عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-06-2017, 04:54 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,720
افتراضي العَومُ في بحرِ النّساءِ شعر/ فؤاد زاديكى


العَومُ في بحرِ النّساءِ

شعر/ فؤاد زاديكى

يستحيلُ العَومُ في بحرِ النّساءِ ... و الذي يسعى فَضَرْبٌ مِنْ غباءِ

لم أقُلْ هذا لإغضابٍ و نقدٍ ... أو لمسعى راغبٍ في الازدراءِ

إنّني منْ أكثرِ الدّاعينَ حُبًّا ... و احترامًا إنْ أتى ذِكرُ النّساءِ

إنّما حاولتُ توضيحًا صريحًا ... وافيًا يعطي صفاءً للضياءِ

ليسَ مِنْ شخصٍ على مرِّ الزّمانِ ... ابتغى عَومًا, ليحظى بالرّجاءِ

في بلوغِ السِّرِّ منهنَّ استطاعَ ... كَشْفَ ذاكَ السّرِّ. عانى مِنْ عناءِ

عالَمٌ حلوٌ مليءٌ بالأماني ... و المُنى و الكلُّ ساعٍ للقاءِ

ربّما تلقى صدودًا في زمانٍ ... ثمّ بعدَ الصدِّ إكرامَ السّخاءِ

في فضاءِ الحسنِ إعجازٌ عميقٌ ... غامضٌ, كالبدرِ في هذا الفضاءِ

إنّها الشّمسُ, التي تُغني حياةً ... نحنُ فوقَ الأرضِ, نسعى للسّماءِ

كلّما استَكْشَفْتَ سِرًّا غابَ سِرٌّ ... عنْ سبيلِ الفَهمِ منْ هذا البهاءِ

إنّها السّهلُ امتناعًا لا يُدانى ... تملكُ الكافي لفَهمٍ و الذّكاءِ

تُظهِرُ الأشياءَ بعضًا, ثمّ تخفي ... ذلكَ البعضَ ابتغاءً في دهاءِ

خِفّةٌ فيها و لينٌ شاعريٌّ ... و اختزالُ الحسنِ يأتي في حَياءِ

نشتهي منها كلامًا و اتّصالًا ... أو حضورًا, إنّها رمزُ العطاءِ

في غموضِ السرِّ بعضٌ مِنْ جمالٍ ... سرُّها باقٍ و ما مِنْ انتهاءِ

كلُّ مَنْ يُلقي إلى الأنثى شِباكًا ... قَصْدَ صيدِ قد يُعاني مِنْ شقاءِ

واقعُ الأحوالِ ما يُفضي بهذا ... حكمةٌ ظلّتْ, فحاذِرْ مِنْ بلاءِ

حاضِرٌ بعضٌ قليلٌ مِنْ رؤاها ... غائِبٌ عنّا كثيرٌ في قضاءِ

يستحيلُ الفوزُ يومًا باكتشافٍ ... يرفعُ الأستارَ عنْ وجهِ الغِطاءِ

كي يصيرَ الحالُ معلومًا لدينا ... و انكشافُ السِّرِّ يبدو في جَلاءِ.

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس