني حلّقتْ
جنحاً لأحلامٍ طواها المشهدُ
أصبحتِ وهماً في اعتبار المنتهي
ما عاد يجدي ما يشاءُ المقصدُ
يسعى إلى حلمٍ جميلٍ ساحرٍ
يقضي على العشّاقِ أو يستَعبدُ!
كوني على أرجاء عطفٍ مرّةً
يحنو عطاءً لا سبيلاً يرمدُ
هذا الغباءُ المستبدُّ الفاشلُ
عيناكِ عنوانٌ و فيه المُفسِدُ!
إنّ الحنانَ المرتجى لو شئتِهِ
أنثى جمالٍ مشرقٍ قد يُعقَدُ
منه انتصارٌ مُفرحٌ يبدو لكِ
فيه الغرورُ الأوحدُ المستفردُ
جيئي ثَوابَ الخيرِ كوني عذبةً
لا تنظري من فوقِ. فعلٌ يشهدُ
في عالمِ الأسرارِ صنفٌ موحشٌ
صنفٌ جليلُ النوّعِ يبقى الأجوَدُ
عيشي طموحاً لا يفوقُ المستوى
كي لا ينالَ العزمَ منكِ المُجهِدُ
فالحسنُ بعضٌ منه يأتي صاحباً
ما ليس محموداً و يأتي يُفسدُ
الحسنُ في أن يبقى منه رونقٌ
يصفو وديعاً في بهاءٍ يخلُدُ
أنتِ ملكتِ الحسنَ لكنْ خانكِ
و احتارَ منكِ الفكرُ أنسى يشرُدُ
عودي إلى رشدٍ و جيئي طاعةً
خلّ غرورَ الحسنِ حالاً يبعدُ
حتّى يعيشَ الحسنُ طيفاً هادئاً
يهواهُ قلبُ العشقِ يسعى يعبدُ
لا تغضبي! إنْ ظلّ منك حسنُكِ
فيما عليه اليومَ. يومٌ أسودُ!