وطنٌ أنا
أبكي على وطني بملءِ دُموعيَا
و مصاطبُ الأوجاعِ بينَ ضُلوعيَا
وطنٌ يحاصرُهُ البلاءُ و جيشُهُ
ليُحطِّمَ الأملَ المُضئَ شُموعيَا.
أبكي لأنّني عالمٌ بمصيبةٍ
وقعتْ تشاؤني أن أجيءَ رُكوعيَا
وطنٌ أنا و بداخلي مخزونُهُ
شعبُ الرجولةِ و البطولةِ واعيَا.
وطنٌ سيُجهِضُ ما أرادهُ حاكمٌ
فَرْدٌ تجبّرَ باغياً مُتداعيَا
وطنٌ سيحسمُ أمرَهُ بصمودِهِ
ليذلَّ مَن قصدَ الإبادةَ ساعيَا.
و إليكَ يا وطنَ الكرامةِ و العلى
نظرَ الجميعُ بصمتِهم لدواعيَا
ظهرتْ بأقذرَ ما يكونُ ظهورُها
خزيُ الخيانةِ قد تقنّعَ راعيَا
خفقَ انتصارُكَ, أخفقتْ أفعالُهم
و كشفنا خسّةَ خُطّةٍ و مساعيَا.
وطني تجمّلَ بالفضيلةِ و التُّقى
و حرارةِ الإيمانِ, ينهضُ ناعيَا
خُططاً أرادَ بها اللصوصُ تَعامياً
و لِكَسْبِ وقتٍ كي يَفِلَّ جموعيَا
ولَدٌ شبيهَ أبيهِ في إجرامِهِ.
فشلَ الجميعُ, إذِ الصلابةُ باعيَا
وطنٌ أنا متمرّدٌ و مناضلٌ
شَرِسٌ سأسحقُ مَن يريدُني ماعِيِا1.
1- المقصود بها هنا أن الوطن - متمثلا بالشعب و ثورته - يرفض أن يتم قياده كالخروف الذي يقول ماع ماع.