بَوحُ المعاني
شعر: فؤاد زاديكه
الشّعرُ فيضٌ مِنَ اللهِ الذي خلقَ
بحرَ المعانيَ أرسى رسمَهُ طُرُقَا
أعطى المعاني جلالَ الوصفِ، هيأها
حتّى توائمَ روحَ اللهِ و الألقَ
في كلِّ نبضةِ شعرٍ يحتفي أدبٌ
و يُبحرُ النظمُ خلاّقاً و مُنطَلِقَا
و الكلُّ يُدرِكُ ما الأسبابُ إنْ نطقَ
منها اتّزانُها هَيّاماً بمنْ عشِقَ
حيثُ البلاغةُ تعبيرٌ يُهذبُهُ
فجرُ البراعةِ إذ يجتازُها أُفُقَا
إنّ انبعاثَها بالإشعاعِ مُقتَدِرٌ
يرنو بزهوِهِ نحوَ المجدِ مُختَرِقَا
الشّعرُ صوتُهُ جولاتٌ يحقّقُها
بعضُ النوابغِ إعجازاً بما نطقَ
وَقعاً يحرِّكُ ما فينا و يجعلُنا
تحتَ انبهارِهِ تأثيراً و قد علِقَ
للشّعرِ حُرمةُ تقديسٍ إذا انتفعتْ
روحٌ بفكرِهِ صاغتْ عشقَها ألَقَا
للهِ درّكَ يا شعراً سعى أبداً
للعقلِ يسعدُ باللّقيا متى شرَقَ
بالشّعرِ مَوكبُ تبجيلٍ لموهبةٍ
عاشتْ لتخلقَ إبداعاتُها شَفَقَا
يجلو هلالُهُا مِنْ ظلماء أدمغةٍ
وهماً و يفتحُ باستهلالِهِ نَفَقَا
ظلّ انتماؤهُ للأدغالِ أزمنةً
ينأى بجهلِهِ عنْ علمٍ فما انطلقَ.