دمُ الثوّارِ يسفكُهُ النظامُ
و يعرفُ أنّهُ الأملُ المُرامُ
على قيدِ الحياةِ, فلا يُضامُ
دمُ الثّوارِ مَحرَقةُ النظامِ
و مقبرةٌ, و عينُنا لا تنامُ
إلى أنْ ندحرَ الأسدَ الجبانَ
و يشمخَ بالكرامةِ مِنّا هامُ.
دمُ الثّوارِ يُخصِبُ في عطاءٍ
برَسمِ حياتِنا, و هنا الكلامُ
عنِ الإنسانِ في وطني حديثٌ
مِنَ الإصرارِ تعرفُهُ الأنامُ
و يشهدُ للمعالي بكلِّ فخرٍ
فلا إحباطَ, قد خَسِئَ اللئامُ.
لثورتِنا انتصارٌ سوفَ يأتي
فمِنّا كرامةٌ رفضتْ تُضامُ
تلطّخَ بانتماءِ العارِ اسمٌ
لآلِ الوحشِ, و انعدمَ الوئامُ
يُؤكِّدُ إرثَ جُرمِهِ عن أبيهِ
و مبدأُ إرثِهِ القَذِرِ انتقامُ
فصارَ لكلِّ مُنْتَحِبٍ حديثٌ
تُجَنُّ لهولِهِ الأُسُدُ العِظامُ.
دمُ الأبطالِ مفخرةٌ لشعبٍ
أبيٍّ ليسَ يُرهِبُهُ الحسامُ
دمٌ لا بُدَّ منتَصِرٌ و آتٍ
بكلِّ جدارةٍ سُبُلاً تُرامُ
لأجلِ كرامةٍ و عميمِ خيرٍ
و نشرِ عدالةٍ يرِثُ الكرامُ
سينقشِعُ الظلامُ عنِ السّماءِ
و تنتصرُ المحبّةُ و السّلامُ.