عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-11-2007, 08:44 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي علاجُ المرارات. شعر: فؤاد زاديكه

علاجُ المرارات


مرارتُ أحلامٍ موجعةٍ

تهدرُ من جوفِ الرّجاءْ

تقضّ مضاجعَ الحلمِ
تنتهجُ سلوكيّة الارتقاءْ

تحاولُ انتزاعَ المُلكِ
بلهفةِ الشجعانِ الشّرفاءْ

تخورُ القوى تتلاشى
الإراداتُ و ينهزمُ الصّفاءْ!

مراراتٌ تكدّستْ أمانيها
و تمنّياتُها في أدراجِ السّماءْ

لم يُفتحْ لها بابٌ و لمْ
ترقَ إلى مجازاتِ العلاءْ!

مراراتٌ سبقَ و أن أعلنَ
عنها من قبلُ الحكماءْ

و دبّجَ لها أساطينُ الأدبِ
و عانقتها عبقريّةُ الشعراءْ

لم تنحنِ لها هاماتُ الغرورِ
و لم تنحلّ عُقَدُ الهراءْ!

شريانُ دمٍ يتقلّصُ في
أوردةِ الزّمن بلا اكتفاءْ

دهرٌ أكلَ عليهِ السأمُ
و شربَ من مدامه الغباءْ

تناصفَ حكمه و تحكّم
الأغبياءُ و الحمقى و الجهلاءْ!

زالتْ متعةُ الأساطيرِ
و هرمَ بائساً ربيعُ العطاءْ

فتحوّلَ إلى كابوسِ رعبٍ
من الثلجِ و الرّعد في الشّتاءْ

نفثتِ الحقيقةُ صبرَها
فلم يلتفتْ إليها العقلاءْ!

لم يكتملْ بعدُ النصابُ
لفرضِ الحكمِ في دار القضاءْ

جرأةُ الفكرِ تتلاشى
مع تعاظمِ الزّيفِ و الافتراءْ

منارةُ الخيالِ تُعتمُ
في جوّ البغي و طقسِ البلاءْ

كواكبُ العمرِ تساقطتْ
و لمعتْ كواكبُ أخرى في أسماءْ

انغمسَ الكلُّ في ترّهاتِ
الانتقاءِ و الاشتهاءِ و الابتغاءْ!

كانَ كلُّ شيءٍ وهماً
تبدّد على سفرةِ التعساءْ

حُجُبٌ مزريةٌ زخارفُ
منمّقةٌ فارغةٌ جوفاءْ!

تحوّلتِ "الحيواناتُ" بحكمِ
عجرفةِ المكرِ و خبثِ الرّياءْ

إلى مصدرٍ من التقييمِ
و الإيمانِ بعظمةِ الأشياءْ.

العبادُ مَنْ همُ العباد؟
قومٌ بؤساءٌ أذلاّءْ

لم ينجدهم جنونُ الرّسلِ
و الأنبياءِ و الأئمةِ و الخلفاءْ!

كما لن ينجدْهم ندبُ
الحظوظِ و نشرُ أدعيةِ البكاءْ.

أبوابُ الأرضِ مقفلةٌ
و كذلكَ أبوابُ السّماءْ

كيفَ نشقُّ طريقَنا على
هدي الرّوحِ بكلّ مضاءْ؟

قد نكونُ طبولا فارغةً
أو رؤوساً أو بعضَ أشلاءْ

لكنّنا سنغدو في لحظةٍ عاصفةٍ
من الزّمنِ مدوّنةً عصماءْ

و قد يسخرُ منّا قومٌ لأمرٍ
و قد يعظّمُ مقامَنا العظماءْ

نرسمُ سُبُلَ الفرحِ
و نمتشقُ المحبّةَ بلا رياءْ

لا السّيفُ أسعفَ الحياةَ
و لا الفتكُ و لا الاعتداءْ!

نداءٌ هامسٌ رقيقٌ
شاعرٌ من التسامحِ شاءْ

و أعلنَ ميلادَ السّلامِ
و أفرزَ لكلّ علّةٍ دواءْ

ستنتصرُ إرادةُ البقاءِ
و يردّدُ صداها النداءْ

لأنّ في قلوبنا رحمةُ
المعرفةِ و رائحةُ الذكاءْ

لن تشغلنا المناصبُ
و هي تتلألأ في الظلماءْ

سنكرزُ مع (يوحنّا) المجيدِ
لنعمّدَ الحقيقةَ بالبناءْ!



__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 09-11-2007 الساعة 08:48 PM
رد مع اقتباس