يا مَنْ تمارسُ عنفاً, بالغَ السّقمِ
و الحقدُ يركبُ موجَ القتلِ, ذا قسَمي
لن يبلغَ السّيفُ مِنْ أهدافِهِ غرضاً
مهما يمارسُ مِنْ قتلٍ بسَفكِ دَمِ!
فالفكرُ أعمقُ تأثيراً و مأثرةً
يسمو بروحِهِ فوقَ الحزنِ و الألمِ
علمٌ يعانقُ حُرّياتِ معرفةٍ
ترقى بسعيها بالتعبيرِ مِنْ قلمِ
كي ترفعَ الشأنَ مِنْ إنسانِنا, و بذا
يخشى انتصارَهُ أهلُ البؤسِ و العدَمِ
يخطو ثباتُهُ موزوناً بمقدرةٍ
جاءتْ تحقّقُ, ما يسعاهُ مِنْ قِيَمِ
تُغني حياتَنا تَغييراً يكونُ لها
وَقعٌ يُرَدّدُ تغريداً بكلِّ فَمِ
نحو التطوّرِ, في إعلاءِ منزلةٍ
تنأى بعلمها عن جهلٍ و عنْ سَقمِ
عن كلِّ واقعِ ترهيبٍ يريدُ أذىً
إنّ النجاعةَ بالحُسنى و بالحِكَمِ.
يا رهبةَ السّيفِ إنّ الحقّ منتصرٌ
و النورُ يشرقُ, في الآفاقِ و القِمَمِ
لن نشربَ الذلَّ ما دامتْ لنا قيمٌ
تحكي, و لحمُنا مشدودٌ إلى وَضَمِ
فالسّيفُ يرمزُ للإفلاسِ و العطبِ
و الجهلُ يأسرُ فكرَ المرءِ كالصّنمِ
فكرٌ يهدّدُ هذا الكونَ, أجمعَهُ
يدعو للؤمِه, لا يدعو لِمُحتَرَمِ
فكرُ التطرّفِ و الإقصاءِ و العُقَدِ
فكرٌ يدمّرُ ما في الكونِ مِنْ نِعَمِ.
لن يُفلِحَ السيفُ في إقصاءِ معرفةٍ
تسمو بخيرِها للإنسانِ و الأمَمِ.
وعيٌ سيرفعُ مِنْ شأنْ العلومِ, بما
يقضي بلوغُها أوجَاً ثابتَ القُدَمِ
يمضي بنوره مِعطاءًا و منفتحاً
يحنو بحلمهِ خفّاقاً و كالعلمِ.