الخليفةُ المجرم
شعر: فؤاد زاديكه
جاءَ الخليفةُ1 بالمرسومِ مُقتَدِرَا
و الحكمُ يقدحُ نارَ الغيظِ مُنفَجِرِا
مَنْ ذا المعارضُ أفكاري و فلسفتي
و الكلُّ يعلمُ أنّي الصّانعُ القدرَ؟
(إبنُ المقفّعِ)2 ما قَطّعتُهُ إِرَباً
إلاّ لأشويَ منهُ اللحمَ و البصرَ
إنّي الخليفةُ و القاضي بما حكمَ
و الحكمُ يصدرُ تطبيقاً و قد أمرَ
إنّي الخليفةُ وجهُ اللهِ لا أحدٌ
يقوى التمرّدَ, إنّي أقتلُ البشرَ
مَنْ لا يُطبِّقُ أحكامي فليسَ لهُ
حظٌّ يُقدّرُ, إذْ أُبقيهِ مُحتَقَرَا
هذي الشّريعةُ , و الإسلامُ عمّمها
قالَ الرّسولُ بها, فاستعلموا الخبرَ
لا شخصَ يُعلِنُ عنْ رأيٍ يكونُ بهِ
فكرُ التحرّرِ مقبولاً و مُنتَصِرَا
إنَّ المصيرَ, الذي لاقاهُ كاتبُكم
يُعطي الدلائلَ بالمضمونِ و العِبَرَ
إنّي قتَلْتُهُ إيماناً بمعتقدي
فالحرُّ يحملُ في أفكارِهِ الخطَرَ
إنّي أُكرّرُ إنّ الجهلَ سيّدُكم
أنتم عبيدُ أبي و اللهُ قد أمرَ.