كلُّ ما في الكونِ خيرٌ
كيفَ يغفو العقلُ في بعضِ الضلالِ؟
كيفَ لا يقوى على صدّ الفِعالِ؟
كيفَ لا يدري بأنّ الشرَّ يقضي
دونَ إنذارٍ على روحِ الجمالِ؟
أيّها الإنسانُ فكّرْ في هدوءٍ
و انطلقْ بالوعي في أرقى مجالِ
و انتقِ ما ينفعُ الإنسانَ منه
مُسْتَحَبٌّ في جميلٍ مِنْ خصالِ.
إنّ للإنسانِ مسعىً و انتماءً
يُوجبُ الإكرامَ عندَ الاتّصالِ
كلُّ ما في الكونِ مصنوعٌ لخيرٍ
مُطلقٍ, فاعملْ بسعيٍ و احتمالِ
كلُّ ما في الكونِ و الأحياءِ منه
ذاهبٌ يوماً إلى ذاكَ الزوالِ.
لا تقلْ لا شأنَ لي في الأمرِ فهوَ
شأننا جمعاً و مِنْ دون انفصالِ!
انفتحْ بالعقلِ, أكرمْ ما سواكَ
مؤمنٌ يوماً به دونَ انفعالِ
كلُّ إكراهٍ و تكفيرٍ مُضرٌّ
لا يفيدُ الناسَ يُودي باعتدالِ.
انتصرْ للحقِّ و اعلُ من مقامٍ
فيه روحُ اللهِ في أبهى جلالِ
إنّ روحَ الربِّ لا تهوى انقساماً
و افتراقاً و احتقاناً في وبالِ
هذه الأفكارُ فينا دون جدوى
لن ترى الإنسانَ في بعضِ الكمالِ
إنّها تسعى لتدميرِ المعاني
و انتهاكِ و اعتداءٍ و اقتتالِ
فانتقِ منها وجوهَ الخير, و اعملْ
جاهداً تقضي على أيّ احتمالِ
يُوقعُ البلوى و يُودي بالمساعي
نحو تدميرٍ و إحلالِ المُحالِ.
ربُّنا الديّانُ قُدّوسٌ رحيمٌ
فلتكنْ منه على كلِّ اتّكالِ
و لتعشْ منه قريباً دونَ إثمٍ
ملءَ إيمانٍ و تقوى في مثالِ
عالمٌ ربّي بأوضاعٍ لدينا
دون أن نسعى إلى طرحِ السؤالِ!
اهتدِ بالنورِ و القِ كلَّ عبءٍ
أو همومٍ سوف تحظى بالمنالِ
قالَ إنّي مَنْ يُزيحُ الحِملَ عنكَ
فاقتربْ منّي. توكّلْ. لا تبالي!