لا يعشقُ القلبُ
لا الطيفُ يدفعُ أحلامي على أملِ
لا الشّوقُ يلجمُ لي خطوي على مَهَلِ
أحسستُ أنّي أعيشُ اليومَ في فزعٍ
و الخوفُ يُعربُ عن شكوى و عن فشَلِ.
لا يعشقُ القلبُ مَنْ آذاهُ, آلمَهُ
فالحزنُ يغمرُ أحشائي و لم يزَلِ
ما نِلتُ حظّاً منَ الأيّامِ أو أملاً
قد غابَ عنّي رجاءُ الحبِّ و الأمَلِ.
في كلّ جرحٍ نزيفٌ غيرُ محتَمَلٍ
يا جرحَ قلبي ينوءُ الويلُ في فُعَلِ
و الصّدرُ منّي سبيلٌ سالكٌ و بهِ
أوغرتِ سيفاً و قد عجّلتِ في أجلي
ما كانَ ظنّي بأنّ الغدرَ منْ يدِكِ
يوماً سيجعلُ أحوالي بلا حِيَلِ
ألقيتِ عبئكِ في دربي لتملأني
حزناً و همّاً و قد ضيّقتِ منْ سُبُلي.
لن يغفرَ الدهرُ ما حمّلتني فأنا
أصبحتُ أخجلُ من نفسي و مِنْ كسلي
ما كنتُ يوماً بهذي الرّوحِ يأخذني
صمتٌ يؤرّقُ و الأفكارُ في وَجَلِ.
يا منيةَ النفسِ قد أعلنتِ عن فشلٍ
قد كنتُ أطمعُ في ضمٍّ و في قُبَلِ.
لو أنّ عصري أبو النوّاسِ نادمَهُ
لاشتطّ غيظاً على حالي على خَبَلي
فالعشقُ يقسو إذا الإنسانُ سلّمهُ
أمرَ القيادِ و قد ينقادُ مِنْ نَذِلِ
يا عزمُ قوّي رجاءَ الصّبرِ مجتهداً
إنّ العزيمةَ خَلْقُ الفوزِ و الأمَلِ.