"هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون؟"
"هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون؟"
بالطبع لا يستوي هذان كما نعلم و كما تعلمون!
لا يستوي الأمران إلاّ متى حكمَ ملكُ الجنون
و للجنون يا سادتي كما هو معروفٌ فنون.
حكايةٌ فاتَتْ عليها أزمانٌ و انقضتْ قرون
بقي الحالُ فيها على ما هو عليه بلا مضمون.
فالأفعالُ تناقضُ الأقوالَ التي بها زاعمون
فليس للعلمِ لديهم تقديرٌ و لا احترامٌ مَصون
و ليس للعلماءِ حظٌّ و لا مكانةٌ و لا مَنْ يحزنون.
كلّما ظهرَ قلمٌ مبدعٌ أو فكرٌ له يتصدّون
بجهلِ الفتاوى و الاتّهامِ بالتكفير المأفون
و بالتهديد بالإرهابِ و الترهيبِ و العداءِ المجنون.
و إذا أصرّ أصحابُ الفكرِ على موقفهم ماضون
هدّدوهم بالقتلِ و كحّلوا منهم بالسّوادِ العيون.
اتّهموهم بالكفرِ و الزّندقة و بكلّ أشكالِ المجون
و أسبغوا عليهم صفاتٍ من لدنهم الميمون
يرمونهم بها و عليهم يتعدّون و لهم يتوعّدون.
أنتم يا سادةَ الجهلِ و الغباءِ متى تستقيمون؟
و متى منْ غفلةِ جحودكم و جمودكم تنهضون؟
و متى ستحترمونَ الغيرَ و حقوقهم لا تهضمون؟
و متى تعدلونَ بدون تمييز أو عنصريةٍ تأتون؟
بالطبعِ لا يستوي العقلُ النيّرُ مع الجنون
و لا الظلامُ مع النور المشرقِ الحنون.
منذ قرونٍ تردّدون كلاماً و خلافه تعملون.
كيف يستوي جهلُكمْ مع نورِ معرفةٍ يكون؟
إلى أن يبقى هذا هو فهمُكم و هذا هو المدفون
في قلوبكم و عقولكم و صدوركم أحقادا توغرون
لن يكون لكم نهوضٌ و لا حياةٌ فهل لهذا تفهمون؟