ما تاهَ ظلّي و فكري راسخٌ عَبِقُ
بالطيبِ يغرفُ مِنْ علمٍ و يمتشقُ
هذا السلاحَ, الذي لولاهُ ما انفتحتْ
دربٌ و أشرقَ في إنعامِهِ الأفُقُ.
دربٌ يُحقِّقُ إنجازاتِ قاصدِهِ
و القَصدُ يعلمُ أنّ الفكرَ مُنْطَلَقُ
هذي المعابرُ قد صارتْ كتَوطئةٍ
خطّتْ جوارحَ إحساسٍ, بهِ أثِقُ.
بالفكرِ يُخْلَقُ إعجازٌ متى فُتِحَتْ
منهُ النوافذُ و الأبوابُ, لا غَلَقُ.
بينَ الحروفِ أرى إرساءَ قافيتي
صارتْ زنابِقَ, مُخْضَرٌّ بها الشّفَقُ
عطرُ النسائمِ مَحمولٌ بنشوتِهِ
يجلو الكروبَ و لاستعراضِهِ طُرُقُ
نَفحُ العلومِ بهِ ما طابَ مِنْ شَغَفٍ
يحلو رحيقُهُ إمتاعاً, فينطلِقُ
نحوَ العوالمِ يغريها و يدفعُها
حتّى يجَدِّدَ إرهاصاتِها العبَقُ
كلُّ احتفالٍ أنيقٌ في توجّهِها
سرُّ الخليقةِ حرفٌ ليسَ يحترِقُ
كم مِنْ أماجدَ أعطُوا روحَهُ صيَغاً
زادتْ تفاعُلَ ما فيها, و قد عشِقوا
روحَ انطلاقِها مخزوناً مِنَ الأملِ
يجلو الكآبةَ لا خوفٌ و لا قلَقُ.
ما تاهَ ظلّي و روحي في بَصيرتِها
أوعى بذاتِها, لنْ يصطادَها نَزَقُ
ما تاهَ ظلّي و كلّي ثورةٌ جعلتْ
منّي مشاعلَ تنويرٍ, و مَنْ طرَقوا
بابي بعتمةِ أفكارٍ مناوئةٍ
قصدَ الإغاظةِ في فعلٍ, قدِ انفلقوا.
ما تاهَ ظلّي و وجهُ الحقِّ نافذتي
حيثُ الإرادةُ و التصميمُ و الخُلُقُ.