عازفُ القانونِ
الشّاعر فؤاد زاديكى
يا عازِفَ القانونِ هلْ لكَ أنْ تَرَى ... حالِي لِتَعْلَمَ لَوعتِي وهُيَامِي
لو شاءَ عزفُكَ أنْ يُعيدَ تَوازُنِي ... فلكَ الثّناءُ بما يَفِيضُ سَلامِي
أمَلِي تَعَلَّقَ في مهارةِ عازِفٍ ... مَلَكَ المشاعِرَ دونَ أيِّ كَلامِ
نادِمْ بِفَنِّكَ آلةً بِبَراعةٍ ... أطْلِقْ سبيلَها وليَكُنْ بِدَوَامِ
الصّوتُ يأخذُني بِنشوَةِ مُتْعَةٍ ... وعلى صداهُ يَزيدُ وَهجُ غَرامِي
مُتَأثِّرٌ بِصدى عذوبةِ نَغمَةٍ ... ومعَ استعادِتِها يَزولُ سَقَامِي
ألِأنّ عزفَكَ مُبدِعٌ ومُشَوِّقٌ؟ ... أم أنّ عِشقِيَ بِاتِّقادِ ضِرَامِ؟
فعلَى العُمُومِ تَجِيدُ عَزفَكَ ماهِرًا ... وأنَا أصونُكَ شاعِرًا بِنِظَامِي
وهنَا الجمالُ يكونُ أشرقَ صورةً ... بِتَعَاوُنٍ وتَناغُمِ الإلهامِ
وإذا سألْتَنِي عن دوافعِ نظرَتِي ... فلدَيكَ خبرةُ عارِفٍ بِمَقامِ
فلقَدْ دَعُوتُكَ كي تُناغِمَ شاعِرًا ... عرَفَ الأصولَ إلى بُلوغِ تَمَامِ
وَبِذا سَتَكْمَلٌ صورةٌ لِتَعاوُنٍ ... وعَسَى تكونُ إرادةُ الأيَّامِ
فرَحًا يُوَفِّرُ للأنامِ سعادةً ... جَمَعَتْ بشائِرَ روعةِ الأحلامِ.