عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-12-2009, 08:31 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي واقعُ السّريان. شعر: فؤاد زاديكه

واقعُ السّريان
واقعُ السّريانِ محفوفُ المخاطرْ
غائصٌ في حَيرةٍ، ليستْ تغادِرْ.

واقعٌ صعبٌ، شديدُ الانقسامِ
بل يُعادي بعضُهُ بعضاً، يُفاخِرْ

بانتسابٍ طائفيٍّ، ليس يجدي.
إنّني فيما أراهُ اليومَ حائرْ.

ما الذي يدعو إلى روحِ انقسامٍ؟
هل هو الفخرُ الذي أمسى يُتاجِرْ؟

أم هو الكرهُ الذي أعلى مقاماً،
لافتخارٍ باهتٍ، عقلٍ مُناورْ؟

أيُّها السّريانُ، أنتم في ضياعٍ،
قاوموا
التفريقَ
و العقلَ المقامِرْ.

أمةٌ كانت لها أمجادُ علمٍ
ها هي استرختْ، و لمْ تعبأْ بحاضرْ!

إنَّ آشوراً و كلدو أغنياها،
ثمّ آرامٌ أتى و العشقُ فائرْ.

إخوةً كانوا، و عهدُ الضعفِ حانَ
ليس نرضاهُ لأنَّ الحبَّ فاترْ

اِ
عملوا كلاًّ على توحيدِ صَفٍّ.
فرّقَ الأعداءُ إخواناً بساترْ.

أيّها السّريانُ هبّوا دونَ خوفٍ.
إنّما
منْ
وحدةٍ تأتي البشائرْ

أمّةَ السّريانِ لستِ في شعوبٍ،
إنّكِ شعبٌ على فكرٍ و خاطِرْ.

لا تقولوا ليس من حلٍّ و جدوى.
حاولوا، فالحلُّ موجودٌ و حاضرْ

إنّهُ في نبذِ أحقادٍ، هواها
فاعلٌ في النفسِ مفعولاً كخاثرْ

إنْ توحّدنا، فإنَّ الخيرَ آتٍ،
و النتاجُ الحلوُ مرغوبٌ و ساحرْ.

أمّةَ السّريانِ إنْ أنت اجتمعتِ
حولَ فكرٍ واحدٍ، عذبِ المشاعرْ

فالمسيحُ الربُّ قد يرضى عليكِ
يجمعُ الأفكارَ في خيرٍ و طاهرْ.

واقعُ السّريانِ ممجوجٌ، مَقيتٌ
و الذي يحلو _ كما يبدو _ المظاهرْ.

سخّروا أقلامَكم، أبناءَ شعبي
في بناءٍ لا لتفريقٍ نناظرْ

حمّلوا أقلامَكم فكراً مُحبّاً
كي يعمَّ الكلَّ، لا جهلاً
يُ
فاخرْ.

إنّنا لسنا على دربٍ صحيحٍ
واقعٌ يُبكي، و ما زلنا نُهاترْ

إنّنا لسنا على المأمولِ منّا،
تجعلون الغيرَ يرمينا بساخرْ.

كلُّنا من وضعنا هذا نعاني،
ليس فينا رابحٌ، فالكلُّ خاسِرْ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس